شيءٍ مِنْ لا شيء في الشعر

الخلقُ غيرُ الإبداع ؛ فالخالقُ سبحانه وتعالى هو القادرُ على الإبداع الأول لكل شيء في كونه ، ولهذا جاء اسمُه المُبدعُ ضمن أسمائه الحسنى بمعنى هو أول من يَخُلق ما يشاءُدون مثالٍ سابق ويبدع صنعَهُ فهو سبحانه وتعالى ( بديعُ السموات والأرض ؛_أي أوجدهما من لا شيء؛ أما عند البشر يطلقون الأسماء المباحة في الشرع والعرف الديني منسبوةً إلى الله الكامل فيقال فلانٌ اسمُه )عبدُ البديعِ . أما ما يمكن وصفه بالإبداع الأدبي في الشعر العربي فهو مهارةٌ فنيةٌ علميةٌ مبنية على العلم والثقافة والموهبة الربانية التي علمهم إياها الله جل وعلا ( وعلم الإنسان ما لم يعلم ) للتطبيق العملي يهبها من يشاء من عباده ؛ وإذا كنا قد تحدثنا في المساهمة السابقة عن تعلم المهارة في التجربة الشعرية للتفوق وصنع الموهبة بنمو صاحبها في إنتاجه منذ بدأ قول الشعر حتى أصبح مرتجِلًا له بموهبةٍ تعبيرية يفوق بها غيره ، فالشعر صنعةٌ وليس خلقًا كما يشير العنوان الموضوع الذي أحببت التعليق عليه من فراءتي لقدرة الأديب على النمو بتجربته الشعرية عن تفوق وإبداع والتي يقول بهاالَمستشرق الفرنسي ( جان راسين صاحب الصورة المنقولة من صور جوجل :يجب أن نبدع شيئا من لا شيء. وليس كَما يقول بعض النقاد أن الأدب ينبغي أن يكون دائما كثير المفاجآت إنما المهم أن يصور الأديب الحالات البعيدة الغور ولا شك أن وراء الإبداع الناجح موهبة لديها القدرة على جمع شتات مظاهر الوجود والتوغل إلى أبعاد التجارب الشعرية في شعر من سبقهم من الأدباء الماهرين فيبدون كأنهم محاصرين داخل دائرة التجارب السابقة إذا لم تنقذهم موهبتهم وثقافتهم الحاضرة والحديثة إلى إبداع شيء من لاشيء ليكون إنتاجهم أروع إبداعا ََوحداثة وتطورا مقبولا بثباتهم على نمطهم الجديد بغزارة إنتاجهم غير القائم على التقليد وقلما نجد أديبا غير َ مثقف اليوم..... وبهذا يتطور الأدب بهذا الحافز الدافع لظهور مدارس شعرية جديدة يلتف حولها عدد من الشعراء لوضع أسس لإنتاجهم وقواعد تميزهم عن غيرهم من المدارس إعجابا بجمالها ونمو روَّاد السائرين على قواعد أدبية منظمة لإفادة الراغبين في الانضمام لمدرستهم من الموهوبين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )