مهارة التجربة الشعرية وتعلمها

قرأت في مقدمة ديوان الشاعر المعروف محمود سامي البارودي عن التجربة الشعرية ما يلي باختصار وبيان : إن الشعر لمعة خيالية يتألقُ وميضها في سماوة الفكر فتنبعث أشعتها إلى صحيفة القلب فينبض بلألائها نورا يتصل خيطه بأسلة اللسان فينفث بألوان من الحكمة ينبلج بها الحالك ويهتدي بها السالك . وخير الكلام ما ائتلفَ ألفاظه وائتلفت معانيه ، وكان قريب المأخذ بعيد المرمى سليما من وصمة التكلف بريئا من عشوة التعسف غنيا عن مراجعة الفكرة فهذه صفة الشعر الجيد . فمن أتاه الله منه حظا ، وكان كريم الشمائل طاهر النفس فقد ملك أعنة القلوب ونال مودة النفوس وصار بين قومه كالغرة في الجواد الأدهم والبدر في الظلام الأبهم ، ولو لم يكن من حسنات الشعر الحكيم إلا تهذيب النفوس وتدريب الأفهام وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق لكان قد بلغ الغاية التي ليس وراءها مسرح وارتقى القمة التي بذل في رقيها الهمة ============ ثم عبر البارودي عن ذلك بقصيدة من أروع القصائد في مدلول الشعر ومعناه وهدفه قال: للشعر في الدهر حكم لا يغيره = ما بالحوادث من نقص وتغيير يسمو بقومٍ ويهوي آخرون به = كالهر يجري بميسور ومعسور والشعر ديوان أخلاق يلوح به = ما خطَّهُ الفكرُ من بحث وتنقير كم شاد مجدا وكم أودى بمنقبةٍ = رفعا وخفضا بمرجو ومحذور أبقى زهير به ما شاده هـــرم = من الفخــــــار حديثا جد مأثور أخزى جرير به حيَّ النميرِ فما = عادوا بغير حديث منه مشهور لولا أبو الطيب المأثور منطقهُ = ما سار في الدهر يوما ذكر كافور 26-39 ============================== للكاتب في النص الأصلي للنثر والشعر تهذيب واختصار لعدم الإطالة شكرا للقاريء الكريم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )