صلة علوم اللغة بغيرها في الحياة ( مقال لغوي )

قال الدكتور علي عبد الواحد موافي في كتابه : علم اللغة: إن الصلة بين العلوم الاجتماعية شديدة الوثوق (الارتباط؛ لأن علم اللغة واحد منها ، ومن المعروف أن له فروعا كثيرة وارتباطه بها يعني ارتباط فروعه أيضا بتلك العلوم الاجتماعيةالمتعددة ، وبينهما اشتراك في أي تطور يحدث في كليهما من قوة أو ضعف ، وسعة أو ضيق ، وعظمة أو ضَعَةٍ ..؛ وذلك من مظاهر تأثر علم اللغة بالعلوم الاجتماعية إلى جانب تأثيره هو فيها ؛ فاللغة تنقسم إلى لهجات وتفرعات للغات عامية بالتطورات التي تحدث في أصواتها ومدلولاتها وأساليبها وقواعدها لأنها نشاط إنساني مرتبط بسلوك الإنسان اجتماعيا للتعبير عن الحاجات والأغراض في الظواهر الاجتماعية الأخرى سياسيا ودينيا واقتصاديا وتاريخيا وغير ذلك ويتعدى التواصل والارتباط إلى علم النفس والجغرافيا والأحياء والتشريح ووظائف الأعضاء والفيزياء والعلوم الطبيعية ؛ كما أورد الدكتور عمرو خاطر عبد الغني وهدان أستاذ علم اللغة بجامعة عين شمس بالقاهرة في دراسته العلمية للغة ذاتها ولأجل ذاتها في كتابه (فصول في علم اللغة العام )قال : إن عالم النفس يدرس اللغة لصلتها بالتفكير واكتساب اللغة لعلاج أمراض الكلام فذلك من صميم عمله النفسي ، ملتصق باللغة ومكوناتها وإنتاجها واستخدامها وتقويمها ، وعلم الاجتماع الذي يدرس أنماط السلوك الإنساني وتوزيعاته واستخداماته جغرافيا يتصل باللغة كذلك ولا تخفى علاقة السياسيين باللغة والاهتمام بها خاصة في عصرنا الحاضر لمعرفة الطريقة التي يفكر بها أبناء كل بلد من حكام ومحكومين للتعامل معهم بطريقة تفكيرهم ؛ وخاصة بين الدول القوية المتقدمة والدول الضعيفة التي يفرضون سيطرتهم عليها . ومن أجل هذه العلاقة بين علم اللغة العام بالعلوم الأخرى نجد الكثير من أصحاب الحقول والميادين الأخرى يتوسلون لمعرفة كثير من أعمالهم بمعرفة اللغة والتعمق في دراستها وربطها بمجالاتهم المختلفة ولقد أكد ذلك عدد كبير من علماء اللغة الغربيين والعرب في أبحاثهم ومعطياتهم العلمية المفيدة . أمثال الدكتورين موافي وعمرو وهدان وغيرهما ومن الغرب أمثال دوسوسير في مؤلفه علم اللغة العام ترجمة أحمد نعيم دار المعرفة الجامعية الإسكندرية عام 1985م .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )