ذكريات الفرج لمدرس مغترب

التاسعة مساء الجمعة الحادي عشر من إبريل 1975م بمدينة أوباري بليبيا في إعارة لمدة أربع سنوات ـ عدت من الخارج بعد أن قطعنا أكثر من كيلومترين في طريق جانبي ترابي قبيل مدخل أوباري بأمتار قليلة ، وسط الرمال الكثيرة التي زرعت بالمباني الجديدة التي لم يستكمل بناؤها بعدُ وأمامنا يربض عن قرب جبل أوباري الشاهق وقد تراءى لنا كقاعدة هرم خوفو الأكبر بمصر ، كنت مع زميلين مصريين من مدرسي العلوم بأوباري أحدهما زميلي في السكن ، وبعد جِلسة في الهواء الطلق على الرصيف أمام أحد المقاهي تناولنا فيها بعض أحاديث الذكريات في بلدنا الحبيب مصر وكنا جلوسا على ثلاثة كراسي تشبه كراسي البحر واحتسينا مشروب البرتقال المثلج ( ميراندا ) ونظرت إلى ساعتي فتذكرت صلاة المغرب أنها أوشكت أن تفوتني في وقتها قبل العشاء ، وكان بإمكاني أن أخلع حذائي وأصلي على الرمل الطاهر بجوارنا ولكني فضلت العودة للمنزل لأجلس قليلا بعد الصلاة مع أوراقي وكتاب السهرة الجزء الحادي عشر من سلسلة محمد رسول الله للكاتب عبد الحميد جودة السحار تحت موضوع الهجرة ـ وفعلا صليت المغرب وسجلت هذه الصفحة من ذكريات معلم مغترب ينتظر الفرج من الله في رفع ما بي من نوبة برد شديدة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )