الأدب العربي حافل بقصائد الشعر من بحر الرجز بفتح الراء وتشديدها وفتح الجيم بعدها ؛ وجمع قصيدة الرَّجَزِ يقال : قصائد الأرْجَازِِ.
وهو جمع تكسير للمفرد منه وهو اسم البحر الشعري ؛ الذي نورد أمثلة لنماذجه في الشعر العربي قديمه وحديثه على النحو التالي :
*1- قصيدة والله ما تَمَّ سوى اللهُ مَنَّ..... للشاعر أبو الهدى الصيادي يقول فيها :
والله ما تَمَّ سوى اللهُ مَنْ....فَأَصبحَ مهموماً بأحداثِ الزَّمَنْ .... فَإِنَّهُ أكرَمُ مَنْ جَادَ وَ مَنّْ....فَمَنْ عليكَ قَلَّمَا يُجْدِي الحَزَنْ ....اسْتَغْنِي عَنْ زيدٍ وعن عمرٍو وَ عنْ....فَفَارِقْ بلادًا أنتَ فِيها مُمْتَهَنْ.... الشَّام إِنْ شِئْتَ وإنْ شِئْتَ اليَمَنْ....فأينما جِئْتَ صَدِيقٌ وَسَكَنْ
======
قال الشّاعِرُ :حِفْنِي ناصِف... في قصيدته : باسم إلهِ العَدْلِ بين الناسِ :
*2- باسم إله العدلِ بين الناسِ....أَصْدَرْتُ هذا الحكْمِ بالقسطاسِ.... في جِلْسَةٍ جهرِيَّةٍ بالنادي ....للفَصْلِ في تنافُضِ الأنْدَادِ .
=======
*3- قال الشاعر عبد الغفار الأخرس ؛ في قصيدته قَدِمْت بالبِشْرِ والبشائرْ....وزُرْتَنا فَحَبَّذَا مِنْ زَائرْ....وَجِئتَ بالخيرِ علينا مُقْبِلاً .... لكلِّ بَادٍ وَلِكُلِّ حاضِرْ.... فَكُنْتَ كَالْمُزْنِ هَمَتْ بِماطرْ .... وكنتَ كَالرَّوْضِ زَهَا لِنَاظِرْ .... لوْ نَظَرَ النَّاظِرُ مَا صَنَعْتَهُ .... نَمَّقَهُ بِدَفْتَرِ الْمَفَاخِرْ .
=======
*4- وقال أمير الشعراء أحمد شوقي فس قصيدته إلى حسين حاكم القنال :
....إلى حُسَيْن حاكم القنالِ .... مِثَالِ حُسْن الخُلْقِ في الرِّجالِ .... أُهْدي سلامًا طِيِّبا كَخُلقِهِ....مع احترام هُوَ بَعْضُ أَهلِه وأحفَظُ العهدَ له على النوى ....والِّصدقُ في الوُدِّ له وفي الهوى ....وبعدُ فالمعروفُ بينَ الصَّحْبِ .... أن التَّهادي مِنْ دَواعِي الحُبِّ ...وعندك الزهرُ وعنديَ الشِّعْر.... كلاهما فيما يُقَالُ نَدْرُ
==========
*5- وقال الشاعر أحمد محرم في وصف مصر ....
مصرُ الرَّخَاءُ والنَّعِيمُ والرَّغَدْ....مصرُ الصديقُ والرفيقُ والولَدْ ..... مصرُ النَّصيرُ والظَّهيرُ والسَّنَدْ .... مصر الهدى مصر الصِّبَا مصرُ الهرمْ .
إذا كان مفهوم البلاغة حديثا يتمثل في توصيل الكلام كتابة أو حديثا ؛ بوضوح في المعنى وجمال في اللفظ ، ومراعاة لحال القاريء أو السامع ، فهذا يعني منتهى الفصاحة في البيان الجيد والقول البليغ ، وهو أرفع البلاغ قبل الإعجاز القرآني الكريم في لغته الإلهية فإن فروع هذه البلاغة من بيان أو بديع أو معاني واضحة مفهومة منقولة للسامع أو القاريء بأي شكل من الأشكال الدلالية على وضوح الكلام ووصوله للمتلقي بشكل يرضيه ويرضي الكاتب أو المتحدث فإن من المعاني تلك الأساليب المستخدمة في اللغة العربية الخبرية والإنشائية ؛ ومنها ما يطلق عليه البلاغيون ( المجاز المرسل ) وهو اللفظ أو الكلام المستخدم في غير موضعه من الأسلوب دون وجود علاقة تشايه أو تلازم بينه وبين ما وضع له في الحقيقة ؛ فإذا قلنا مثلا : ( وما من يد إلا يدُ الله فوقها = ولا ظالمٍ إلا سيبلى بظالمِ فنرى أن : فكلمة ( يد ) مجاز مرسل ؛ تدل على علاقة السببية بين الدلالة المقصودة والمعنى المراد وهي القوة وكما يقول الشاعر : وأشرب ( ماء النيل ) من بعد دجلةَ = فيخْضَرّ في مصرَ الجديدة عودي ففي لفظة ( ماء النيل ) مجاز مرسل علاقته ( الكلية ...
الفرق بين الكلام ، والقول ، والحديث من لسان العرب : الكلام القول ، و قيل : الكلام ما كان مكتفيا بنفسه وهو الجملة ، و القول ما لم يكن مكتفيا بنفسه ، و هو الجزء من الجملة ، و القول إجماع الناس على أن يقولوا القرآن كلام الله و لا يقولوا قول الله ، القول:"ق و ل", وذلك أن الفم واللسان يخفان له، ويقلقان ويمتلآن به. وهو ضد السكوت، الذي هو داعية إلى السكون، ألا ترى أن الابتداء لما كان أخذاً في القول، لم يكن الحرف المبدوء به إلا متحركاً، ولما كان الانتهاء أخذاً في السكوت، لم يكن الحرف الموقوف عليه إلا ساكناً والكلام : من "ك ل م" منه الكلم للجرح ؛ وذلك للشدة التي فيه، وقالوا في قول الله سبحانه: "دابة من الأرض تكلمهم " قولين: أحدهما من الكَلام، والآخر من الكِلام أي تجرحهم وتأكلهم، وقالوا : الكُلام: ما غلظ من الأرض، وذلك لشدته وقوته، وقالوا: رجل كليم أي مجروح وجريح ولنضرب مثلا .. أحيانا يفوض رئيس الحكومة وزيرا معينا ليلقى كلمته فى احتفال أو مناسبة أو مؤتمر ما .. الكلمةُ...
قال الشاعر السرى الرَفّاء وكان في صباه يرفو ، ويطَرِّزُ ، بِدُكَّانٍ بالموصل في العراق ، وكان متعلقا بالأدب ، يَنْظِمُ الشعرَ حتى أجادهُ ، وافتَنَّ بالتشبيهِ والوصفِ ، ومن ملامح ذلك تلك الصورة البلاغية التي جاءت في أحجيةٍ ( أي لغز شعري ) يقول فيها : مفتولةٌ مجْدولةٌ = تحكي لنا قدَّ الأسَل كأنها عُمْرُ الفتى = والنار فيها كالأجل ومعنى ( قَدَّ الأسل) : اعتدال الرمح فهو يصفها مجدولة القوام ، كأنها الرماح الملساء في استقامتها في تشبيه رائع الموصوفة فيه هي المشبه ، وقد الأسل ( المشبه به ) وأداة التشبيه الفعل (تحكي ) ثم يتابع الوصف في الصورة البلاغية الجميلة ، في البيت الثاني فالهاء في ( كأنها ) تعود على المشبه نفسه ، وعمرُ الفتى ( هو المشبه به ) والأداة في أول الصورة التشبيهية ( كأن ) ثم عطف صورة ثالثة ، وهي جزء من المشبه ( النار ) حيث يربطها بالمشيه في قوله ( فيها ) ويجعل النار ( مشبها ) في صورة مركبة متداخلة ، ويأتي بالمشبه به للنار في كلمة ( الأجل ) أي العمر ، بينما الأداة هي ( الكاف) في ( كالأجل ) . فما...
تعليقات