من مقاصد الشريعة الإسلامية ( حفظ الدين )

تدعو شريعة الإسلام المسلمين إن يحافظوا على كل ما يعمر الأرض التي استخلفوا عليها من الله بالعمل على حفظ الأنفس ، وحفظ الدين الإسلامي وقيمه ، وحفظ البيئة وحفظ المال .... إلى آخر ، ما كرم الله الإنسان من أجله على غيره من الخلق حتى الملائكة أنفسهم ، وجعل كل عباده مخيرين أمام طريقين هما الحق والهدى أو الضلال والباطل ،وغرس في الفطرة السيلمة حب اتباع الطريق المستقيم لأتباع الشريعة الإسلامية الموحدة المطيعة الثابتة على إيمانها بفعل الطاعات والابتعاد عن المنهيات حتى يزيدها الله صلاحا ويعد لها الثواب العظيم يوم القيامة .
والمحافظة على الدين تأتي من هدى الله الإنسان بالعقل الذي وهبه له ، وبالفطرة التي أودعها فيه ، إلى أن له خالقا قادرا عليما ، ثم أرسل بها الرسل لتؤكد له ما اعتقده في الله فدعاه إلى التفكر في ملكوت السموات والأرض ، ليزداد يقينا بوحدانية الله وقدرته ، وحذره من الإشراك بالله ، وضرب الأمثال بالأمم التي كفرت بما جاء به الرسل وتنكرت لما يهدي إليه العقل والتدبر ، وبين كيف كانت عواقبها الوخيمة في الدنيا والآخرة ودعاه بالترغيب والترهيب لسلوك الطريق المستقيم ؛ فالنفس الإنسانية جلبت على الخوف والرجاء ، تخشى مصائب الدنيا ، وتخاف عذاب الآخرة ، وقد وردت الآيات المتعددة المشيرة إلى ذلك في القرآن الكريم ومنها على سبيل المثال لا الحصر : * في سورة الحجر : ( نبِّئْ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم ) آيات 49 و50 ، * وفي سورة الإسراء آيات 9 و19 : إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ، وبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ، وأن الذين لا يؤمنون بالأخرة أعتدنا لهم عذابا أليما .) بل قد يجيء الترغيب والترهيب في آيه واحدة كما ورد في الآية 3 من سورة غافر : ( غاعر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير .) ... * كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يترك المؤمن دينه ؛ مرتدا بعد إيمانه وأوجب عليه القتل قال صلى الله عليه وسلم :( من بَدَّلَ دينَهُ فاقتلوه ) رواه البخاري . والقرآن قد أعطى الحرية والاختيار للمرء في اختيار دينه بكامل حريته بعد إرشاده إلى الطريقين الحق والباطل : ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) وقال سبحانه وتعالى : ( لا أكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي .) وقال سبحانه : ( ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. ) ولكن بعد أن يدخل الإسلام عن تفكير واقتناع لا يباح له أن يرتد عنه .حتى لا يكون الدين ألعوبة يتلهى بها الفارغون غير العقلاء في تفكيرهم بلا دليل لاتخاذ الباطل والبهتان ؛ وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الناس جميعا أنه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وأنه لا يعلم الغيب ( قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا بشير ونذير لقوم يؤمنون .) آية 188 من الأعراف .وقد سئل بعض الصالحين حين حضرته الوفاة : ما كان خير عملك ؟! فقال : وقفت على باب قلبي أربعين سنة فكلما حاول غير الله الدخول فيه منعته ، عملا بما جاء في سورة الشعراء آية 88 و89 :( يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .) ؛ وقيل في الحكم والموعظة : اليقين لا يساكن قلبا فيه سكون لغير الله ؛ ( فاعبد الله مخلصا له الدين .آية 2 من سورة الزمر ... وحماية البيئة بكل ما تحمل الكلمة من معنى من شرور البشر ومن فساد الحياة فيها من قول أو عمل يسيء إلى النفس أو الآخرين من وسائل الشريعة في حفظ الدين وإن شئت فاقرأ هذا الكتاب لتعرف ما يحوية من وسائل المحافظة على البيئة في الإسلام . والله أعلم . .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )