ظرف الزمان ، وظرف المكان / اللغة العربية

يسمى الظرف بنوعيهِ : المفعول فيه ...... فكل حادث مقترنٌ بزمانٍ ومكان متلازمين على الدوام ..... والظرف نوع من شبه الجملة وأيضا من شبه الوصف ؛ لارتباط الظرف بعامله فيصبح كالمضاف والمضاف إليه ويطلق عليها في باب الظرف : دلالة الظرفية تعني ان شيئا في داخل شيءٍ آخر ، فالغلاف الخارجي هو الظرف المتضمن معني ( في ) من غير أن تنوب عنه في أداء معناه أو عمله أو بنائه أو أعرابه ، والمظروف هو العامل نحو قولنا : السفر اليومَ ؛ أي في هذا الوقت المحدد باليوم ، وكذلك نحو : وقفتُ يمينَ الطريق . فيكون الظرف هو ( يمين ) ويكون المظروف هو تاء الفاعل المكتلم في الفعل وقفتُ ...... وخلاصة القول في ألفية ابن مالك عن الظروف بنوعيها هذا البيت وما يليه من ألفية النحو لابن مالك : الظرفُ وقْتٌ أوْ مَكَانٌ ضُمِّنَا *** (في ) باطِّرَادٍ ( كَهُنَـا) امْكُث ( أزْمِنَا .... وأحكامه في قواعد النحو العربية سبعة أنواع هي بالتلخيص والإيجاز : 1- أنه اسم منصوب إما مباشرة لأنه معرب ؛ نحو يومَ ــ وراءَ ... قابلتُك يومَ الخميسِ ، وراء بيتكَ ف: يومَ ظرف زمان منصوب بعلامة الفتحة الظاهرة والخميس مضاف إليه مجرور بعلامة الكسرة لأنه مضاف إليه وهما معا شبه جملة ( مفعول فيه ) ؛ ، و ( وراءََ ) ظرف مكانٍ منصوب كذلك بعلامة الفتحة ، وبيتِ مضاف إليه مجرور بعلامة الكسرةِ وهي مضاف، والكافُ بعدها مضاف إليها ويمثلان ظرف مكان ......* وإما ظرف مبني في محل نصب ؛نحو : تقابلنا حيثُ المسجدَ ، حيثُ ظرفُ مكان مبني على الضم في محل نصب وعاملة المسجدَ المظروف فيه .ومثل : منذُ ثلاثة أيامٍ التقينا .... ومثل ما يقال : أنْجَزْتُ عملي مساءً ، ثم قعدتُ أمام التلفاز أتمتع به....... 2- ولابد من تعلُّقِ كل ظرف بناصبه أو عامله المادي أو المعنوي أي ما يسند إليه متقدما عنه أو متأخرا عن المُتَعَلَّقِ به ... مثل : الحُرُّ عندَ الحَمِيَّةِ لا يُصْطَادُ ، ولكنه عندَ الكريمِ ينقادُ ، وعندَ الشَّدَائدِ تذهبُ الأحقاد ) ومثل قول الشاعر : يا دار بينَ النّقَا والحَزَنْ ما صَنَعَتْ *** يَدُ النَّوَى بالأُلى كانوا أهاليكِ؟! وكلام العلماء العرب أن المشهود أنَّ الظرف لا يتعلقُ بعامله المباشر إنْ كان هذا العامل حرفا من حروف المعاني ومنها على سبيل المثال : حروف العطف ــ حروف الاستفهام ــ حروف النفي ــ حروف النداء ــ حروف الاستثناء ــ حرف التعريف ال ــ حروف التعجب ــ حروف الجر ... إلخ .... وهي الحروف التي جاءت في الكلام عِوَضًا عن الجمل مفيدة معناها بأوجز لفظ فكل حرف يفيد فائدتها المعنوية مع الإيجاز والاختصار ؛ ولنضرب أمثلة على ذلك : فحرف الواو العاطفة عِوَضٌ عن ( أعطفُ ) اختصارا ، وحرف أَتَفْهَمُ الشرحَ؟ فهمزة الاستفهام نابتْ عن جملة بإيجاز عوضا عن أستفهم وكذلك هل الاستفهامية ، وحرف الاستثناء إلا :عوضٌ عن أستثني ، وحرف النداء يا عوضٌ عن أنادي ، ولام التعريف عوض عن أُعَرِّفُ وحرف الجر الباء تنوب عن الفعل ألصق والكاف عن أشَبِّهُ ، وحروف التمني وغيرها تنوب عن جملة أتمنى وهكذا ؛لأن الجار والمجرور والظرف نوعان من شبه الجملة ..... 3- عامل الظرف المكاني أو الزماني قد بحذف جوازا أو وجوبا : فيحذف جوازا حين يدل عليه دليل ؛ كأنْ يقال مثلا : متى حضرتَ؟ ، فيُجابُ : يومَ الجمعة .أي حضرتُ يومَ الجمعة بحذف العامل وهو تاء الفاعل مع الفعل لوجود دليل في السؤال عن حضوره المسؤول عنه .وفي الزمان يقال : متى وصلت ؟! فيجاب : مساءً أي وصلت مساءً بالحذف اختصارا لوجود الدليل في السؤال .وكذلك للمكان يقال : كمْ مِيلاً مشيتَ؟ فيجاب مِيلَيْنِ ... أي مشيتُ ميلين بالحذف لوجود دلالة السؤال قبله . ... .. ويُسَمَّى الظرف الذي ذُكِرَ عامًا أو حُذِفَ جوازا لقرينة تدل ) عليه (الظرفُ اللَّغْوُ)وما تأثر بعامله الموجود )معه يسمى ( الظرف المستقَربفتح القاف والظرف اللغو لا يقعُ بنفسه خبرا ولا صلة ، وإنما الظرف الذي يقع هو وعامله المذكور هو الذي يصح أن يقع خبرا ؛ نحو الكتابُ فوق الرف بالمكتبة فقد وقع الظرف وعامله شبه جملة في محل رفع خبرا للكتاب المبتدأ......... 4- تنقسم الظروف الزمانية والمكانية إلى مبهم ، ومختص ففي ظرف الزمان الظاهر كلها تصلح للنصب على الظرفية يتساوى فيها ظرف الزمان النكرة غير المقدر بابتداءٍ معين ونهاية معروفة ؛ مثل : حينَ ـ وقتَ ـ مدةَ ـ زمنَ ـ أو تدل على وجه من الزمان دون وجه مثل : صباحَ ـ عَشِيَّةَ ـ غَدَاةَ .. أو على الزمان المختص من النوع الثاني ومنه المقدر العلوم لتعريفِه بالعلمية أو الإضافة نحو رمضان ( علم ) ــ زمنَ الشتاءِ ( بالإضافة ، أو معرف بال مثل : اليومَ ، والمقدر غير المعلوم كالنكرة المعدودة غير المعينة نحو : سِرْتُ يوما أو يومين ، والنكرة الموصوفة ؛ مثل : سرتُ زمنًا طويلا .... وفي ظرف المكان لايصح منها للنصب على الظرفية إلا بعض الأنواع منها ** المبهم ** وهو ماليس له هيئة ولا شكل محسوس ولا حدود تحصره وتضبطُ جهاته الستّةِ ( جنوب وشمال وشرق وغرب وأمام وخلف وتحت) ومثال ذلك : وقف الحارسُ أمام البيت ، وطار العصفور فوقه ، فإن كان مختصا لم يصح نصبه على الظرفية ووجب جرهُ بالحرف إلا في حالتين : 1- أن يكون عامل الظرف المكاني المختص هو الفعل : دخل ، وسكن ، ونزل ... فقد نصبَ العرب كل ظرف مختص مع هذه الأفعال الثلاثة فقط ، قالوا : دخلتُ الدار ، وسكنت البيت ، ونزلت البلدَ ، والأفضل هنا إعراب ما بعد الفعل مفعولا به لا ظرفا ، ويكون الفعل قبلها متعديا بنفسه إلى نصبها .2- أن يكون الظرف المكاني كلمة ( الشَّامُ ) و ( مكة َ ) فيقال : ذهبْتُ الشامَ ، وتعر الشامُ بالنصب ظرفا مختصا للمكان وكذلك مكة يقال: توجهتُ مكةَ ؛ ويكونان ظرفين مكانيين على معى ( إلى ) وليس في .*** ومن هذا النوع الرابع: أيضا صيغُ المقادير الزمانية والمكانية نحو: مشيْتُ غَلْوَةً والغلوة تساوي مائة باع ، وركبتُ ميلا وهو يساوي ألف باع ، ثم سرتُ فرسخا وهو يساوي ثلاثة أميال قطعت بريدًا وهو أربعةُ فراسخ .وهو هنا غير مطرد بتضمنه ( في ) .... ومن هذا النوع أيضا : ما صِيغَ على وزن ( مَفْعَل ..و مَفْعِل بالفتح أو الكسر ؛ مشتركا مع عامله الفعل في حروفه نحو قولهم : صنعتُ مصنَعَ الورقِ ، وجلستُ مجْلِسَ العلمِ ، ووقفتُ موقِفَ الخطيبِ... 5- يجوز تعدد الظروف المنصوبة على الظرفية لعامل واحد بغير اتباع بشرط اختلافها في جنسها زمانا ومكانا مثل : استرحْ هنا ساعةً ، أقم عندنا يوما .....، وإذا اتفق جنسها جاءت إما على الاتباع فيكون الثاني منها بدلا من الأول في الإعراب نحو : أقابلك يوم الجمعة ظهرًا ؛ فتكون كلمة ظهرا بدل بعض من كل من ( يوم ) ، وإما أن يكون العامل اسم تفضيل نحو : المريضُ اليومَ أحسنُ منهً أمسِ .. فاليومَ ، وأمسِ ظرفان عاملهما اسم التفضيل ؛ وهو أحسن تقدم العامل مع اليوم وتأخر مع أمس..... 6- يجوز عطف ظرف الزمان على ظرف المكان وعكسه تيسيرا واختصارا ؛ نحو : أعطيتُ السائلَ أمامكَ ويومَ العيدِ ..... ومثل : قرأتُ الكتابَ هُنـا ويوم السبت الماضي .. 7- إذا وقع الظرف خبرا ، فيذكر مع باب المبتدأ والخبر في مواضع معينة ، كشبه الجملة المتقدمة على المبتدإ النكرة ، ويكون باقيا على حالته من النصبِ في محل رفع خبرا مقدما نحو : هُنــا كتاب ، سنتينِ مسافر .وفي مواضع أخرى يكون مرفوعا أو مجروراا ولا يسمى في هاتين الحالتين ظرفا : مايقال نحو : فراسخُ طويلةٌ إليكَ .... مبتدأ مرفوع وموصوف ثم جاء له خبر شبه جملة وهو إليكَ .... وما يقال نحو : الأمسُ شديد الرطوبة ؛ فهمي جملة إسمية من المبتدأ المعرف المرفوع ( الأمسُ ) وخبره شديد الرطوبة ؛ شبه الجملة من المضاف والمضاف إليه بعده في محل رفع خبر ... ============================================= المصدر : من النحو الوافي / د. عباس حسن ... الجزء الثاني .. مسألة الظرف والله تعالى أعلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )