تعريفات مفيدة في الكون للعقول الرشيدة / لغة عربية

الكون مليءٌ بالعجائب والمعجزات الكبرى التي ينبغي على العبد أن يتدبرها ويشكر الله خالقها ومسخرها له ، وعلم آدم الأسماء كلها وعلمها بأمر ربه للملائكة وكرمه الله على ذلك بأمر الملائكة بالسجود لآدم الذي أبنأهم بأسمائهم ، وهذا المقال نبذة قليلة من أسماء تلك الأسماء في الأرض والسماء لمزيد من المعرفة الثقافية والعلمية عن خلق الله في كونه الواسع : والأريب العاقل من الرجال والنساء هو من تفهم معناها وعرف قدرة الله فيها فعبد ربه حق العبادة وشكره أكبر الشكر ......... * السماء هي : كل ماعلاك فأظلك ؛ ومنه قيل لسقف البيت (سماء ) وللسحاب ( سماء ) قال تعالى : ونزلنا من السماء ماءً مباركا ) آية 9 من سورة ق * الفَلَك : مدارُ النجوم الذي يضمها ، قال تعالى : وكلٌّ في فلك يسبحون ) آية 40 من سورة يس ... وسمي فلكًا لاستدارته ، وللفلك قطبان ؛قطب في الشمال ، وقطب في الجنوب متقابلان .... * ومجرةُ النجوم : سميت مجرَّة لأنها كأثر يَجُرُّ النجوم ، ويقال : هي شَرَجُ أي منفسح السماء أو بابها ، وهي غير بروج السماء التي قال الله تعالى فيها : ولو كنتم في بروج مُشَيَّدَة ) آية 87 من سورة النساء . فواحدها بُرْجٌ وأصل البروج الحصون والقصور وأسماؤها : الحَمَلُ ، والثَّور ، والجَوْزاء ، والسَّرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجَدْي ، والدلو ، والحوت . * أما منازل القمر : التي ذكرها الله تعالى في كتابه العظيم القرآن الكريم في قوله سبحانه : والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ) سورة يس آية 39 .فهذه المنازل للقمر ثمانية وعشرون منزلا ؛ ينزل القمر كلَّ ليلة بمنزل منها ، والعرب تزعم أن الأنواء ترجع لهذه المنازل وتسميها ( نجوم الأخذ ) لأن القمر يأخذ كل ليلة في منزل منها .... * والأزمنة أربعة أزمنة : الربيع سمته العربُ هكذا ربيعا لأن أول المطر يكون فيه وتخضر فيه الأرض ، وسماه الناس : خريفًا لأن الثمار تُخْتَرَفُ فيه أي تجنى فيه الثمار .ودخوله عند حلول الشمس برأس الميزان ، ونجومه من هذه المنازل : الغَفْر ، والزُّباني ، والإكليل ، والقلب ، والشَّوْلَة ، والنعائم ، والبَلْدة ، ثم الشتاء : ودخوله عند حلول الشمس برأس الجَدْيِ ونجومه : سعد بُلَعَ ، سعد الذَّابِح ، وسعد السعود ، وسعد الأخبية ، وفرغ الدلو المقدم ، وفرع الدلو المؤخر ، والرشاء ... * ثم يأتي الصيف : ودخوله عند حلول الشمس برأس الحَمَل ــ وهو عند الناس ــ الربيع ؛ ونجومه السَّرطان ، والبُطَيْن ، والثريا ، والدَّبران ، والهقعة ، والهنعة ، والذِِّراع ... ثم القَيْظ ؛ وهو عند الناس الصيف ودخوله عند حلول الشمس برأس السرطان ونجومه : النثرة ، والطرف ، والجبهة ، والزّبرة ، والصَّرفة ، والعَّوَاء ، والسِّماك الأعزل ... * ومعنى النَّوْء هو سقوط نجم منها في المغرب مع الفجر ، وطلوع آخر يقابله في المشرق من ساعته ، وإنما سُمِّيَ نوءً لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع ينوءُنوءً وذلك هو النهوض النوء ، وكل ناهض بثقل فقد ناء به ، وبعضهم يجعل النوء السقوط ؛ كأنه من الأضداد في اللغة العربية ، وسقوط كل نجم منها في ثلاثة عشر يوما ، وانقضاء الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة ، ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول في استئناف السَّنة المقبلة ، وكانوا يقولون ـ إذا سقط منها نجم وطلع آخر وكان عند ذلك مطر أو ريحٌ أو حرٌّ أو بردٌ نسبوه إلى الساقط إلى أن يسقط الذي بعده ، فإن سقط ولم يكن معه مطر قيل : قد خوى نجم كذا ، وقد أخوى ... و(سِرَارُ الشَّهرِ ) وسَرَرُهُ هو : آخر ليلة منه ، لاستسرار القمر فيه ، وربما استسر ليلة وربما استسر ليلتين . ... * أما ( البراء ) فهو آخر ليلة من الشهر ؛ وسميت بذلك لإمْحَاقِ القمر فيها أو الشهر ..* أما ( النَّحيرة ) فهي آخر يوم من الشهر ، لأنه ينحر الذي يدخل فيه أي يصير في نحره ... * أما الهلال أول ليلة والثانية والثالثة ، ثم هو قمر بعد ذلك إلى آخر الشهر .... * وليلة السَّواءِ ) هي / ليلة ثلاث عَشَرَةَ ، ثم ليلة ( البدر ) لأربع عشرةَ ، وسمي بدرا لمبادرته الشمس بالطلوع كأنه يُعْجلها المغيب ؛ ويقال : سمي بدرا لتمامه وامتلائه ؛ وكل شيء تم فهو بدر ، ومنه قيل لعشرة آلاف درهم ( بَدْرَةٌ ) لأنها تمام العدد ومنتهاه ومنه قيل : ( عينٌ بَدْرَةٌ ) أي عظيمة .... * والعربُ تسمي لياليَ الشَّهر كل ثلاث منها باسم : فتقول : ثلاثٌ غُرَر ، جمع غُرَّة ؛ وغُرَّةُ كل شيء أوله .، وثلاث ( نُقَلٌ ) ، وثلاث تُسَع ، لأن آخر يوم منها اليوم التاسع ، وثلاث عُشر ؛ لأن أول يوم منها اليوم العاشر ، وثلاث بيضٌ ؛ لأنها تَبْيَضُّ بطلوع القمر من أولها إلى آخرها ، وثلاث دُرَع وكان القياس دُرْعٌ سميت بذلك لاسوداد أوائلها ، وابيضاض سائرها ، ومنه قيل : شاة درعاء إذا اسوَّدَّ رأسها وعنقها وابيض سائرها ، وثلاث ظُلَمٌ لإظلامها ، وثلاث حَنَادِس ) لسوادها ، وثلاث دآدي لأنها بقايا ، وثلاث مُحَاق لانمحاق القمر أو الشهر ..... * وللشمس مَشْرِقان ومغربان ، وكذلك للقمر ، قال تعالى ( ربُّ المَشْرِقسن ورب المغربين ) الآية 17 من الرحمن ؛ فالمشرقان هما : مشرق الصيف والشتاء ، والمغربان مغربا الصيف والشتاء ؛ فمشرق الشتاء هو مطلع الشمس في أقصر يوم من السنة ، ومشرق الصيف : هو مطلع الشمس في أطول يوم من السنة ، والمغربان على نحو من ذلك ، ومشارق الأيام ومغاربها في جميع السنة بين هذين المشرقين والمغربين ؛ قال عزَّ وجلَّ : فلا أقسم برب المشارق والمغارب .) في سورة المعارج آية 40 .... * وسمي النجم نجما بالطلوع ، يقال نَجَمَ السِّنُّ إذا طلع ونجم النجم كذلك ، وسمي طارقًا لأنه يطلع ليلا ، وكل من أتاك ليلا فقد طَرَقَك ، ومنه قول هِنْدُ بنت عُتْبَة أم الخليفة معاوبة بن أبي سفيان وكانت صحابية فصيحة جريئة تقول الشعر الجيد وأكثر ماعرف من شِعْرِها مراثيها لقتلى بدر من المشركين قبل أن تسلم ، وشهدت اليرموك وحرضتْ على قتال الروم تقول : نحنُ بناتُ طَارِقْ ** نمشِي على النمارق ـ جمع نمرقة وهي الوسادة ـ تريد أن أبانا في شرفه وعلوه يجعلنا نمشي على الوسائد ، قال تعالى : وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب آية 2و3 من سورة الطارق .... * وسمي القمر قمرا لبياضه والأقمر : الأبيض وليلة قمراء أي مضيئة .... * والفجر فجران يقال للأول منهما ( ذنب السِّرحان ، وهو الفجر الكاذب ، والسرحان هو الذئب ، فذيله مستدق صاعد في غير اعتراض ، والفجر الثاني : هو الفجر الصادق الذي يستطير وينتشر وهو عمود الصباح ... ونختتم هذا المقال بالشمس ويقال لها ذُكَاء لأنها تذكو كما تذكو النار ، والصبح ابن ذُكاء لأنه من ضوئها ، وقرن الشمس أعلاها وأول ما يبدو منها في الطلوع ، وحواجبها نواحيها وإياةُ الشمس ضوءها .... ====================== بإيجاز من كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة المولود بالكوفة في سنة 213 هجرية ، والمتوفي في بغداد في سنة 276 من الهجرة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )