بحث قرآني منقول في حلقات .(2) / دينيات مفيدة
القراءات :
جواز إختلاف القراءات : عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ هِشامَ بنَ حكيم بنِ حِزامٍ يقرأُ سورة الفرقانِ ، في حَياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاسْتمَعْتُ لقراءه ، فإذا هو يقرأُ على حروفٍ كثيرة، لم يُقْرئْنيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصلاة ، فَتَربصْتُ حتى سلَّم ، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدائِهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ أقْرأَكَ هذه السورة التي سَمِعْتُكَ تَقٍرَؤهَا ؟ قال : أقْرَأنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فَقُلتُ : كذْبتَ ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد أقْرَأنيها على غَيْرِ ما قَرأْتَ، فانطلقْتُ به أقودُهُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، إنِّي سَمِعتُ هذا يقْرَأُ سُورة الفرقان على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أَرْسِلْهُ ، اقْرأْ يا هِشامُ » فقرأَ عليه القراءة التي كنْتُ سمعتُه يقرأُ ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « هَكَذا أُنْزِلتْ » ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : « اقرأْ يا عمرُ » فقرأْتُ القراءةَ التي أقْرأَنِي ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « هكذا أُنْزِلتْ، إنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سَبْعَةِ أحرُفٍ ، فَاقرَءوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ ».أخرجه الجماعة.
ترتيب القرآن وتجميعه : عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - : قال : أرسلَ إليَّ أبو بكْرٍ ، مَقْتَلَ أهْلِ الْيَمامَةِ ، فإذا عُمَرُ جالسٌ عنده ، فقال أبو بكر : إنَّ عمرَ جاءني ، فقال : إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يومَ اليمامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرآنِ ، وأنّي أَخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بالقُرَّاءِ في كُلِّ الْمواطِنِ ، فيذهَبَ من القرآن كثيرٌ ، وإني أرَى أنْ تأمُرَ بِجَمْعِ القرآنِ ، قال : قلتُ لعُمَر : كيف أفْعلُ شَيْئا لم يفعلْه رسُول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال عمر : هو واللهِ خَيْرٌ ، فلم يَزَلْ يُرَاجِعُني في ذلك ، حتى شَرَحَ الله صَدْرِي للَّذي شرح له صَدْرَ عمر ، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد: فقال لي أبو بكر : إنَّكَ رُجلٌ شَابٌّ عاقلٌ ، لا نَتَّهِمُك، قد كُنْتَ تكْتُبُ الْوَحْي لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فَتَتَبَّعِ القُرآنَ فَاْجَمعْهُ ، قال زيدٌ : فَواللّهِ لو كلَّفَني نَقلَ جَبَلٍ من الجبالِ ما كان أثقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أمَرَني به مِنْ جَمْعِ القُرآنِ ، قال : قلتُ : كيف تَفْعَلانِ شَيئا لم يفعلْهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر : هو والله خيْرٌ ، قال : فلم يزل أبو بكرٍ يُرَاجعني وفي أُخرى: فلم يزل عُمَرُ يراجِعُني حتَّى شرحَ اللّهُ صَدْرِي للذي شرحَ له صَدْرَ أبي بَكرْ وعُمَرَ،قال : فتتبَّعت الْقُرآنَ أجْمَعُهُ من الرِّقاعِ والْعُسُبِ ، واللّخافِ ، وصُدُور الرِّجالِ ،حتى وجدتُ آخرَ سورة التوبة مع خُزَيْمةَ أو أبي خُزيْمَة الأنصاري : لَمْ أجِدْهَا مع أحدٍ غيرِه { لَقدْ جَاءكُم رسولٌ من أنفُسِكم} (التوبة : آية 127 ) خاتمَة بَراءة ، قال : فكانت الصُّحُفُ عند أبي بكْرٍ ، حتى تَوَفَّاهُ اللّه، ثم عند عمر ، حتى تَوَفَّاهُ اللّه ، ثم عند حَفْصَةَ بنت عمر..... قال بعضُ الرواة فيه :اللخافُ :يعني: الْخَزَفَ. أخرجه البخاري ، والترمذي.
تعليقات