من خصائص اللغة العربية ( تنوع مصادر تلقيها )... تاريخ العربية
تلقى العرب لغتتهم العربية حين عاشت في مهدها في الجزيرة العربية ما عاشت من أهلها ، حتى كانت الهجرة بعيدة المدى التي دفعهم إليها الإسلام فأصبح تلقيها المباشر تلقيا غير مباشر فخرجت اللغة مع آلاف من أهلها فتفرقت معهم اللغة أوزاعا وجعلت هذه العربية تتفاعل مع من خالطت من لغات أخرى ؛ فلا تعطي فقط ، بل كانت تأخذ كذلك سُنَّةُ الحياة في اللغات والحضارات الغالبة والمغلوبة ، وظل الإسلام يساندها بقوته المعنوية الإيمانية النابعة من القرآن الكريم الذي حفظه الله كلغة بيان مبين من رب العالمين ، دهرا طويلا في كل مكان حتى اليوم ...... لأنها لغة كتابة ، ولسان ثقافة والسبيل الوحيد لمعرفته .......
ومعنى ذلك أن المستعمر إنجليزيا كان أو فرنسيا حاول أن يطمس معالم اللغة العربية وإحلال لغته محلها لما يرتبط بذلك من فرض أفكاره وسيطرته الثقافية على أبناء الوطن المُسْتَعمر ، ولعلمه أن اللغة العربية وما تخطه من ثقافة أصلية كفيلة بأن تبعث في وجدان أبنائها الحمية والدفاع عن أوطانهم ضد الغزاة المتسلطين ..................................
ومع ذلك حافظت اللغة العربية على وحدة الوطن العربي برغم الهزات العينفة التي مرَّ بها ، وحافظت على تقاليد الوطن القومية العريقة الأصيلة وتحملت كل ما تحملته اللغات الحديثة من علم وفن وأدب حتى نالت الشعوب حريتها من الإنجليز والفرنسيين وراح وراء ذلك في الجزائر بلد المليون شهيد ما أعاد اللغة العربية إلى موطنها الشقيق مع مصر التي تخلصت كذلك من الاستعمار الإنجليزي ورفعت من شأن لغتها القومية والدينية اللغة العربية .....
وعلى أية حال ، فهناك شعور عام في أرجاء الوطن العربي بأهمية العناية باللغة الفرنسية والإنجليزية وتعليمهما سواء على المستويات الرسمية أو الشعبية ، ولذا هبَّ كثير من الباحثين في اللغة العربية يتعرفون إحدى الوسائل في تعليمهما وفي غرس الميل إليهما ، في نفوس أبنائها ، ويتعرفون كذلك أسباب الإخفاق في التدريب على تعلمها، ويعالجون ذلك بالوسائل التي يرونها من أجل مواكبة التطور العالمي في مستجدات الحضارات الإنسانية للإستفادة من اللغات الأخرى دون التهاون في الاعتماد على اللغة العربية الأم القومية والهوية الوطنية .......................
ولا يستطيع الفرد وهو يتحدث عن تعليم اللغة العربية في المدارس المصرية والعربية أن يغفل القفزة الكبرى التي أحدثها أساتذة أجلاء من قبل في تعليم اللغة العربية وأساليب تدريسها وقد كان لهم السبق وفضل التجديد وفضل الابتكار ، فالوثبة الكبرى التي أحدثتها التجارب التي قامت بها الفصول التجريبية في مدرسة الأورمان الابتدائية في الثلاثينيات ، وما قامت به مدرسة النقراشي النموذجية في الأربيعينيات والخمسينيات تحت إشراف الأستاذ المرحوم / إسماعيل القباني تؤكد الاتجاه نحو ابتكار أساليب جديدة لتعليم اللغة العربية .......
الخاتمة :
التطور الذي كان له أثره الكبير في تغيير التفكير في تعليم اللغة العربية ، وله فلسفة خاصة به على أن اللغة إداة اتصال تتمثل في فنون أربعة هي :
الاستماع ــــ الحديث ـــ القراءة ـــ والكتابة ...في وحدة متكاملة ، وأنه يجب أن يتم في ضوء هذه الفنون الأربعة بالتدريج في مراحل التعليم من الحضانة إلى الجامعة فاللغة ليست إلا أداة لتحقيق الاتصال اللغوي بين الناس ، وهذا التطور الأخير أحدثته مجموعة من الأساتذة الذين سافروا إلى الخارج ، وأفادوا من الدراسات الأجنبية في تعليم اللغات القومية ، والأمل كبير في أن يستمر هذا الاتجاه بالأخذ بالمستحدثات العلمية العالمية مع العربية في ميدان تعليم اللغات للأجيال القادمة ......
والله تعالى أعلى وأعلم .
تعليقات