تفصيل صورة المساواة في الكلام البلاغي للغة العربية ( 1)
المعروف في الكلام العربي ان الأصل في الحديث الفصيح به بعنصر مطابقة المعنى لمقتضى الحال بالمساواة في اللفظ المنطوق ؛ ومن أمثلتها في القرآن الكريم قوله تعالى :( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا )..... وقوله تعالى :( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون .)....... ومن الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك .)....
ومن جيد النثر قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه : ( عاتبْ اخاك بالإحسان إليه ، وارْدُدْ شره بالإنعام عليه ، ولا ينالُ العبدُ نعمةٍإلا بفراق أخرى ، ولا يستفيد يوما من عمره إلا بفراق آخر من أجله .)....
ومن الشعر قول الأعشى في اعتذاره إللا أوس بن لأم بعد أن هجاه : .......
وإني على ما كان مني لَنَادِمٌ***وإني إلى أوس بن لأم لتائبُ..............
فَهَبْ لي حياتي ؛ فالحياة لِقَائمٍ ***بِشُكْرِكَ فيها خيرُ ما أنتَ واهب .......
سَأَمْحُو بمدحي فيكَ إذْأنا صادقٌ *** كِتَابَ هِجَاءٍ صارَ إذْ أنا كاذبُ .........
ومن ذلك أيضا قول النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان :.............
فَإنَّكَ كالليل الذي هوَ مُدْرِكي *** وإنْ خِلْتُ أن المُنْتَأى عنكَ واسِعُ ........
والمتدبر للأمثلة في عنصر المساوة لمقتضى الحال لوجد أنه لو حُذِفَ منه شيءٌ لأَخَلَّ معناه ...........
=========================
وفي المساهمة القادمة إن شاء الله ننتقل إلى تفصيل صورة ( الإيجاز البلاغي في الكلام ) إن شاء الله ...
تعليقات