التجنيد العسكري
نقل فصول من متنفس ذاتي التجنيد العسكري جاء القطار الحربي الى محطة سيدي جابر وكنا قد وقفنا متراصين على الرصيف وأمامنا المخالي , ولما التف القطار من ناحية محطة مصر ملتويايعلن وصوله, عانق الراحلون مودعيهم والقطار يندفع كالثعبان المخيف الى الرصيف الذي ضج بالحركة , ودمعت عيون المودعين لأبنائهم وهم يلوحون بعد أن تحرك القطار مشفقين عليهم من المصير المجهول الذي ينتظرهم وعلا العربة وجوم وصمت كانه سكون العاصفة , وأخرجت من مخلتي رغيفا وثلاث بيضات مسلوقة لأتناول افطاري , وألقيت نظرة على شقتنا بكفر الدوار والقطار يمرق سريعا وخلعت غطاء رأسي ألوح به لأخوتي وهم يقفون بالبلكون يودعونني وكنت أسمع صرخات أخي يقول مع السلامة ومن خلال النافذة مرت الأشياء بسرعة تجاه الاسكندرية , وكان صوت عجلات القطار رتيبا مملا , وظل يقطع المسافات والمحطات دون توقف الى الاسماعيلية التي وصلناها الساعة الواحدة بعد الظهر وانتظرنا ساعة ونصف بالقطار الذي سيحملنا الى فايد بعد ذلك , تناولنا غذاءنا ثم غادرنا الاسماعيلية والساعة تشير الى الثالثة والنصف بعد الظهر حين صدرت الأوامر [ان محطة الوصول القادمة فليستعد الجميع