الشباب وقضايا العصر


الشباب وقضايا العصر

ندوة في القاهرة بمناسبة ( مشروع اقرأ ) عام 2001 دعيت للحوار فيها تحت موضوعها الرئيس ( عن مشكلات الشباب ) وضمن

فريق من المحاضرين الأفاضل وهم :

1- الأستاذ الأديب : يعقوب الشاروني ( الكاتب القاص المعروف )

2- الأستاذ : مصطفى كامل (الموجه العام للتربية الدينية بوزارة التربية والتعليم )

3- الأستاذ : محمد فهمي يوسف ( مدير عام إدارة كفر الدوار التعليمية بالبحيرة )

وحضور عدد كبير من الطلاب والطالبات من مختلف المراحل التعليمية والمحافظات المصرية المختلفة مع مشرفيهم الأفاضل من المعلمين

وكانت الندوة عبارة عن حوارات ونقاشات منظمة يقوم بالإشراف عليها .

الأستاذ محمد مكاوي ( موجه عام المكتبات بوزارة التربية والتعليم)

الأسئلة كانت تتمحور حول طرح القضايا الشبابية التي تواجه المراحل العمرية لتلاميذ وطلاب المدارس في مصر , وطلب معرفة كيفية

مواجهتهم لها بالحلول المثلى من وجهة نظر المدعوين للحوار من أعضاء المنصة .

وهذه نماذج ثلاثة من الأسئلة كل سؤال وجه لأحد الأعضاء , وإجابته عليها :


وجهت فتاة من مدرسة ثانوية بإحدى محافظات الصعيد سؤالها التالي للأستاذ مصطفى كامل ( موجه عام التربية الدينية بالوزارة)

والذي يظهر جزء من صورته في يمين الصورة أعلاه ك


السؤال : تعاني الكثير من طالبات فتيات الصعيد مشكلة عدم موافقة الأهل على الاندماج في الأنشطة المدرسية مع زملائهن من الطلاب

فما رأي سيادتكم من الناحية الدينية في عملية اختلاط الطلاب مع الطالبات في ممارسة الأنشطة المفيدة مثل هذه الندوة القيمة .؟

أجاب الأستاذ مصطفى :

أولا أحيي زميلتكم الطالبة على شجاعتها الأدبية في عرض رأيها الذي يوضح أهمية مثل هذه الندوات والأنشطة الطلابية لفائدة المتعلم

ثم أقول بأن ثقافة الأجيال الحالية المنفتحة على العصر ينبغي أن تغير من مفهومها عن تمسك الأهل وذوي الخبرة بقيم وتقاليد وتعاليم

الأديان السماوية في ضرورة تهذيب العلاقات بين الذكور والإناث في سن المراهقة والأعمار المختلفة حتى تحميهم من مخاطرها .

وفي قواعد الشرع نقول : إن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع .

وبخصوص الأنشطة الموازية للمناهج الدراسية , فهي ضرورية لخلق الشخصية المتكاملة للطالب والطالبة على حد سواء .

ويمكن أن تشارك الطالبات فيها مع الطلاب تحت إشراف دقيق من معلمين يمتازون بالخلق والتوجيه السليم , وينبغي أن تقام مثل هذه الندوات لمعالجة قضايا الشباب بحضور أولياء الأمور , ومحاورتهم في تطوير المفاهيم القديمة لحرمان البنات من حقوقهن في التعليم

المتطور لتغيير سلوكيات بعض الآباء والأمهات إلى مواكبة التطورات الحديثة لإكساب بناتهن مهارات التفاعل الاجتماعي المنضبطز


السؤال الثاني :

توجه به أحد طلاب المرحلة الإعدادية من أحد المحافظات للأستاذ محمد فهمي يوسف . ( مدير عام بالتربية والتعليم ) والذي يجيب عليه

من المنصة في الصورة أعلاه .

سأل : الأستاذ محمد يوسف باعتباركم مديرا عاما في حقل التعليم

ماذا ترى في عملية العقاب البدني التي يستخدمها كثير من المعلمين المعلمات مع التلاميذ في المدارس الإعدادية على أخطاء بعض التلاميذ والتلميذات بينما هم أنفسهم يقعون في هذه الأخطاء مثل عملية التدخين أو التأخير عن وقت العمل أو الحصة أو الانشغال أحيانا عن الدرس؟


أجاب محمد فهمي يوسف :

عملية التربية فن يسبق عملية التعليم , وتطبيق هذا الفن يحتاج إلى مهارات خاصة في المعلم والطالب وجميع المتصلين بعملية التربية والتعليم

من البيت إلى الإدارة إلى الزوار من الموجهين والمتابعين .

التلميذ في هذه المرحلة العمرية يبحث عن القدوة أمامه في التعامل الإنساني قبل تحصيل المعرفة العلمية والثقافية .

فلو افتقدها فيمن يوجهه يجد في نفسه رغبة للإعلان عن رفضه لأسلوب تعامله معه ومواجهته بالعيب نفسه الذي يعاقب عليه .

وهناك جانب أساسي في انحراف التلاميذ إلى السلوكيات التي أشار إليها زميلكم التلميذ في سؤاله وهي القدوة السيئة من الأصدقاء

ومن الأب أو الأم أو المعلم .

فلو أن الجميع عرف أضرار التدخين الصحية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية , وتجنب هذه الأضرار كما أشار أخي الأستاذ

مصطفى كامل أن دفع المضرة مقدم على جلب المنفعة , لأصبح أمام التلميذ المدخن القدوة الحسنة التي يقتدي بها في هذا الموضوع.

ولو حرص الإنسان على عدم إهدار الوقت في حياته واستغلال كل دقيقة فيما يفيده ويفيد الآخرين لامتنع المعلم عن التكاسل عن الوصول إلى حصته في بدئها وشغلها بالشرح والحوار والتدريب من أول دقيقة حتى آخر الحصة , وهكذا مع التلاميذ في تعليمهم وتربيتهم في البيت والمدرسة .

أما عملية العقاب البدني فهي ليست وسيلة ناجعة في تغيير السلوك والتربية الحديثة مطلقا وهناك تعليمات ولوائح تمنع القيام بها وتعاقب

من يتخذها وسيلة لتأديب التلاميذ في الحصة أو خارجها , لما لذلك من خلق أمراض نفسية وأضرار على العملية التربوية والتعليمية .


السؤال الثالث :


أعطيت فيه الفرصة للتعليم الفني فسألت إحدى طالبات المدارس الثانوية الفنية :


سألت الأستاذ الأديب يعقوب الشاروني قالت :


أديبنا الكريم الأستاذ يعقوب الشاروني : نعرف أنكم تكتبون للأطفال القصص والحكايات فهل عالجت فيها مشكلة الجنس التي تشغل

بال معظم الشباب اليوم , وتخلق الكثير المتاعب التي يعانيها حتى ينشأ الأطفال على دراية بالتصرف الصحيح في مواجهة هذه المشكلة

التي وصلت إلى حد وجود الزواج العرفي في مدارسنا الفنية ؟ كيف تعالج هذه القضية لنا ؟


ارتفع تصفيق حاد لبدء إجابة الأستاذ الضيف الأديب الذي يتوسط المنصة أعلاه وربما لغرابة السؤال الذي طرحته الطالبة

أجاب سيادته :

أبنائي الأعزاء وبناتي العزيزات
أشكركم لحسن استقبالكم , وأرجو أن تنصتوا لتستفيدوا . فأنا لاأحب الحديث وسط الضوضاء .
سؤال زميلتكم الطالبة عن أدب الأطفال وكيف نوصل إليهم الثقافة الجنسية حسب أعمارهم السنية
من خلال أسلوب القص والحكاية لندربهم على استيعاب مفاهيمه وممارسة حياتهم في وضوح
رؤية وحميد السلوك . إنه سؤال مهم جدا يحميهم من الوقوع فيما ذكرته زميلتكم من انحرافات
لبعض الشباب والشابات الذين لم تتضح لهم مفاهيم الجنس منذ الصغر .
تسأل هل عالجت هذه القضية في قصصي وحكاياتي : نعم في عدد من القصص أشرت إلى بعض
هذه الجوانب من العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة وكيف يتعاملون مع أبنائهم وبناتهم الأطفال
عندما يسألونهم أسئلة جنسية مثل : من أين جئت ؟ وكيف ولدت ؟
ونحن أعزائي الطلبة والطالبات والجمع الكريم في عالم متطور أصبح به من الوسائل التقنية الحديثة
والتي أصبحت مكشوفة للكبير والصغير بما تعرضه شاشات التلفزة أو صفحات ومواقع الشبكة
( النت ) من الأفلام الجنسية سواء الفاضحة منها أو المعلمة التلميحية يراها الأطفال ويستوعبونها
فعندهم من القدرات الذكائية ما يفوق غيرهم من الأجيال الماضية .
والخطورة كل الخطورة أن يتم ذلك في غيبة من الأهل وتوجيهاتهم التربوية الواعية لمتطابات المعرفة
لدى أبنائهم , أما ما ذكرته الطالبة عن ما يدور اليوم في المدارس الثانوية والفنية من وقائع الزواج العرفي فهي أمور تحدث في غيبة عن تلك الثقافة المطلوب تعلمها منذ الطفولة , ولم يجدوا من يوجهونهم إلى نتائج هذه التطورات السيئة التي يسببها الجري وراء إشباع الرغبات الجنسية قبل موعدها
الطبيعي في زواج موثق شرعيا بمعرفة الأهل وموافقة البنت .
إن ما يحدث هو خروج على القواعد العامة المجتمعية وضياع لمستقبل الشباب لايخلف إلا الندم والحسرة
وإنني أنصح أبنائي بأن ممارسة العلاقات الجنسية بالطريق الحلال لاتكون إلا في زواج شرعي بعد
أن ينتهي الطالب والطالبة من دراستهما العلمية التي هي السبيل إلى استقرار حياتهما الأسرية .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )