بحث بين السُّخط والغضبِ
الفرق بين معنى السخط والغضب وأيهما أقوى ؟ فالسُّخْطُ والسَّخَطُ: ضدّ الرِّضا أما الغَضَبُ فهو: نَقِـيضُ الرِّضَا والسخطُ مثل العُدْمِ والعَدَمِ، والفعل منه سَخِطَ يَسْخَطُ سَخَطاً . وسَخِط بمعنى : كَرِه ، فهو ساخطٌ أي كاره وأَسْخَطَه أَغْضَبَه ومنه الحديث: إِن اللّه يَسْخَطُ لكم كذا أَي يكرهه لكم ويمنعُكم منه ويُعاقِبُكم عليه أَو يرجع إِلى إِرادة العقوبة عليه إن شاء وفي حديث الدعاء: ( اللهم إني أَعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ وبمُعافاتِكَ من عُقوبَتِكَ، وأَعوذُ بك منك لا أُحْصي ثَناءً عليك أَنت كما أَثْنَيْتَ على نفسك ) والغضب أعم وأشمل من السخط ؛ فالغين والضاد والباء أصلٌ صحيح في اللغة يدلُّ على شدَّة وقُوّة. يقال: إنَّ الغَضْبة: الصَّخرة الصُّلبة. قالوا: ومنه اشتُقَّ الغَضَب، لأنَّه اشتدادُ السُّخط. وقوله تعالى: ( غير الـمَغْضوبِ عليهم ) يعني اليهود. فالغَضَبُ، من المخلوقين، شيءٌ يُداخِل قُلُوبَهم؛ ومنه محمود ومذموم، فالمذموم ما كان في غير الحق، والمحمود ما كان في جانب الدين والحق؛ وأَما غَضَبُ اللّه