مقال التكنولوجيا جعل العالم قرية صغيرة

يا لسرعة مركبة العلم الصاروحية !!؛لقد منح الله سبحانه وتعالى العقل البشري الذي أسجد الملائكة لإبينا آدم عليه السلام تكريما لاصطفائه خليفة على الأرض كأول إنسان من البشر شعاعا من نوره كرخصة تفضيل له ولذريته للتفكير المستنير بهداية الإيمان بالله لآبتكار ما يعمر به الأرض لحياة أفضل لعبادة الله وتقديسه ،وهداه أن ينفذ بسلطان خالقه جل وعلا وقدرته بما يملكه الإنسان من مهارة علمية في شتى الميادين لتطوير نفسه ؛ قال سبحانه وتعالى : إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ، وقال : وهديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا. لقد أصبح التطور العلمي في مجال التكنولوجيا التطبيقية في عصرنا الحالي يفوق كل تصور أو خيال ؛ وإن ما نسمعه اليوم أو نشاهده أو نقرأ عنه ليصدق فيه قول الشاعر : كان حلما فحاطرا فاحتمالا *** ثم أضحى حقيقة لا خيالا ..، فعالمنا اليوم يمتليء بالاختراعات التقنية الحديثة في مجالات الحياة الأفضل ؛ في الطب والصناعة والزر اعة والبحوث الفضائية ومجالات التعليم الحديث المتطورة والمواصلات وفنون التجارة ؛ إنها ثورة المعلومات العملاقة لتطور التكنوبوجيا المتقدمة في القرن الحادي والعشرين في الاتصالات والمعلومات واتخاذ القرار الإنساني أن يكون مصلحا أو مفسدا لهذا العالم الذي ينشد الخير والسعادة كما وضعها الله لعبادة ؛ وهي نقلة ترينا بوضوح وجلاء مدى صغر حجم هذا العالم الواسع الذي يحيا فيه الإنسان بين الخير والشر . وكم هو ضروري ومُلِحٌّ أن يتسابق كل فرد فيه ليأخذ مكانه في قطار العولمة السريع قبل أن يدركه التخلف والفناء تحت أقدام شرور عصر التكنولوجيا بدلا من التمسك بفضائلها التي تصلح الفساد إذا تمكن الإيمان بالله من قلوب وعقول المتمكنين منها لصالح البشرية . نسمع عن أجيال الهواتف المحمولة وما تحويه أجهزتها الدقيقة من خيالات علمية في ربط الأحداث في قرية الكون الصغيرة بالرؤية والسمع والمعرفة السريعة عن كل ما يدور في العالم عن السلام والحرب ؛ بين روسيا وأوكرانيا على سبيل المثال وتهديداته لبقية القرية الصغيرة في كوكبنا الأرضي وما يعلوه في أجواء السماء المحيطة بنا ؛ كما نسمع في مجال التكنولوجيا الطبية عن استنساخ ونقل الأعضاء وشفاء الأسقام في ظل الإيمان يآجال الله المحتومة لكل إنسان ،إن نافذة المستقبل تطل علينا من المحطات الفضائية بالفكر والرأي والتعاون والاتصال لنتحاور ونقترح ونطلع على ثمار جهد المتقدمين في أي مكان من الكون ليكمل بعضنا بعضا مستفيدا ومفيدا لخدمة الأجيال القادة لا لتدميرها ، أليس من المفيد للإنسانية اليوم أن تتقارب وتتماسك وتصبح فكرا واحدا وقرية متعاونة على الحق والخير ليلبس العالم كله ثوبا جميلا من التقدم والازدهار ؟!! ما أروع أن تتم عملية زراعة قلب بشري جديد لإنسان مريض تجدد به حياة لأمثاله ـ إن شاء الله ـ على يد مجموعة من الأطباء متفرقين في دول أو قارات مختلفة عن طريق أجهزة تكنولوجية حديثة تجعلهم كفريق واحد في غرفة عمليات الطب الحديث ، وما أعظم أن يسنمع عدد من طلاب يتناقشون ويتواصلون في عدة دول إلى حقائق علمية متطورة ومبتكرة يوضحها لهم عالم خبير أمام شاشات القرية الصغيرة وهو جالس في مكتبه أو معمله بأرقى الدول في تخصصه الذي يشتهر به ؛ ليصدق عليهم قول الله تعالى وهو يحثنا على العلم : ( وقل رب زدني علما ).. ما أجدر بالدول التي انضمت إلى هذه القرية العالمية الصغيرة من الدول العربية وغيرها في مصر وغيرها أن تبادر إلى اللحاق بقطار التكنولوجيا المتسارع لتأخذ في عرباته مكانا يتيح لها أن تفعل شيئا مفيدا لأجيالها القادمة للتنافس والحياة الأفضل التي لايعاني فيها سكانها الفقر والجوع والظلم والقهر والتخلف والفساد بما كسبت أيدي الناس ، أما آن لنا أن نعود إلى الإيمان بالله والإقبال على العمل الجاد المتقن والبحث عن وسيلة للخلاص مما نحن فيه يتغيير سلوكياتنا السلبية في ترك الفساد والظلم يستشريان في عروقنا بالكسل والتراخي وعدم العزم والتوكل على الله لينصرنا ويمدنا بعونه لرضاه ونوال فضله وسعة رحمته بنا جميعا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )