مراجعة وتدقيق الجزء 25 رواية أ. منيرة الفهري
رواية
بقلم
منيرة لفهري
الخامس و العشرون
السابق:
خرج ممرض القرية و معه العجوز و انتبه للعدد الكبير من المرضى أمام المستوصف. قال بصوت عال: انتبهوا إليّ إخوتي, لن يأتي الطبيب اليوم ، و هو يعتذر منكم ، و سنؤجل العيادة للأسبوع المقبل.
بدأ المرضى في الانصراف في غمغمة و هرج و مرج.
لم يدخل الحكيم بيته؛ و لكنه اتجه نحو بيت الخالة محبوبة ....
الخامس و العشرون
دويّ رهيب يهز القرية و صفارات الإنذار تسود أجواء المكان. ماذا هناك ؟ ماذا حصل؟ تساءل المرضى الذين كانوا يهمون بمغادرة المستوصف و التفتوا في رعب و الكلّ ممسكٌ بالكلّ: دبابة تزمجر صفارتها و فيلق الجندرمة الفرنسيين يتقدم بخطوات منتظمة تدك الأرض دكا.
تراجع الأهالي في هلع و التصقوا بجدار المستوصف و جزعوا لهذا المنظر المريع. من سنوات لم يَرَوْا دبابة و عسكرا بهذا العدد.
سألت طفلة كانت صحبة والدتها وهي ترى البنادق مشهرة: ماذا يريدون منا. هل سنموت؟
احتضنت الأم ابنتها ولم تجب. فقد كان العسكر يحاولون كسر باب المستوصف بقوة و يسألون في لهجة تونسية بلكنة فرنسية:
أين الطبيب؟ أين الممرض. أين "الهكيم"؟ (يقصدون الحكيم).
ثم سرعان ما يوجهون فوهات بنادقهم نحو الأهالي في غضب: ألم يأت الطبيب اليوم؟ و "الهكيم": ألم يفتح المستوصف؟
لم ينبس الأهالي ببنت شفة فقد كانوا يرتعشون خوفا. تقدم رجل مسنّ و هو يرفع رأسه غير آبهٍ ببنادق الجندرمة و صاح: لا, لم يأت الحكيم اليوم و لا حتى الطبيب, و مالكم تهددوننا؟ ماذا فعلنا نحن؟ تذكّروا أنكم في أرضنا تستمتعون بسمائنا و شمسنا و بحرنا و خيراتنا, تأكلون و تشربون و تشيّدون المباني؟ لولا ضعفي لكان لي تصرف آخر, تريدون ال"هكيم" فتشوا عنه بأنفسكم و لا تخيفوا أطفالنا و نساءنا و اتركونا؟
اقترب منه عسكري و وضع فوهة البندقية على رأسه و هو يسب و يلعن و العجوز ينظر إليه في تحدٍّ.
و في لمح البصر أنزل الجندرمي البندقية من على رأس العجوز ليلتحق بباقي العسكر الذين اقتحموا بيت (سي)الطاهر.
تفاجأت غالية بالعسكر في بيتها يفتشون دون استئذان, تركتهم يفعلون ما بدا لهم ثم قالت بصوت هادئ: عمّا( عَمَّ ) تبحثون؟
-عن الطبيب و "الهكيم", أين خبأتهما؟
-البيت أمامكم فابحثوا .
نظر إليها أحدهم شزرا و اتجه نحو البئر.
لم تجزع غالية كعادتها لأنها تعرف أن أمانة البئر وصلت لأصحابها.
تجمع الأطفال و فاطمة في "الحوش" و هم لا يفهمون ماذا يحصل.
قالت عزيزة و هي تتقدم من أحد الجندرمة: "إن لم تغادر بيتنا سأقول لأبي يضربك عندما يعود, فأبي قويّ جدا. ألا تعرف ذلك"؟
ركلها (الجندرمي) و خرج مع الباقين.
احتضنت فاطمة عزيزة قائلة: "نعم تأكّدي أن سِيدي قويّ جدا و سينصره الله".
لم تتفطن غالية للخالة محبوبة تدخل السقيفة و تناديها. هرعت إليها فاطمة تسألها حاجتها, فقالت: "البيت متسخ و حياة ستأتي من المدرسة بعد قليل, أتستطيعين أن تأتي معي لتساعدينني"؟(لتساعديني)
جرت فاطمة تسأل غالية إن كانت تسمح لها أن تساعد الخالة محبوبة على تنظيف البيت.
ردت غالية: "طبعا يا ابنتي اذهبي و ساعديها, لكن لا تتأخري فأنا بحاجة ماسة إليكِ".
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
تعقيب :
لله درك ـ أستاذة منيرة ................ سلمت وسلم عقلك ويداك وحرفك العربي الرائق .
هفوات يسيرة لتزيين الجزء الخامس والعشرين من روايتك التاريخية الوطنية التي ستخلد اسمك وبصمتك لتونس المجاهدة
إن شاء الله .
* وضع علامات ترقيم صحيحة بين بعض الجمل عطفا أو توضيحا أو ختاما لفقرة أو لموقف ،وعلامات التقويس حول
كل لفظة غير عربية فصيحة عند مراجعة الرواية قبل طبعها إن شاء الله وأنت جديرة بذلك .
* ما لحظته في هذا الجزء من أخطاء كتابية قليل لما تتمتعين به من عربية أصيلة؛
خطآن فقط هما : عَمّا تبحثون ؟ والصواب / عَمَّ تبحثون ؟! قال تعالى : ( عَمَّ يتساءلون عن النبإ العظيم ؟
القاعدة النحوية : أن دخول حرف الجرِّ على ( ما ) الاستفهامية يُحذف منها الألف ؛ نحو : علام بنيت رأيك ؟
الخطأ الثاني هو : أن تأتي معي لتساعدينني"؟(لتساعديني) ؛
اللام / حرف تعليل وسبب للإتيان معي ،
ينصب المضارع من الأفعال الخمسة وعلامة النصب حذف النون من ( تساعدين )
تحياتي وتقديري .
تعليقات