تكملة تفصيل المشتقات من الأسماء.
توقفنا في المساهمة السابقة عما يشتق من المصادر في الاستعمال اللغوي عند تفصيل اسم المفعول معناه وصياغته وإعماله رقم٢ صعودا إلى أول الموضوع ونستكمل الآن :
اسم المفعول هو المشتق الدال على معنى مجرد غير دائم ومن وقع عليه هذا المعنى مثل محمود ومنسوب كقول الشاعر:
لا تلم المرء على فعله*** وأنت منسوب إلى مثله. ويصاغ اسم المفعول من الفعل الماضي الثلاثي على وزن مفعول مثل قول الشاعر :
لعل عتبك محمود عواقبه *** وربما صحت الأجسام بالعدل. ويصاغ من غير الثلاثي قياسا الإتيان بمضارع الفعل وقلب أوله ميما مضمومة مع فتح ما قبل الآخر مثل :صرح البيت مهدم بضم الميم وتشديد الدال وفتحها. والله المستعان.... من الفعلين يتهدم يستعين.. وقولنا : كل ميسر لما خلق له. وكل ما قرر لاسم فاعل *** يعطي اسم المفعول بلا تفاضل..ويتم معاملة اسم المفعول النكرة المجرد من أداة التعريف أو غير المقرن بها معاملة اسم الفاعل تماما. فإن كان مع فاعل عمل مطلقا. ويعمل عمل فعله المبنى للمجهول فيرفع نائب الفاعل مثل : هل المظنون العنف نافعا؟ ويقل إضافته لمرفوعه.. وفي مثل ( أنت مرموق المكانة دائما) يجوز الرفع أو النصب أو الجر في المضاف إليه (المكانة) فاعلا للصفة المشبهة أو على التشبيه المفعول به أو التمييز أو الجر بالإضافة.
١- اسم الفاعل وهو كل ما يدل على اسم فيه معنى مجرد حادث ومن فعله أو قام به أو أحدثه مثال : جئني بالنمر الزهد، أجئك بالمستبد العادل. فكلمة الزاهد فيها المعنى المجرد وهو الزهد المطلق وبالذات التي فعلته وكذلك كلمة العادل فيها العدل المطلق وبالذات التي ينسب إليها.. والأغلبية الحديثة في المعنى في اسم الفاعل أكثر من المعنى الدائم.. أو خالد أو مستمر أو مستديم.. وهو صيغة عامة لكل من صدر منه الفعل قليلا أو كثيرا كما ذكر شارح درة الغواص قال: ابن بري كصفات الباري الرازق والخالق والرافع.. وكقول الحق سبحانه وتعالي:( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم.) فلا يقتضي أن يكون السائل هنا من قل سؤاله أو كثر. وصياغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي على وزن فاعل كضارب وحازم وصانع وقائل وراد بتشديد الدال. وواثق ورام بتنوين الميم وكذلك واع....وصياغة اسم الفاعل من غير الثلاثي على وزن المضارع مع ضم أوله وكسر ما قبل آخره نحو : مكرم..مستغن.. مجيب.. منتقد.. مستعد.. متفائل.. مطمئن... يفرد تذكيرا وتأنيثا.. ويثني ويجمع
ويعرب حسب موقعه في الجملة تقول: الفائز بالجائزة ماهر وذكي... مبتدأ وخبر ونعت أو صفة للخبر وذكي معطوف على ما قبله... مثلا يقول الشاعر: راجح العقل رابط الجأش حاضر*** عند الشدائد مقصود ومعطاء.. والأفعال الماضية الجامدة ليس لها مصادر أو مشتقات أخرى مثل : عسى وليس وبئس ونعم.. وكذلك المصادر الدالة على معان دائمة لا يشتق منها اسم فاعل وإنما يؤخذ منها مايدل على الدوام كالصفة المشبهة مثل:جميل الصورة حسن العينين.... وصيغ المبالغة تأتي على وزن مفعول كغفور وشكور وصبور أو وزن فعيل كريم وعظيم أو على وزن فعال بتشديد العين كوهاب ورزاق وفتاح أو على وزن مفعال بكسر الميم وفتح العين كمعطاء ومهزار... وتأتي على فعل بفتح الفاء وكسر العين كحذر ولبق وفطن وذكي ولا تشتق صيغ المبالغة من غير الأفعال الثلاثية إلا من الرباعي على وزن مفعال فقط
... وأحكامها مثل أحكام اسم الفاعل في الجملة وهي تدل على الكثرة في حدوث الفعل مع الذات الفاعلة تعمل عمله الإعرابي ويعمل اسم الفاعل مثل فعله اللازم
والمشتق حين يكون مجردا من التعريف بأل غالبا فيرفع فاعله عندما يعتمد على استفهام أو نداء أو يقع نعتا لمنعوت مذكور أو محذوف أو يقع حالا أو خبرا لمبتدأ أو لناسخ أو مفعولا لناسخ وألا يكون مصغرا.. مثل : أفاهم الدرس يا صديقي؟ يارافعا راية الشورى.. الحسد نار قاتلة صاحبها.. كم معذب نفسه في طلب الحرية لبلاده يرى العذاب من أجلها نعيما.. سحقا للمال جالبا الذل والشقاء لجامعه.. هذا منفق مالا في البر.. اشتهر العربي بأنه حام عشيرته.. أحسب الحر موطنا نفسه على الشهامة.. ولا يصح : يقبل راكب مسرع سيارة.. لكن الصواب يقبل راكب سيارة مسرع.. فقد رفع الضمير المستر أنت ونصب المفعول به الشرح وهكذا... وأن يكون دالا على الحال أو
الاستقبال أو التجدد المستمر
مثل : من يكن اليوم مهملا عمله يجد نفسه غدا فاقدا رزقه.. ما أعجب الصانع الماهر
مديرا مصنعه في حزم مدبرا أمره
في يقظة.. ويشبه اسم الفاعل فعله الذي بمعنى الماضي معنى لا لفظا فتجب إضافته معموله ولا يسمى مفعولا به بل مضافا إليه....
وهناك تفريعات كثيرة ذكرها النحاة في كتب النحو والصرف في اللغة العربية كالنحو الوافي والنحو الواضح وغيرهما يمكن للمتعلم والمدرس ومحبي الثقافة العربية من الكتاب والشعراء والمذيعين الرجوع إليها لمزيد من العلم والمعرفة والثقافة... والله أعلى وأعلََم
تعليقات