لغويات : في معاني ( البَعل )

1- قال سبحانه وتعالى في سورة الصافات الآية 125 :بسم الله الرحمن الرحيم ( أتَدَعُونَ بَعْلاً ، وَتَذَرونَ أَحْسَنَ الخالقين .) .. وموجز أقوال العلماء في تفسير معنى هذه الآية مايلي : أَتُسَمُّونَ صَنَمًا عملتموه رَبّاً لكم وعبدتموه وتدعونه إلهكم ،وتتركون الله الخالق العظيم المستحق وحده للعبادة ، ويقال البعل هنا صنمٌ صنعه بنو إسرائيل في زمن إلياس عليه السلام ، دخله الشيطان وتكلم بشريعة الضلالة ، وحفظها سدَنَةُ الصنم : ( أي خدمه ) وعلموها لأهل بعلبك من بلاد الشام ، وبه سميت مدينتهم ، فكسرهُ النبي إلياس ، وهرب منهم . : 2- وقال تعالى في سورة هود الآية 72 ( وهذا بعلي شيخاَ ) ؛ والبعل هنا بمعنى الزوج ، وسُمِّيَ زوج المرأةِ بعلاً لأنه سيدها ومالكها ، وجمع البعل الزوج ( بِعَالٌ ــ وبُعُولٌ ــ وبعولةٌ ) ؛ قال تعالى في سورة البقرة الآية 228 :( وبعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ) ، ويقال للأنثى بعل ، وبعلة مثل زوج وزوجة ؛ قال الراجز : شَرُّ قرينٍ للكبيرِ بَعْلَتُهُ ، وتبعلتْ له أي تزينت له ، والبِعَالُ النكاح ، وملاعبة المرء أهله . ومنه حديث أيام التشريق : ( إنها أيام أكل وشرب وبعال ) ، وفيه يروى عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى يوم الجمعة قال : يا عائشة اليوم يوم تبعُّلٍ وقران ويعني بالقران التزويج .)، وقال الحطيئة مادحا : وكمْ من حَصَانٍ ذات بعلٍ تركتها *** إذا الليل أدجى لم تجد من تباعله ....................... أى أنك قتلت أو أسرت بعلها وتركتها وحيدة ؛ والمرأة الحصان هي المتحصنة ببعل أي المتزوجة .... وقال أبو داوود : ورأيتُ بَعْلَكِ في الوغى *** متقلدا سيفا ورُمحا ................. وفي حديث علامات الساعة : ( أن تلد الأمَةُ بعلها ..) أي مالكها وسيدها ...... 3- البعل في اللغة من معانيها أيضا ( الأرض المرتفعة التي لا يصيبها مطر إلا مرة واحدة في السنة يقال لها ( بَعْلٌ ).... قال ابن جندل : إذا ما علونا ظهر بعلٍ عريضةٍ *** تخال عليها قيض بيضٍ مغلقِ..4- ومن معانيها في الغة أيضا : البعل نوع من النخيل ؛ وهو النخل الذي يشرب بعروقه من الأرض من غير سَقْيٍ بماء مطر أو غيره ؛ وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صدقةِ النخل :( ما سُقِيَ منه بعلا ففيه العُشْرُ ) وجاء في تفسير ابن دريد عن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدَر بن عبد الملك : لكم الضامنة من النخل ولنا الضاحية من البعل ؛ والضامنة هو ما أطاف به سورُ المدينة ، والضاحية من البعل خارج العمارة بعيدا ، وفي حديث العَجْوَةِ :( العجوةُ شفاء من السم ونزل بعلُها من الجنة ) أي أصلها ....... وزعم الليث ( أن البعل هو الذكر من النخل ويسمى الفحل وهو زعمٌ لا دليل عليه . 5- والبعل : الدهش عند الروع في اللغة أيضا ويؤخذ هذا المعنى من تفسير الرواة لحديث الأحنف : لما نزل به الهياملة وهم قوم من الهند ( بَعِلَ بالأمر ) أي دُهِشَ ......... 6- البعلُ : بَعِلَ على أهلهِ أي ثَقُلَ عليهم وفي الحديث : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أبايعُك على الجهاد ، فقال النبي : هل لك بعل ؟! والبعل هنا بمعنى ( الكَّلُّ ) بفتح الكاف ؛ يقال : صار فلانٌ بعلاً على قومه أي ثقلاَ وعيالا عليهم ؛ والمراد من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : هل بقي لك من تجبُ عليك إعالته كالوالدين ؟ فيجوز أن تبقى معهم ...................................... فيكون ( البعلُ ) في اللغة العربية بمعنى : الصنم ـــ الرَّبّ ـــ المالك ــ السيد ــ الزوج ـــ الأرض المرتفعة ــ الدَّهَشُ ــ العالةُ أو الكّلُّ ــ النخل ــ الشيخ . والله تعالى أعلى وأعلم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )