المشاركات

الشعر عند أرسطو ( الحلقة الأخيرة )

97 - ( التطهير ) نتيجة إثارة الرحمة والخوف وقد استعملها أرسطو بمعناها العضوي في حديثه عن المأساة . 97- قال أرسطو في حديثه عن الأخلاط والأمزجة الضارة التي يرمي الفن أو تعمل الطبيعة على التطهير منها , أننا لا نقصد معنى دينيا أو خلقيا , بل إن الأغاني ذات الطابع العملي أو الحماسي فائدتها التطهير , ويحيل القول فيها على كتاب الشعر . 98- الأغاني التطهيرية تسبب للناس السرور بدون إيلام ولا ضرر . 99- لايقصد أن المأساة تطهير للأخلاق جملة ؛ وإنما هي تطهير للرحمة , والخوف , وما يتصل بهما مباشرة من الانفعالات . 100- معالجة الشر بالشر كمعالجة الأمراض العصبية بالهزات الكهربية , وهو ما يسمى بمداواة الشيء الضار بمثله . 101- فالفن يحرر من بعض الانفعالات الضارة , كما يطهر الطب بهذه الطريقة من بعض الزوائد والأمراض العضوية . 102- يحدد أرسطو هذا التطهير في معالجة الداء بشبيهه ؛ أي معالجة الحقيقي الواقعي بشبيهه المتخيل غير الواقعي . 103- التداوي من الداء بالإفراط فيه عمل يؤدي إلى الضرر , ويعد خطرا كبيرا ؛ فتحويل الحب الجنسي إلى حب أفلاطوني طابعه التسامي بالعاطفة إزالة للأخطار التي تترتب

الشعر عند أرسطو ( الحلقة قبل الأخيرة )

نواصل الحديث عن المأساة عند أرسطو : 61-تقتضي الوحدة أن يكون للمأساة طول معلوم , ولا سبيل إلى تحديده , غير أنه يكون بحيث تقوى الذاكرة على وعيه بسهولة , ويسمح بسلسلة من الأحداث تجري المسرحية في زمانه . 62- مقارنة أرسطو المأساة في هذه الناحية بالكائن الحي , لكنه في المأساة مقداره دورة شمس واحدة 63- ولكي تتحقق وحدة الحكاية في المأساة يجب أن تكون بسيطة , أي لاتنتهي بحلين . 64- يقول أرسطو : إن بعض النقاد يفضل انتهاء المأساة بحلين , ويرى أنه في غير موضعه . 65- يرضى أرسطو عن الذين يلجأون إلى انتهاء المسرحية بحلين لأنها إرضاء للجمهور ذي الذوق الضعيف . 66- الفعل قسمان بسيط ومركب , والبسيط ما يحدث فيه تغيير مصير البطل بدون تحول . 67- والفعل المركب ما يحدث فيه هذا التغيير بفضل التحول أو التعرف أو كليهما معا . 68- للمسرحية خمسة أجزاء ؛ التحول ـ التعرف ـ العقدة ـ الحل ـ داعية الألم . 69- التحول ؛ يقصد به تغير مجرى الحوادث من الضد إلى الضد , وهذا التحول يقع نتيجة للحوادث السابقة , احتمالا أو ضرورة مثال ذلك ( مسرحية أوديب ملكا ) . 70- التعرف ؛ انتقال من الجهل إلى المعرفة يؤدي إلى الانتقال من

الشعر عند أرسطو ( حلقة ثانية )

المأساة : 28- ذات شأن في الآداب المختلفة حتى اليوم , ولها مكانتها في الأدب العربي الحديث . 29- عدَّ أرسطو المأساة من أنواع الشعر , ولكن غالبا ما تعالج نثرا في العصر الحديث . 30- يعرفها أرسطو بقوله :( محاكاة فعل نبيل تام , لها طول معلوم , بلغة مزودة بملح من التزيين , تختلف وفقا لاختلاف الأجزاء , وهذه المحاكاة تتم بوساطة أشخاص يفعلون , لا بواسطة الحكاية , وتثير الرحمة والخوف فتؤدي إلى التطهير من هذه الانفعالات .) 31- الأجزاء الخارجية للمأساة ثلاثة : المنظر المسرحي , و الموسيقا والإنشاد , الإلقاء أو المقولة . 32- الأجزاء الجوهرية للمأساة هي : الحكاية أو الخرافة التي تحتوي عليها المأساة . 33- والمأساة تستدعي تركيب أفعال إنسانية منجزة , يقوم بها أشخاص يفعلون , لهم أخلاق . 34- الجزء الجوهري الثاني بعد الحكاية هو الخلق ؛ وهو ما يجعلنا نقول عن الأشخاص الذين نراهميفعلون أنهم يتصفون بكذا وكذا من الصفات . 35- ثم الفكر وهو ما يقوله الأشخاص لإثبات شيء أو للتصريحبما يقررون . 36- الأجزاء الخارجية للمأساة تتعلق بالممثلين في حين أن الجوهرية تتعلق بالمؤلفين . 37- الحكاية أو الخرافة مبدأ المأساة وروحها ع

الشعر عند أرسطو ( حلقة أولى )

1- يحكي الشعر الأشياء الطبيعية ؛ كالموسيقى والرسم تماما . 2- تختلف فنون المحاكاة في الوسائل والموضوع والأسلوب . 3- الملحمة والمأساة والمدائح ؛ تحاكي النواحي الفاصلة بعكس الملهاة والهجاء . 4- يقول أرسطو: إنه لا صلة بين المحاكاة والعالم الغيبي , وهي تحاكي الطبيعة . 5- جوهر الشعر عند أرسطو ينحصر في المحاكاة أي في تمثيل أفعال الناس من خير وشر. 6- الشعر في أعلى درجاته عنده يتجلى في المأساة والملحمة والملهاة , والوزن في الشعر ليس جوهريا . 7- يعد أفلاطون شاعرا عند أرسطو لأنه عدَّ المحاورات السقراطية لأنها محاكاة للحياة . 8- الشعر العربي الذي ينحصر في الشعر الغنائي يعنبر أرسطو أن المحاكاة فيه ضئيلة . 9- الشاعر العربي يتغنى بعواطفه الفردية من مدح وهجاء ؛ إنما غرض المحاكاة غرض جماعي . 10-أرسطو لايقيم وزنا للشعر الغنائي ؛ لأنه أثر الوعي الفردي , ولأنه خالٍ من مقومات الفن. 11- الشعر الغنائي عند الرومانتيكية مرتبط بالناحية الاجتماعية ؛ فهو يعالج مشاكل المجتمع . 12- عدَّ أرسطو الشعر الغنائي مرحلة أولى ممهدة لظهور المأساة والملهاة . 13- انقسم الشعر فذوو النفوس النبيلة , حاكوا الفعال

الحلقة الرابعة مع الجرجاني ( الأخيرة )

27- ويقرر عبدالقاهر أن ذلك هو السر في ذم النقاد لمن حمله الجرى وراء السجع والتجنيس و على الإساءة إلى المعنى , وإدخال الخلل عليه من أجلهما , وعلى أن يتعسف في الإستعارة بسببها كالذي صنع أبو تمام في قوله : سيف الإمام الذي سمته هيبته = لما تخرم أهل الأرض مخترما قرت بقران عين الدين فانشترت = بالأشترين عيون الشرك فاصطلما وقوله : ذهبت بمذهبه السماحة فالتوت = فيه العقول أمذهب أم مذهب ؟! ومعنى ذلك أنه لافضل للسجع , ولا للتجنيس , ولا اعتداد بهما إلا مع الوفاء بحق المعنى , والإتيان به على الصورة التي ينبغي أن يكون عليها , وإلا إذا كان لهما نصيب في خدمة المعنى , وجمال صورته , فالمعنى إذن هو الذي يضفي الجمال عليهما إذا اشتملا على جمال , وإذا نظرت إلى تجنيس القائل حتى نجا من خوفه , وما نجا , وقول المحدث : ناظراه فيما جنى ناظراه = أودعاني أمت بما أودعاني فاستحسنته , لم تشك بحال أن ذلك لم يكن لأمر يرجع إلى اللفظ , ولكن لأنك رأيت الفائدة ضعفت في الأول , وقويت في الثاني , وذلك لأنك رأيت أبا تمام لم يزدك بمذهب ومذهب على أن أسمعك حروفا مكررة , لاتجد لها فائدة إن وجدت إلا متكلفة متمحلة . ورأيت الآخر

الحلقة الثالثة مع الجرجاني

20 - وقد بين عبدالقاهر العلة في اتجاه العلماء السابقين لزمانه كالجاحظ وقدامة بن جعفر , إلى إنكار تفضيل الكلام بمعناه الغفل إنكارا شديدا , وتلك العلة هي عنده ؛ مافي ذلك الرأي من خطورة على فهم قضية الإعجاز . يقول عبدالقاهر ( واعلم أنهم لم يبلغوا في إنكار هذا المذهب مابلغوه إلا لأن الخطأ فيه عظيم و وأنه يفضي بصاحبه إلى أن ينكر الإعجاز , ويبطل التحدي من حيث لا يشعر , وذلك أنه إن كان العمل على مايذهبون إليه أنه لايجب فضل ومزية إلا من جانب المعنى , وحتى يكون قد قال حكمة وأدبا , واستخرج معنى غريبا أو شبيها نادرا , فقد وجب إطراح جميع ماقاله الناس في الفصاحة والبلاغة , وفي شأن النظم والتأليف , وبطل أن يكون بالنظم فضل , وأن تدخله المزية وتتفاوت فيه المنازل , وإذا بطل ذلك فقد بطل أن يكون في الكلام معجز , وصار الأمر إلى ما يقوله اليهود , ومن قال بمثل مقالهم في هذا الباب , ودخل في مثل تلك الرفعة والضعة والرفث والنزاهة والبذخ والصناعة والمدح وغير ذلك من المعاني الحميدة أو الذميمة , أن يتوخى البلوغ من التجويد في ذلك إلى الغاية المطلوبة . 21- وهو يخالف الرأي اآخر لقدامة الذي أثبتته في كتابه ( الخراج )

الحلقة الثانية مع الجرجاني

12- وهناك فروق دقيقة خفية بين مواضع معاني النحو , يجهلها العامة وكثير من الخاصة , روى ابن الأنباري أنه قال : ركب الكندي المتفلسف إلى أبي العباس المبرد ( صاحب كتاب الكامل) وقال له : إني لأجد في كلام العرب حشوا . فقال له أبو العباس : في أي موضع وجدت ذلك ؟ فقال: أجد العرب يقولون : ( عبد الله قائم ) ثم يقولون :( إن عبدَالله قائم ) ثم يقولون :( إن عبدالله لقائم ) فالألفاظ مكررة , والمعنى واحد .!! فقال أبو العباس المبرد : بل المعاني مختلفة لاختلاف الألفاظ . فقولهم: عبد الله قائم . إخبار عن قيامه. وقولهم : إن عبدالله قائم . جواب عن سؤال سائل . وقولهم : إن عبدالله لقائم . جواب على إنكار منكِر . فقد تكررت الألفاظ لتكرار المعاني . قال فما أحار المتفلسف جوابا . وإذا كان الكندي يذهب هذا عليه , حتى يركب فيه ركوب مستفهم , أو معترض , فما ظنك بالعامة , ومن هو في عداد العامة ممن لا يخطر شبه هذا بباله .؟! 13- وإذا حسن تخير معاني النحو في الكلام , وتوخى الملائم منها للمقام , اتحدت أجزاء الكلام , ودخل بعضها في بعض , واشتد ارتباط ثانٍ منها بأول , ووضعت في نفس السامع وضعا واحدا , لاتفرق فيه ؛ فكان حال القا