الشعر عند أرسطو ( الحلقة قبل الأخيرة )

نواصل الحديث عن المأساة عند أرسطو :
61-تقتضي الوحدة أن يكون للمأساة طول معلوم , ولا سبيل إلى تحديده , غير أنه يكون بحيث تقوى الذاكرة على وعيه بسهولة , ويسمح بسلسلة من الأحداث تجري المسرحية في زمانه .
62- مقارنة أرسطو المأساة في هذه الناحية بالكائن الحي , لكنه في المأساة مقداره دورة شمس واحدة
63- ولكي تتحقق وحدة الحكاية في المأساة يجب أن تكون بسيطة , أي لاتنتهي بحلين .
64- يقول أرسطو : إن بعض النقاد يفضل انتهاء المأساة بحلين , ويرى أنه في غير موضعه .
65- يرضى أرسطو عن الذين يلجأون إلى انتهاء المسرحية بحلين لأنها إرضاء للجمهور ذي الذوق الضعيف .
66- الفعل قسمان بسيط ومركب , والبسيط ما يحدث فيه تغيير مصير البطل بدون تحول .
67- والفعل المركب ما يحدث فيه هذا التغيير بفضل التحول أو التعرف أو كليهما معا .
68- للمسرحية خمسة أجزاء ؛ التحول ـ التعرف ـ العقدة ـ الحل ـ داعية الألم .
69- التحول ؛ يقصد به تغير مجرى الحوادث من الضد إلى الضد , وهذا التحول يقع نتيجة للحوادث السابقة , احتمالا أو ضرورة مثال ذلك ( مسرحية أوديب ملكا ) .
70- التعرف ؛ انتقال من الجهل إلى المعرفة يؤدي إلى الانتقال من الكراهية إلى المحبة أو العكس , ويتم التعرف أحيانا بواسطة علامات خارجية أو جسمية , وقد يتم عن طريق ما يرتبه الشاعر من أحداث .
71- أنواع التعرف كثيرة أفضلها ؛ ما يستنتج من الوقائع نفسها حين تقع مع الدهشة عن طريق الحوادث المحتملة .
72- أجمل أنواع التعرف هو المصحوب بالتحول ( كما في أوديب ملكا )
73- التعرف قد يزيد الحوادث تعقيدا , وبخاصة لإي أول المسرحية , وقد يقترن بالتحول .
74- العقدة وهي الجزء من المأساة الذي يسبق الحل وقد يبدأ بالمسرحية .
75- وقد يفترض قبلها , وتستمر العقدة حتى الجزء الأخير الذي منه يصدر التحول بنوعيه .
76- الحل يبتديء ببداية هذا التحول حتى النهاية ( فهو مثلا في أوديب ملكا يبتديء بمقدم الرسول )
77- داعية الألم وهو الفعل الذي يهلك أو يؤلم , ويكون مثار الرحمة والخوف ( الموت )
78- قد يعرض المؤلف الفواجع على المسرح , او يجعلها تحدث في الخارج على أن تحكى قصتها فيه .
79- قد يمثل الشاعر الأشخاص يأتون هذه الفواجع عن علم ( كما مثل يوربيدس ميديا تقتل بنيها )
80- أجود من ذلك من يمثل الشخص يرتكب فعلته عن غير علم , ثم يتعرف بعد مثل (قتل أودبيس لأبيه )
81- وخير هذه الأحوال هي أن يهم الشخص أن يرتكب جهلا ثم يعرف جهله قبل أن يرتكب الفعل الذي لامرد له , فيقلع عنه ( مسرحية افيجينيا تعرف أخت يوربيدس عليه قبل موته ونجاته )
82- أما حال الشخص الذي يعلم ويهم بالتنفيذ ثم يمتنع فهذا أقل خظا من الجميع في الجودة ؛ فإنها تثير الاشمئزاز , ويعوزها طابع المأساة , لأنها خالية من الفواجع , وهذا قليل أو نادر ؛ كما في مثل ( مسرحية أنتيجونة لسوفكليس في المنظر الذي يطعن فيه هيمون أباه , ثم يخطئه , ويقتل نفسه )
83- ووحدة الفعل في المأساة محور الأفكار الفنية التي أدلى بها أرسطو في فنية العمل المأسوي .
84- كان لأرسطو الفضل في اكتشاف الوحدة العضوية , كما كان له الفضل في إقرار وظيفة المأساة بوصفها كائنا عضويا يوفق بين مقوماته العضوية ووظائفه الاجتماعية .
85- الأخرق في المأساة :
وهي ما يرسم طريق السلوك للشخصيات في المأساة .
86- الأقوال مثل الأفعال تدل على سلوك محدود إن كان حميدا , كان الخلق حميدا .
87- يرى أ{سطو أن الفعل الأساسي في المأساة يجب أن يكون نبيلا , فيكون أبطال المسرحية على خلق كريم , لأن غاية المأساة خلقية في جوهرها .
88- والاستعانة بأشخاص سيئي الخلق يفيد تصويرهم في أحداث الأثر التراجيدي , على شرط أن تدعو الضرورة الفنية لتصويرهم , هو جزء ثانوي في المأساة .
89- يشترط كذلك التوافق ؛ وهو انطباق صفات الشخصية مع خلقها الأصيل .
90- ثالث هذه الشروط المشابهة ؛ أي التشابه العام في تصوير الشخصية في المسرحية , كما وردت في التاريخ أو الأساطير مع ملاحظة حرية الفنان في اختيار الحوادث وترتيبها ترتيبا احتماليا أو ضروريا .
91- بحيث تؤدي المسرحية في النهاية إلى نتيجة إنسانية كلية عامة , لا فردية خاصة .
92- الثبات ك حتى لو كان الشخص موضوع المحاكاة غير متكافيء مع نفسه , وجب أن يظل دائما غير متكافيء , ولو كان هذا هو خلقه .
93- يجب أن تحاكي المأساة وقائع تهيج عاطفتي الرحمة والخوف , لأنهما الغرض منها .
94- ولهذا يجب ألا يظهر الاخيار منتقلين من السعادة إلى الشقاوة , فهذا مشهد لايثير الرحمة والخوف بل يثير الاشمئزاز , وكذلك العكس .
95- ترتيب الحوادث هو منشأ الخوف والرحمة , مع الاستعانة في الإثارة بالمنظر المسرحي .

وإلى لقاء مع الحلقة الأخيرة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )