الشعر عند أرسطو ( حلقة ثانية )
المأساة :
28- ذات شأن في الآداب المختلفة حتى اليوم , ولها مكانتها في الأدب العربي الحديث .
29- عدَّ أرسطو المأساة من أنواع الشعر , ولكن غالبا ما تعالج نثرا في العصر الحديث .
30- يعرفها أرسطو بقوله :( محاكاة فعل نبيل تام , لها طول معلوم , بلغة مزودة بملح من التزيين , تختلف وفقا لاختلاف الأجزاء , وهذه المحاكاة تتم بوساطة أشخاص يفعلون , لا بواسطة الحكاية , وتثير الرحمة والخوف فتؤدي إلى التطهير من هذه الانفعالات .)
31- الأجزاء الخارجية للمأساة ثلاثة : المنظر المسرحي , و الموسيقا والإنشاد , الإلقاء أو المقولة .
32- الأجزاء الجوهرية للمأساة هي : الحكاية أو الخرافة التي تحتوي عليها المأساة .
33- والمأساة تستدعي تركيب أفعال إنسانية منجزة , يقوم بها أشخاص يفعلون , لهم أخلاق .
34- الجزء الجوهري الثاني بعد الحكاية هو الخلق ؛ وهو ما يجعلنا نقول عن الأشخاص الذين نراهميفعلون أنهم يتصفون بكذا وكذا من الصفات .
35- ثم الفكر وهو ما يقوله الأشخاص لإثبات شيء أو للتصريحبما يقررون .
36- الأجزاء الخارجية للمأساة تتعلق بالممثلين في حين أن الجوهرية تتعلق بالمؤلفين .
37- الحكاية أو الخرافة مبدأ المأساة وروحها عند أرسطو ؛ وهي مجموعة الأفعال المرتبة التي تدور حول موضوع معين , فالمأساة لاتحاكي الناس بل تحاكي الأفعال والحياة والسعادة .
38- الحكاية تستلزم أخلاقا للأشخاص الذين تسند إليهم أفعالها ضمنا على الخلق والفكرة .
39- الحكاية أساس محاكلة نشاط الإنسان ؛ وهي مثار تحريك الإرادة إلى العمل .
40- والسعادة أو الشقاوة نتيجة لتحقيق هذه الإرادة في الإنسان ؛فهي من عمل الإنسان وإرادته .
41- لا اعتداد بالفعل أو الخلق منفصلا كلاهما عن الآخر , مع أنه قد يتصور نظريا فصلهما .
42- الناس هم ما هم بسبب أخلاقهم , ولكنهم يكونون سعداء أو غير سعداء بسبب أفعالهم .
43- ولهذا كانت الأفعال في الخرافة هي الغاية في المأساة , والغاية في كل شيء أهم ما فيه .
44- مهارة الشاعر تتجلى في تركيب الأفعال , وترتيبها , وهو مثار لذة مشاهد المأساة , وقارئها .
الوحدة العضوية :
45- يجب أن تشتمل المأساة على فعل تام , وهذا له وسط وبداية ونهاية .
46- تستلزم هذه الأجزاء تناسقها فيما بينها , لتؤلف موضوعا متكاملا .
47- أرسطو لا يرغم الشاعر على اتباع قواعد منطقية جافة , ولكنه يسوق تفاصيل الحكاية .
48- بحيث تكون في قوة أقيسة عامة , على حسب الاحتمال أو الضرورة الفنية .
49- تتوافر للمسرحيات هذه الوحدة العضوية , فهي كالكائن الحي ذي الأعضاء .
50- كل جزء في المأساة يجب أن يكون له ما يبرره في موقعه من الأجزاء الأخرى , وفي وظيفته في الكل .
51- لكل علم وحدة . لأن مجرد كونه علما يستدعي وحدته , والخطابة لها وحدتها كذلك .
52- ولكن وحدة المأساة تفترق عن ذلك ؛ بأنها عضوية متماسكة .
53- والمعنى أنها ذات أجزاء تؤلف فعلا واحدا تاما , بحيث إذا نقل أو بثتِر جزء منها ؛انفرط عقد الكل , وتزعزع لأن ما يمكن أن يضاف أولا لايضاف دون نتيجة ملموسة , لايكون جزءا من الكل .
54- تقتضي الوحدة العضوية أن تكون المأساة خالية من الأحداث الغامضة .
55- وذلك بأن تكون كل حادثة تذكر لها , وكأنها من الحوادث الأخرى .
56- أسوأ الخرافات أحفلها بالحوادث العرضة ؛ إن أمثال هذه الحكايات إنما يؤلفها الشعراء المتخلفون لأنهم متخلفون .
57- إذا كانت المأساة عن حياة شخص واحد , وجب على الشاعر أن يختار جزءا من حياته يكون فعلا تاما .
58- فهوميروس مثلا لم يروِ جميع أحداث ( أودوسوس) بل جعل موضوعها مخاطرته في عودته من حرب طراووده .
59- من نتائج الوحدة العضوية أن خواتيم الحكايات يجب أن تستنتج من الحكايات نفسها , لا من تدخل إلهي .
60- عاب أرسطو على هوميروس أنه جعل الآلهة أثينية تظهر في إلياذته لتنصح اليونانيين بعدم العودة إلى بلادهم .
ونتابع الحلقة الثالثة إن شاء الله في الشعر عند أرسطو .
28- ذات شأن في الآداب المختلفة حتى اليوم , ولها مكانتها في الأدب العربي الحديث .
29- عدَّ أرسطو المأساة من أنواع الشعر , ولكن غالبا ما تعالج نثرا في العصر الحديث .
30- يعرفها أرسطو بقوله :( محاكاة فعل نبيل تام , لها طول معلوم , بلغة مزودة بملح من التزيين , تختلف وفقا لاختلاف الأجزاء , وهذه المحاكاة تتم بوساطة أشخاص يفعلون , لا بواسطة الحكاية , وتثير الرحمة والخوف فتؤدي إلى التطهير من هذه الانفعالات .)
31- الأجزاء الخارجية للمأساة ثلاثة : المنظر المسرحي , و الموسيقا والإنشاد , الإلقاء أو المقولة .
32- الأجزاء الجوهرية للمأساة هي : الحكاية أو الخرافة التي تحتوي عليها المأساة .
33- والمأساة تستدعي تركيب أفعال إنسانية منجزة , يقوم بها أشخاص يفعلون , لهم أخلاق .
34- الجزء الجوهري الثاني بعد الحكاية هو الخلق ؛ وهو ما يجعلنا نقول عن الأشخاص الذين نراهميفعلون أنهم يتصفون بكذا وكذا من الصفات .
35- ثم الفكر وهو ما يقوله الأشخاص لإثبات شيء أو للتصريحبما يقررون .
36- الأجزاء الخارجية للمأساة تتعلق بالممثلين في حين أن الجوهرية تتعلق بالمؤلفين .
37- الحكاية أو الخرافة مبدأ المأساة وروحها عند أرسطو ؛ وهي مجموعة الأفعال المرتبة التي تدور حول موضوع معين , فالمأساة لاتحاكي الناس بل تحاكي الأفعال والحياة والسعادة .
38- الحكاية تستلزم أخلاقا للأشخاص الذين تسند إليهم أفعالها ضمنا على الخلق والفكرة .
39- الحكاية أساس محاكلة نشاط الإنسان ؛ وهي مثار تحريك الإرادة إلى العمل .
40- والسعادة أو الشقاوة نتيجة لتحقيق هذه الإرادة في الإنسان ؛فهي من عمل الإنسان وإرادته .
41- لا اعتداد بالفعل أو الخلق منفصلا كلاهما عن الآخر , مع أنه قد يتصور نظريا فصلهما .
42- الناس هم ما هم بسبب أخلاقهم , ولكنهم يكونون سعداء أو غير سعداء بسبب أفعالهم .
43- ولهذا كانت الأفعال في الخرافة هي الغاية في المأساة , والغاية في كل شيء أهم ما فيه .
44- مهارة الشاعر تتجلى في تركيب الأفعال , وترتيبها , وهو مثار لذة مشاهد المأساة , وقارئها .
الوحدة العضوية :
45- يجب أن تشتمل المأساة على فعل تام , وهذا له وسط وبداية ونهاية .
46- تستلزم هذه الأجزاء تناسقها فيما بينها , لتؤلف موضوعا متكاملا .
47- أرسطو لا يرغم الشاعر على اتباع قواعد منطقية جافة , ولكنه يسوق تفاصيل الحكاية .
48- بحيث تكون في قوة أقيسة عامة , على حسب الاحتمال أو الضرورة الفنية .
49- تتوافر للمسرحيات هذه الوحدة العضوية , فهي كالكائن الحي ذي الأعضاء .
50- كل جزء في المأساة يجب أن يكون له ما يبرره في موقعه من الأجزاء الأخرى , وفي وظيفته في الكل .
51- لكل علم وحدة . لأن مجرد كونه علما يستدعي وحدته , والخطابة لها وحدتها كذلك .
52- ولكن وحدة المأساة تفترق عن ذلك ؛ بأنها عضوية متماسكة .
53- والمعنى أنها ذات أجزاء تؤلف فعلا واحدا تاما , بحيث إذا نقل أو بثتِر جزء منها ؛انفرط عقد الكل , وتزعزع لأن ما يمكن أن يضاف أولا لايضاف دون نتيجة ملموسة , لايكون جزءا من الكل .
54- تقتضي الوحدة العضوية أن تكون المأساة خالية من الأحداث الغامضة .
55- وذلك بأن تكون كل حادثة تذكر لها , وكأنها من الحوادث الأخرى .
56- أسوأ الخرافات أحفلها بالحوادث العرضة ؛ إن أمثال هذه الحكايات إنما يؤلفها الشعراء المتخلفون لأنهم متخلفون .
57- إذا كانت المأساة عن حياة شخص واحد , وجب على الشاعر أن يختار جزءا من حياته يكون فعلا تاما .
58- فهوميروس مثلا لم يروِ جميع أحداث ( أودوسوس) بل جعل موضوعها مخاطرته في عودته من حرب طراووده .
59- من نتائج الوحدة العضوية أن خواتيم الحكايات يجب أن تستنتج من الحكايات نفسها , لا من تدخل إلهي .
60- عاب أرسطو على هوميروس أنه جعل الآلهة أثينية تظهر في إلياذته لتنصح اليونانيين بعدم العودة إلى بلادهم .
ونتابع الحلقة الثالثة إن شاء الله في الشعر عند أرسطو .
تعليقات