طرائف أدبية ولغوية

كظم الغيظ

كان لأحد من المتقدمين العرب فرس ، وكان معجبا به ، فجاء ذات يوم فوجده على 

ثلاث قوائم , فسأل خادمه ( غلامه )

من صنع بالحصان هذا ؟

قال الخادم : أنا 

قال : لِمَ ؟

قال : أردتُ أن أغُمك 

قال : لا جرم ، لأغُمَّن من أمرم بهذا ( يعني الشيطان )

اذهب فأنت حر لوجه الله ، والفرس لك ...

طُرْفَة أخرى عن الحلم 

روى ميمون بم مهران أن جارية له جاءت بمرقة فعثرت ، 

فصبت المرقة عليه ، 

فأراد ميمون أن يضربها ، فقالت الجارية :

يا مولاي استعمل قول الله تعالى :( والكاظمين الغيظ )

فقال : قد فعلت

فقالت : اعمل بما بعده ( والعافين عن الناس )

قال : قد عفوت عنك

فقالت :اعمل بما بعده (والله يحب المحسنين )

فقال ميمون : أحسسنت إليك ؛ اذهبي فأنت حرة لوجه الله  

المعروف لا يضيع

في أحدى مدن أوستريا  الأفريقية ، دهش الفلاحون الذين كانوا يشيعون جنازة أحد حراس الغابات عندما رأوا غزالا يخرج من الغابة ، ويسير وراء النعش ، وقد ظل هذا الغزال مع المشيعين حتى انتهوا من مواراة الميت التراب ثم استدار مسرعا إلى الغابة

وكان الحارس المتوفى قد عثر عليه قبل ذلك بشهور على هذا الغزال وهو في حالة ضعف شديد فَعُنِيَ به وغذَّاه حتى استعاد قواه وأطلقه في الغابة ، فحفظ له الغزال هذا الجميل ؛ لأن المعروف لا يضيع حتى مع الحيوان .

أمل في شفاء مرضى الكبد

تحتل أمراض الكبد رأس قائمة المشاكل الصحية العسيرة العلاج في الوطن العربي ، وفي مصر تزداد حالات الوفاة بسبب انتشار فيروس (سي) والعدوى التي تنتقل عن طريق الدم والحقن غير المعقمة ، والتهاب الكبد الوبائي (ب)

والأمل يفتح بارقة تفاؤل حيث نجحت عملية زرع كبد قرد (البابون ) لمريض أمريكي ، وهو في حالة صحية ممتازة

فجسمه لم يرفض كبد القرد

وهذا النجاح يفتح أبواب الأمل لمرضى الكبد الذين يقفون في طابور طويل انتظارا لكبد يتبرع به أحد الأشخاص قبل وفاته ؛ليمنح أحد المرضى فرصة حياة جديدة

وكانت أول جراحة لزرع الكبد من إنسان لإنسان آخر قام بها عام 1963 طبيب الكبد الأمريكي ( ستارزل ) ومنذ ذلك التاريخ استمرت المحالولات والعمليات الناجحة لأكثر من 22 ألف إنسان ، فعلينا أن نشكر القرود ونصادقهم

الفقهاء والحكام

يُحكى أن الخليفة هارون الرشيد قال للفقيه العالم ( أبويوسف) صاحب أبي حنيفة : أريد أن أسمع رأيك في الفرق بين  حلوى الفالوذج ( البالوظة ) ، وحلوى المهلبية ؛ أيهما ألذُّ طعما ؟!

فقال الفقيه أبو يوسف: ( يا أمير المؤمنين ) لا أستطيع أن أقضي في قضية أصحابها غائبون

فضحك الخليفة ، وأمر بإحضار طبقين بكل منهما نوعي الحلوى

فأخذ أبو يوسف يأكل من هذا ملعقة ، ومن ذاك ملعقة أخرى ، حتى كاد يأتي على  كل ما في الطبقين ، ثم التفت إلى الخليفة وقال: يا أمير المؤمنين ، ما رأيت خصمين أفضل منهما في الدفاع عن نفسيهما ، كلما أردت أن أقضي لأحدهما بأنه الأفضل ، تقدم الآخر بحجة تؤيد تفوقه!!

مكر الطيور

خلق الله تعالى لكل كائن وسائل حمايته من الأعداء والمخاطر ، ولكل كائن مهما كان ضعيفا طرقه الخاصة لحماية نفسه ، وأظنك تعرف البطة البرية وأنها أضعف من الكلب أو الثعلب أو الإنسان ، ولكن هل تعلم كيف تحمي البطة البرية نفسها إذا تعرضت لاعتداء أو كيف تحمي عشها الذي يضم أفراخها الصغار من أعدائها؟

لقد لاحظ العلماء ـ علماء الطيور ـ بالدراسة المتأنية والملاحظة الطويلة لسلوك البطة البرية في مثل هذه الظروف ، ولاحظوا أنها إذا أحست بعدو يقترب في اتجاه عشها تخرج منه سريعا ، وتظهر نفسها للعدو حتى يتبعها بعيدا عن العش ، وحتى تشغله عن مهاجمة أفراخها في العش ، تمشي في هدوء مفتعل بجوار الماء ، فيتبعها العدو على أمل اصطيادها ، وبعد أن تطمئن إلى أن العدو ابتعد عن العش مسافة مناسبة تنزل فجأة إلى الماء ، وتعوم مبتعدة عن الشاطيء ، وإذا كان عدوها قادرا على السباحة ، تبعها في الماء ، وسار وراءها ، وهي عندئذ تدخر مفاجأة أخرى لحماية نفسها ، فعندما تحس باقتراب العدو منها تطير في الجو وتحلق بعيدة تاركة الحسرة لعدوها

لغويات

نقرأ في المعجم معنى لفظة ( نهر ) في مادة النون والهاء والراء

فنجدها مرة بفتح الهاء ( نَهَرٌ) ، ومرة أخرى بسكون الهاء ( نَهْرٌ)

ونقرأ كذلك في مشتقاتها ( النهار )

ومن استخداماتها أيضا ؛ أن تكون فعلا ماضيا أو مضارعا أو أمرا

فنقول ( نَهَرَ ينهَرُ انهَر )

ونأتي إلى المعاني :

نَهَرٌ : بفتح الهاء تعني المجرى المائي أيضا ، وتجمع على نهور

ونَهْرٌ : هي مفرد أنهار ، وهي مجري مائي عذب ، وجاء في الحديث ( نهران مؤمنان ونهران كافران ؛ فالمؤمنان النيل والفرات ، والكافران دجلة ونهر بلخ ) لسان العرب

والنهار ::: هو ضياء يظهر ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والنهار ضد الليل

وجمع النهار ( أَنْهُر ، ونُهُر ) وقوله تعالى ( في جنات ونَهَرٍ ) أي في ضياء وسعة ، لأن الجنة ليس فيها ليل ، إنما هو نور يتلألأ وقرئي ( نُهُر) أي ؛ أنهار

ونَهَرَ :(الفعل ) معناه زجر ومنع

فما أروع اللغة العربية ومشتقاتها التي تلهم المبدعين بمعانيها وبلاغتها