قصاصات مفيدة

قصاصة ورق من مجلة ( سمير )  بتاريخ 25 أكتوبر1992
رفاعه رافع الطهطاوي
رائد فكر وإمام نهضة
إنسان محب للخير ، عرف عنه الكرم والسماحة ، شديد التواضع ، جمّ الأدب ، قليل النوم ، كثير الانهماك في التأليف والترجمة
فريد في فصاحته وبلاغته ، وهو بحق يعتبر أول داعية لتعليم المرأة في مصر ، بل في الشرق العربي كله ؛ وفي كتابه
(المرشد الأمين للبنات والبنين )
وهو ينادي بتعليم البنات  ، ويدعو للفكرة فيقول :
( ينبغي صرف الهمة في تعليم البنات والصبيان ، فتتعلم البنات القراءة والكتابة والحساب ؛ فإن هذا مما يزيدهن أدبا وعقلا ، ويجعلهن
بالمعارف أهلا ، وأقدر لمشاركة الرجال في الكلام والرأي ، ويمكن للمرأة أن تقوم بالأعمال ، على قدر قوتها وطاقتها ، وهذا من شأنه أن يشغل النساء عن البطالة فإن فراغ أيديهن عن العمل يشغل ألسنتهن بالأباطيل ، فالعمل يصون المرأة ويقربها من الفضيلة.
ولقد ولد رفاعه في مدينة طهطا بسوهاج سنة 1801 م 1216 هجرية ، وفي كُتَّابها حفظ القرآن الكريم ، والتحق بالأزهر الشريف وعمره 17 سبعة عشر عاما ولما أتم الحادية والعشرين قام بالتدريس في الأزهر ن وكان مدرسا ممتازا ، وحلقات درسه حافلة بالمستمعين ؛ الذين قالوا عنه : كان حسن الأسلوب ، سهل التعبير ، قادرا على شرح المعنى الواحد بطرق مختلفة ، فيفهم درسه الصغير والكبير بلا مشقة أو تعب
وحياته خصبة بالعمل والانتاج ؛ فقد كتب عشرات القصائد ومنها قصيدة وطنية عنوانها :
( مصر نور الكون )  وجاء في مطلع هذه القصيدة :
يا صاح حب الوطن  حلية كل فطن
محبة الأوطان   من شُعَبِ الإيمان
ويتختتم القصيدة بهذا البيت :
كل فتى جليلِ يعشق وادي النيل
كم فيه من نزيل  يقول مصر وطني
وله أشعار تربوية للأطفال منها :
في بر والديك بالغ تغنم = لا سيما في العيد أو في الموسم
وشغل العلمكل وقت الطهطاوي ، فأجاد الفرنسية قراءة وكتابة ، وبعد عودته من البعثة التعليمية في فرنسا ، تبنى حركة الترجمة
وأقام مدرسة الألسن ، ينهل طلابها من العلوم وفنون الترجمة ، وعندما خبا نور الحياة في يوم 27 مايو 1873 وعند رحيل الشيخ
رفاعه رافع الطهطاوي ودعه شعب مصر الوداع الجدير برجل وهبها علمه وخلَّدَهُ عمله
وأصبح مثل الأثر التاريخي النادر الإخلاص لبلده ( مصر ) 


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )