إبطال وهدم شبهة نحوية في آية قرآنية
إنه لمحضُ افتراء وكذب وخداع ، وتلفيق لا يُبْنى على أي أساس علمي في قواعد النحو العربية ذلك ما يدعيه كذبا وزورًا وبهتانا بعض الحانقين الجاحدين لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ؛
حين يتطاولون بغير علم فقهي أو لغوي نحوي في لغة القرآن الخالدة (اللغة العربية ) التي يفهمها أهلها المتخصصون في قواعدها حول ما نشروه من شبهة ضالة مضللة عن بعض آيات القرآن الكريم ؛ ومنها الآيتين 184 و185 من سورة الأعراف :
( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ(185)ويفسرون بجهالة بالنحو العربي هاتين الآيتين الكريمتين بقولهم :
( هل نسوا ما بصاحبهم من جنة ، كما نسوا أن يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض ؟!!)
مدعين أن القرآن الكريم قد أقرَّ بجنون النبي صلى الله عليه وسلم
فقد فسروا ( ما ) في الآية الأولى على أنها موصولةٌ بمعنى الذي ، وعلى هذا التفسير المُغَالَط فيه ، يكون المعنى ( أولم يتفكروا الذي بصاحبهم من جنةٍ ؟)
بينما الصحيح الذي لا يجهله أحدٌ ممن يعرف شيئا عن قواعد العربية ؛ أن (ما) في الآية الكريمة ( نافية ٌ ) والمعنى الصحيح بهذا المفهوم ل (ما ) هو :
أولم يتفكروا أنه ليس بصاحبهم من جنة وما هو إلا نذير مبين!
وأما الاستفهام في الآية الثانية فهو ( استفهام إنكاريٌّ ) يُنْكِرُ عليهم أنهم قعدوا عن التفكير ( لم يتفكروا ) في خلق السماوات والأرض ، كما أنكر عليهم في الآية السابقة أنهم اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون ، وأنهم لو تفكروا لَعَلِموا أن ليس به جنة وأن خلق السماةات والأرض دليل على وجود الخالق سبحانه وتعالى
ويقول الأستاذ الدكتور محمد محمد داود ( الخبير بمجمع اللغة العربية )
( أليس ذلك تناقضٌ في دعواهم الباطلة ؟ ) إذ كيف يُعْقَلُ أن يُقِرَّ القرآن بجنون النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو المُنَزَّلُ عليه القرآن الكريم )؟!