قصيدة ( المعلم ) للأستاذ عبد المجيد عز العرب

كان الشاعر يعمل مدرسًا أول للغة العربية ، عندما كنت بوظيفة مدير إدارة مدرسة صلاح سالم الثانوية بكفر الدواروجاء يوم تكريم المعلم المثالي بالمدرسة ، وهو من الذين كرموا لإخلاصهم في العملولقد كتب تلك القصيدة معبرا بها عن جهود المعلمين المخلصين في خدمة وطنهم مصر المحروسةوقدم لها بهذا التقديم ، والقصيدة أهديت إليّ بخط يد الشاعر عام 1995 وما زلت أحتفظ بها إعجابا وتقديرا لصاحبهاقال في مقدمته :

............. إذا كان هناك مِنْ كادحٍ حقيقي في هذا الوطن فهو المعلم ؛ الذي يعلو وجهه وثيابهُ غبار الألواح ، وهو الذي يعطي أقصى ماعنده بمروءةٍ من فكرٍ يأكلُ جسمه إلى تلك البراعم التي تتفتح عن آمال العرب ؛ وهو يُذُوبُ كالشمعة بين المقاعد الأوراق ، يعطي مؤنه بلا سأم ...يرأفُ بطلابه ويحنو عليهم ... يبعث فيهم الأمل والطموح والتفاؤل ؛ فلا يسْتَغْرِبَنَّ أحدٌ أن يكون هؤلاء المعلمون طليعة هذا المجتمع ..ذلك أن نشأتهم وأحوال حياتهم ، وطبيعة حرفتهم تقتضي منهم أن يعملوا أبدًا لمصلحة هذا الشعب الذي يقدرهم  أعظم تقدير .. ونتساءل :
* من ذا الذي صنع البطولة بالدَّمِ = وأقام مجد العُرْبِ فوق الأنجمِ
*من ذا الذي عبر المخاطر رافعا = أعلام عزٍّ بالأديم المضـــــرم
*من ذا الذي اقتحم الحصون فطأطأتْ = فزعا وبات طغاتها في مأتم
*هو ذا المعلمُ رافعٌ أمجاده  = بيدٍ مطهرةٍ وعقل ملهم
* النصر في الميدان من ثمراته = لولاهُ لمْ نظفر ولم نتقدم
* ما أشرقت في الكون أي حضارةٍ = إلا وكانت من ضياء معلم 
* هو للشعوب يمينها وسلاحها = وسبيل أنعمها وإن لم تنعم
* يُزْجي لها بنع الحضارة ترتوي = ويعيش في ظمأِ الحياة المؤلم
* ويضيء للأجيال سرَّ طريقها = ويظل خلف زمانه المتجهم 
* إن المعلمَ شعلةٌ قديسَةٌ = تهدي العقول إلى السبيل الأقوم
* هو منقذُ الجهلاء من آفاتهم = والجهلُ ينفذُ سره كالأرقم
* هو مانح أغلى الهبات لمن يرى = في العلم والتثقيف أعظم مغنم
* هو سَلْسَلٌ أجراهُ ربُّك سائغا = ليكون رِيًّا شافيا كالبلسم
* هو خير أسلحة الجهاد بعلمه = تحيا الشعوب عزيزةً لم تهزم
* هو مُسْمِعٌ حتى الأصمَّ دروسَهُ = ومحرِكٌ حتى لسان الأبكمِ
* هو بالفصول مقيد من غيرهِ = يُرْمَى فيصعَدُ كالنسوم الحُوَّمِ
* يحنو على الطلاب دون ملالة = من كان أو من لم يكن فليكرم
* الصبرُ شِيمتهُ فكُلُّ معلمٍ = في ثوبهِ أيوبَ لم يتبرم
* هو ثروة الوطن الأغر وإن تكن = أرزاقُه دون الكسالى النُوَّم
* وأدقُّ وصفٍ للمعلمِ أنهُ = يشْقَى ليسْعِدَ غيرة في الأنعم
===================
عبد المجيد عز العرب 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )