شجاعة ومبارزة
في غزوة الخندق
خرج عمرو بن عبد وُدّ ، وهو مقنعٌ بالحديد فنادى : مَنْ يبارِز؟فقام علي بن أبي طالب فقال : أنا لها يا رسول الله .
فقال صلى الله عليه وسلم : إنه عمرو اجلسْ ..........................ثلاث مرات
ثم قال عمرو بعد الثالثة :
ولقد بحِحْتُ من النِداء لجمعهم ؛ هل من مبـارزْ ؟
ووقفتُ إذْ جَبُنَ المشجعُ موقف القِرْنِ المناجــز
ولذاك إني لأم أزلْ متسرعًا قبل الهزاهـــــــــز
إن الشجاعة في الفــتى والجود من خير الغرائز
فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : يا رسول الله أنا ؛ وإن كان عمْرًا
فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمشى إليه عليٌّ حتى أتاهُ فقال له :
لا تعْجَلَنَّ فقد أتاكَ مُجِيبُ صوتِكَ غيرُ عــــاجز
في نِيَّةٍ وَبَصِيـــرَةٍ والصدقُ منجي كلَّ فائـــــــــز
إني لأرجو أنْ أُقِيمَ عليكَ نا ئحَة الجنـــــــــــــائز
منْ ضَرْبَةٍ نجلاءَ يَبْقَى ذِكْــرُها عند الهزائــــــز
فقال له عمرو : مَنْ أنتَ ؟!
قال : أنا عَلِيُّ
فقال عمرو : ابن عبد مناف ؟
قال : أنا علي بن أبي طالب
فقال : يا ابن أخي من أعمامك من هوَ أَسَنُّ منك ؛ فإني أكره أن أُهْرِيقَ دمكَ
فقال علي : لكني والله لا أكره أن أهريقَ دمكَ
فغضب عمرو فنزل ، وسَلَّ سيفَهُ كأنه شُعْلَةٌ من نار ، ثم أقبل نحوَ علىّ مغضبا واستقبلهُ عليٌّ رضي الله عنه بدرقته
فضربه عمرو في درقتهِ فقدها ، وأثبت فيها السيف ، وأصاب رأسه فشجها
فضربه عليٌّ على حبل عاتقه ، فسقط وثار العجاج ، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير ؛ فعرف أن عليا قد قتلهُ
وبعث المشركون إلى رسول الله يشترون جيفته بعشرة آلاف درهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو لكم لا نأكل ثمن الموتى
رضي الله عنك يا علي بن أبي طالب وكرم الله وجهك
يا منْ تعلمت الشجاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس .