حب القراءة وكيفيته بين الماضي والحاضر .( اللغة العربية )

من أهم فروع اللغة العريية التي يبدأ بها التعليم مراحله الأولى فرع القراءة وتنميتها نطقا وفهما للمعنى المنطوق والقراءة أول درس نزل في القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولقد مرت عملية تدريس فن القراءة بمراحل متعددة لها أهداف وأغراض تختلف وسائلها من عصر إلى آخر قديما وحديثا وسوف نوضح هذا التطور من خلال هذه المساهمة إن شاء الله ورد في كتاب (تعليم اللغة العربية ) للأساتذة د. فتحي على يونس والدكتور محمود كامل الناقة والدكتور رشدي أحمد طعيمة في الفصل السادس من الجزء الأول معنى القراءة وتعليمها : القراءة عملية عقلية تشمل تفسير الرموز التي يتلقاها القاريء عن طريق عينيه وتتطلب فهم المعاني والربط بين الخبرة النفسية والمعاني المقروءة بشكل كبير . فالقراءة بذلك نوعان متصلان : الشكل الميكانيكي أي الاستجابات الفسيولوجية لما هو مكتوب ، والعملية العقلية التي يتم فيها تفسير المعنى وهي تفكير واستنتاج معقدة ؛ بدليل أن الطفل المتدرب على الحروف الشكلية ونطق الكلمات فقط ليس قارئا جيدا لأنه في معظم الحالات يفشل غالبا في فهم ما يقرأ بسهولة وهذا جانب حوهري في تنمية قدرات القراءة عند المرحلة الأولى ؛ فعلى المعلمين أن يدركوا ذلك جيدا وهم يعلمون التلاميذ الطريقة الصحيحة للعمليتين الأولى والثانية لتنمية التفكير الخلاق ووزيادته بالمزيد من فهم المعنى المتسع وإبداء الرأي فيه بالنقد وقراءة الأفضل والأصوب في سياق الكلمة في الأسلوب والجملة ، وهذا ما يتمشى في تطور معنى القراءة من الماضي إلى الحاضر وتغير أهداف تعليمها . ففي سنة 1927 م كان من أهداف القراءة : زيادة الثروة اللغوية وبدء عملية فهم المعنى وتنمية الرغبة في قراءة الكتب ، واستمر العلماء في الثلاثينيات إلى الأربعينيات في استهداف أهمية القراءة الصامتة في فهم المعنى بعد صحة النطق فكانت فترة لتثبيت مفاهيم سابقة في تدريس القراءة وفي نهاية الخمسينيات 1957م بانطلاق القمر الروسي للفضاء مما نسب قصورالتعليم القومي في أمريكا إلى فشل حجرة الدراسة في تحقيق التقدم العلمي وخاصة في تعليم القراءة ، فاستهدف المربون في الستينيات الطريقة الميدانية الكلية في التعرف بالقراءة المرئية على الظواهر الطبيعية لمزيد من التركيز على تثبيت المعنى أكثر ، وكان الناس يتذكرون القراءة في الكتاتيب على الألواح للكلمات ، ثم بدأ الاتجاه العالمي لنظرية أن تنمية القراءة يقوم على نشاط فكري يستلزم جماع شخصية المتعلم في الأبعاد الأربعة لتمنية قدراته القرائية وهي التعرف ــ والنطق ــ والقراءة ــ والفهم والنقد وحل المشكلات بكلمات قريبة المعنى والدلالة ، وغرس عادات القراءة الجيدة بالتشويق إليها حتى يُشرب في قلبه حب القراءة المتنوعة، فالقراءة مفتاح الحياة والدين ،والخير كله ، فبعد أن كان الجاحظ يقول في الماضي ( الكتاب وعاءٌ مُليءَ علما ، وظرف حُشِيَ ظُرْفًا وبستان يحمل سلة جمال وروعة ، وناطق ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء ) ، ونحو قول المتنبي في شعره : أعزُّ مكانٍ في الدنى سرج سابح = وخير جليس في الزمان كتاب ، وجاء شوقي أمير الشعراء ليقول : أنا من بدَّلَ بالكتب الصحابا = لم أجدْ لي وافيا غير الكتابا . جاء العصر الحديث بتقنياته المبهرة الجديد في القراءة عبر الهواتف الناقلة والتابلت في المدارس والأجهزة التي بدأ تزيد من مهارات البحق عن النفع العام وتطور الحياة في الحواسب والتالفاز والإذاعة واللقاءات مع الشخصيات المختلفة من جوانب العلم والتقدم الثقافي في المتجمعات العربية والغربية وهذه الطريقة التي أطلق عليها الطريقة التحليلة التركيبية للحرف والمقطع والجملة في الصوتيات لنقل مجالات الخبرة بالقراءة النامية بالقدرة على الاستنتاج والفهم الموجه للأهداف البعيدة لنمو المجتمع وتقويم المقروء في المجالات الثقافية والأدبية والاحتفاظ بالأفكار وتطبيقها وتفسيرها ، فأصبحت القدرة على القراءة بمفاهيم العصر مهارة فعالة يدفع فيها القاريء عينيه عبر الصفحة بأقصة سرعة يسمح له بها فهمه ، ومع ذلك فالقراءة البطئية ليست بالضرورة قراءة ضعيفة فقد تعطي الفرصة للتمتع بجمال الوصف وبالتقويم المناسب لذا تنجح طريقة حفظ القرآن وتلاوته بالتكرار والبطء الضابط للنطق والفهم لمعاني ومستهدفات الآيات في تدبر الدلالات والتوجيهات الدقيق لأحكام وأوامر الشريعة الإسلامية وما تنهى عنه . وهي القراءة الغضة التي كان يحب أن يسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من القراء من الصحابة رضي الله عنهم من حفظة القرآن الكريم . والله يوفق المعلمين إلى ربط تنمية القراءة للمفاهيم العصرية المرتبطة بقيم ومباديء التوجه بالإنسان إلى الحياة الأفضل لدنياه وآخرته على السواء .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )