ضبطُ الكلمة في موضعها يوضح معناها ( نحو )

في البلاغة العربية يقول العلماء :إن أقسامها ثلاثة هي : البديع ـ المعاني ـ البيان وعلماء النحو القدماء قاموا بضبط الكلمات في الأسلوب العربي الفصيح بعلامات التشكيل ( الفتحة والضمة والكسرة والسكون ووضعوا الشدة ؛ ليتوافق استعمال أو استخدام كل كلمة في اللغة العربية مع أقسام البلاغة وأهمهما لفهم المقصود من الكلمة هو بيان هدفها ومعناها في موضعها بهذا الضبط الدقيق على حروفها .فقد تكوت الكلمة الواحدة في مكان ما : اسما ، ونفي الكلمة بضبط آخر في مكان آخر : حرفا وقد تكون في مكان آخر فعلا !!! والقانون الواضح في الضبط اللغوي الصحيح في نطق اللفظة في موضعها هو ما يبين ويوضح للسامع أو القاريء معناها وإعرابها في جملتها ؛ ولنأخذ أنموذجا للتفسير وليس للحصر في كلمات المعجم اللغوي العربي الواسع نحوَ كلمة : أي ويعجب القاريء للمقال إذا علم أن لهذه اللفظة البسيطة قليلة الحروف أكثر من عشر معان مختلفة بحسب ضبطها الصحيح في موضعها التي توضع فيه أَيْ : بفتح الهمزةِ، وسكون الياء تأتي على ثلاثة وجوه اقرأ هذه الجمل :أَيْ محمد هل ذاكرتَ درسك ؟ ،رأيتُ غضَنفَرا أَيْ أسدا ، وقد يضاف إليها ألفا بعد فتح يائها فتقول : أَيَا محمد هل ذاكرت درسك ؟.. ففي الجملة الأولى والثالثة تكون ( أي (: حرف نداء مبنيُّ على السكون بمعنى : يا محمد ، وفي الجملة الثانية : تكون حرف تفسير مبنية على السكون أيضا يعربُ ما بعدها عطف بيانٍ على ما قبلها أو بدلا منه بمعنى يعني أسدًا ، واستخدام أي في أسلوب بمعنى الاسم فتأتي الهمزة مفتوحةً والياء مفتوحة مشددة مثل : 1- اسم شرطٍ مفعولا بد مقدما منصوبٌ وعلانة نصبه الفتحة بمعنى اسم الموصول كقولنا : أيَّ طالبٍ تكرمُ أكرم. 2- تأتي أيّ / أداة استفهام نحو قوله تعالى : فَبأَيِّ حديثٍ بعده يؤمنون . فأيّ هنا اسم مجرور وعلامة جرِّه الكسرة .3- تأتي أي اسم موصول نحو قول الله تعالى : لَننزعَنَِّ من كلِّ شيعةٍ أَيُّهم أشد على الرحمن عِتيا .4- تعرب أيّ صفة إذا سُبِقَتْ بنَكِرة نحو : محمدُ رجلٌ أيُّ رجلٍ . وتكون صفة لرجل قبلها مرفوعةوعلامة رفعها الضمة لآن رجل قبلها نكرة 5- وتعرب أيّ حالا إذا سُبقتْ بمعرفة نحو : مررت بعبد الله أيَّ رجل ؛ فهي هنا حال منصوب لأنها وقعت بعد معرفة . 6- تأتي وصلةً لنداء ما فيه ال حيث لا يمكن نداء المقترن بأل مباشرة ؛ فتكون أي هي الوسيلة لندائه نحو : يا أيُّها الرجل أقبلْ ؛ فتكون يا: أيُّ ــ ها ــ الرجل :ياء أداة النداء مبنية على السكون ، وأيُّ : منادى مبني على الضّم في محل نصب ، وها : أداة تنبيه مبنية على السكون ، والرجلُ : صفة مرفوع وعلامة رفعه الضمة . كما تستخدم إَيْ بكسر الهمزة وسكون الياء / حرف جواب بمعنى : نَعَم فقد تقع بعد الاستفهام نحو قول الله تعالى : ويستنبئونك أَحَقٌّ هو ؟ قلْ إِيْ وربي إنه لحق ) وهذه هي عظمة الدقة النحويةوالبلاغية والبيانية في لغتنا العربية التي نفخر أننا نتكلم بها ونفهمها بحفظ الله لها إلى يوم القيامة عن الاندثار كغيرها من اللغات . والحمد الله . ربَّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ... قل ربَّ زدني علما . والله أعلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )