مراجعة وتدقيق لغوي للفصل (19) من رواية فيف لاكلاس

الجزء التاسع عشر خرجت غالية على صوت سي الطاهر الذي بادرها بقوله: —"الأمر أخطر مما كنا نتصور ! تعالي معي". أردفها على الحصان و انطلق مسرعا لا يعرف له وجهة. أين يبحث عن خديجة؟ ولأول مرة أحسّ بالضعف و العجز و هو القوي الذي لا يهاب رصاص الاحتلال. —"لا أفهم لماذا تجوب الجبال هكذا؟ هل تتصور أن خديجة تستطيع أن تأتي إلى هنا"؟ —"لا أعرف يا غالية، أفكار سوداء ترهقني"!. لم تعلق غالية على كلامه، فقد انتابتها رعشة و تخيلت ألف حكاية و حكاية، فخديجة بدأت تكبر و الوساوس بدأت تخامرها. يا رب احم ابنتي و قرة عيني و لا ترِني فيها مكروها، يا رب. شارفت الشمس على المغيب و الحكيم ما زال على حصانه يجول و لا يعرف أين يتجه. ترجل سي الطاهر و أنزل غالية و جلس ليرتاح ويرتب أفكاره. —"ماذا نفعل الآن؟ هل نعود إلى القرية علنا نجد خديجة أو نسمع أي خبر؟ أرشديني يا غالية فلم أعد أستطيع التفكير السوي". كان في خرج الحصان قارورة ماء، أخذتها غالية و بدأت تبلل وجه زوجها و تسقيه قائلة: —"يا سي الطاهر يبدو أننا نبالغ في أفكارنا السوداء هذه. استعذ بالله يا رجل، لا تخف فخديجة في حفظ الله. ارتح قليلا و لنعد أدراجنا إلى البيت". و فجأة سمعا طلقا ناريا هز المكان. التفت الحكيم و زوجته في ذعر فإذا فيلق من "الجندرمة الفرنسيس" يمشط الجبل. اقترب منهما أحد الجندرمة مشهرا عليهما سلاحه و أمرهما باتباعه ليتحقق من سلامة أمرهما. عندها تكلم الحكيم و قال أنا ممرض القرية و هذه زوجتي كنا نزود الأهالي بحبة الكينا. لم يسمعه "الجندرمي" و واصل اقتيادهما نحو باقي الفيلق.و بعد سين و جيم و نقاش حاد ركب الحكيم حصانه و عاد إلى القرية و فكره مشغول مشوش بغياب ابنته. كانت فاطمة تقف على مشارف القرية و قد أمسكت خديجة من يدها تنتظر سي الطاهر و غالية لتبشرهما بعثورها عليها. كادت غالية تسقط من على الحصان حين رأت خديجة و جرت تقبلها و تحتضنها و تسألها أين كانت.أما الحكيم فقد ترجل من على الحصان و جلس على الأرض لا يدري ما يقول. تكلمت خديجة بصوتها الباكي: — "كنت عند خالتي محبوبة و قد اشترت لي الحلوى و أدوات التصوير. بقيت عندها لأنني نمتُ عندما أجلسَتني على ركبتيْها و بدأت تلعب بشعري و تغني لي أغاني حزينة". ضربت غالية كفا بكف: — "كيف نسيتُ هذا؟ كيف لم نسأل الخالة محبوبة"؟ فمنذ أن ماتت ابنتها كانت تشتري اللعب و الهدايا لخديجة و ترجو غالية أن تتركها عندها بعض الوقت و كانت غالية لا تمانع لأنها أحست بحرقتها على "حياة" ابنتها التي غرقت في البئر. أركب سي الطاهر غالية وحدها على الحصان ومضى الجميع متجهين نحو البيت متعبين، لكنهم كانوا سعداء. يتبع المدقق اللغوي المراجع / لم أجدْ أي خطأ في هذا الفصل من جانب اللغة العربية فجزاك الله خيرا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )