باب ( العَلَمِ ) في النحو العربي

للنحو في اللغة العربية كتب متعددة تشرح أبوابه وتقسيماته منها ما كُتِبَ بالشعر ، ومنها ما كتب بالنثر لبيان القواعد العربية في هذا العلم الواسع الذي يعتبر كالملح في الطعام لا غنى عنه لمحبي اللغة العربية ومن أبوابه ( باب العَلَم ) : وهو الاسم المُعَيَّنُ مُسَمَّاهُ غير المتناول أمثاله وينقسم العلم إلى قسمين : 1- العلمُ الشَّخصِيِّ / وهو الذي يختصُّ بالأشخاص ؛ مثل محمد ومكة ، وإبراهيم ، وهاجر وهذا النوعُ من الأعلامِ منه : المرتَجَلُ ، والمنقولُ ؛ أما المرتَجلُ فهو ما وُضِعَ من أوَّلِ الأمرِ للعَلمية ( علمًا ) مثل : اُدُدٌ اسم رجل ، وسعاد اسم امرأة ، وغطفان اسم قبيلة أما العلم الشخصي المنقول فهو ما وُضِعَ غير علمٍ في أول الأمر ثم نُقِلَ إلى العلمية بعد ذلك وأصبح في الغالب في الأعلام وموارد المنقول منها في هذا النوع نحو : المصدر / كزيد ، وفضل واسم الذات / كأسد ونعمان وأن يكون وصفا لفاعل / كجارث ، وباسم أو من وصف لمفعول / كمنصور ومحمد أو كان فعلا ماضيا / كسما و شمر أو كان فعلا مضارعا / كيشكر ويزيد ويعرُب وأحمد أو كان جملةً فعلية / كتأبط شرًّا ، وشاب قرناها ، وبَرِقَ نحره ثم ينقسم العلم الشخصي في فروعه تلك أيضا إلى قسمين آخرين هما : الوضعي الاستعمالي ، وهو الذي يقصد وضعه علما من حين استعماله في مسماه( مرتجلا كان أو منقولا )مثل (سعاد وسعيد والقسم الآخر هو العلم الاستعمالي فقط /وهو الذي لم يقصد وضعه علما أول استعماله وإنما يغلب عليه ذلك بسبب كثرة الاستعمال له كعلم معروف مثل / ابن عباس لبعد الله بن عباس ، والبيت ( للكعبة ) وهذا النوع يكون منه المقترن بأل التعريفية ( كالمدينة ــ يثرب ، والبيت ( للكعبة ، والنجم للثريا ، والأعشى (لميمون بن قيس ) ومنه أيضا المضاف / كابن عباس ، وابن عمر ، وابن مسعود للعبادلة الصحابيين المعروفين ؛ عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن مسعود ثم يذكر علماء النحو والقواعد تقسيما جديدا في باب العلم ؛ فيقولون : يكون مفردا ومركبا والمفرد منه مثل / جعفر ، وخديجة ، والمركب ينقسم إلى مركب إضافي ، ومركب مزْجِي ومركب إسنادي فالمركب الإضافي مثل / عبد الله ، أبو طالب ، ابن عباس والمركب المزجي مثل / بختنصر و بعلبك ، وحضرموت ، سيبويه والمركب الإسنادي مثل / تأبط شرا وهو المنقول عن جملة ومثل ( شاب قرناها ) وهي اسم قبيلة كما ذكرنا من قبل ، قال فيهم الشاعر : كذبتم وبيت الله لا تنكحونها = بني شاب قرناها تصر وتحلب وهناك تقسيم ربما تناولته من قبل للعلم أيضا وهو انقسامه إلى اسمٍ ــ وكُنْيَةٍ ــ ولقبٍ أما اللقبُ : فهو العلم المُشْعِرُ بِرفْعَة المسمى أو ضعَتهِ مثل زين العابدين للرفعة وأنف الناقة للضعة وأما الكُنيةُ : فهي العلم المركب تركيبا إضافيا من أب ومضافٌ إليه ، أو أم ومضاف إليه متل / أبي الحسن ، وأم كُلْثُوم وأما الاسم / فيطلق على ما عدا اللقب والكنية من الأعلام ، ومواردهُ كالتالي : * أسماءُ الأناسي أفرادا وجماعات مثل عَلِيّ وفاطمة وقريش * أسماء الأزمنة والأمكنة كالجمعة ، والخميس ، ورمضان وشعبان ورجب ودجلة ، والقاهرة ولبنان والأندلس ( اسم حديقة في مصر *أسماء الحيوانات الأهلية / مثل لاحق اسم فرسٍ ، وشذقٌم اسم جمل ، وهيلة اسم شاة ، وعرار اسم بقرة ، وواشق اسم كلب ... نأتي بعد التوضيح والشرح لأقسام العلم الشخصي إلى الحديث عن (العلم الجنسي ) وتقسيماته وتفريعاته ) والعلم الجنسي هو النوع الثاني من أقسام العلم وهو العلم المختص بالأجناس / كذؤابة ويطلق على جنس الذئاب ؛ ومن ذلك / أسامة ويطلق على جنس الأسود ، وثعالة على جنس الثعالب ، وأبي جعدة للذئاب الكبيرة وأم عريط للعقارب وهكذا ومن الأعيان في الأجناس ما كان غير مألوف مثل / هيَّان بن بيان ويطلق على مجهول العين والنسب ، وأبي المضاء ويطلق على جنس الخيول أو الفرس ، وأبي الدغفاء لجنس الأحمق أو الحمقى والحمقاوات ومن العلم الجنسي ما يطلق على الأمور المعنوية مثل / سبحان للتسبيح ، وكيسان للغدر ، ويسار للمسرة ، وبرَّة للمبرة ثم يختتم علماء النحو باب العلم بالقواعد الإعرابية الضابطة لكل نوع وقسم من الأعلام الموضحة أعلاه فيقولون : 1-يعرب العلم المركبُ إسناديا بالحركات المقدرة للاشتغال لأنه محكيّ 2- يعرب العلم المركب تركيبا إضافيا بجر جزئه الثاني لأنه مضاف إليه أما الجزء الأول فبحسب موقعه في الجملة يعرب العلم المركب تركيبا مزجيا في جزئه الأول إن لم يكن مختوما بويه إعراب الاسم غير المنصرف وبحسب موقعه في الجملة3- ويبنى على الكسر إذا كان مختوما بويه ، أما جزؤه الأول فيبنى على الفتح إن كان غير ياء وإلا فيكون بناؤه على السكون مثل ( معدي يكرب 4-يجب تأخير اللقب عن الاسم إذا كان استعمالهما معا مثل علي زين العابدين 5- إذا اجتمع الاسم واللقب وكانا مفردين وجب عند البصريين إضافة الاسم إلى اللقب إذا لم يمنع من الإضافة مانع نحو/ سعيدكرزٍ ، وحارث ذبيان وجوز فيه الكوفيون الإضافة واتباع الثاني للأول بدلا أو عطف بيان ، وإذا منع من الإضافة مانع فالفريقان البصريون والكوفيون يوجبان الاتباع نحو / رأيت الحارث كرزا 6- إذا اجتمع الاسم واللقب وكانا مركبين نحو عبد الله زين العابدين ، أو كان أحدهما مركبا والآخر مفردا نحو عبد الله كرز ، وعلي زين العابدين يجب الاتباع ، وجوزوا في المجرورين قطع التابع إلى الرفع بالابتداء على إضمار ( هو ) وإلى النصب مفعولا به على إضمار ( أعني ) ، وفي المرفوعين القطع إلى النصب فقط ، وفي المنصوبين القطع إلى الرفع فقط 7- يجوز حذف أل من العلم الاستعمالي عند النداء والإضافة نحو / يا أعشى باهلة 8- يجوز استعمال أل مع العلم المنقول للإشارة إلى أصله المنقول عنه ويعبرعنها ب (أل للمحِ الأصلِ ) و ( أل للمح الصفة ) كالعباس والحارس والنعمان والفضل 9- لا يجوز استعمال أل مع العلم المنقول الذي غلبت عليه العلمية فلم يعد يستعمل وصفا مثل محمد فلا يقال المحمد ================ وهذا البحث الدراسي اعتمدت فيه على المصادر التالية * شرح ألفية ابن مالك في النحو العربي * أطلس النحو العربي لجميع المراحل * النحو الواضح للدكتور عباس حسن * باب قواعد العلم من موسوعة الطيبات للعلوم والمعارف بإضافة خبرتي في دراسة علم النحو والتخصص في كلية دار العلوم 1965 وخبرتي في تدريس النحو لطلاب جميع المراحل التعليمة وتوجيه المعلمين قرابة نصف قرن من الزمن والله ولي التوفيق وهو أعلى وأعلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )