سبيل المتفوقين إلى التفوق

السبيل هو الطريق الذي فيه تعب للتجارة والجهاد والعلم وغير ذلك من وسائل العيش الأفضل للإنسان في حياته ونحن نسعي كمؤمنين لتحقيق ذلك من خلال القيم التي ترضى الله سبحانه وتعالى بالحلال والجد والاجتهاد فترقى بالناس إلى الفوز والتفوق والرفعة والرقي والتطور لنا ولأبنائنا فمن هو الطالب المتفوق؟ وكيف يمكن تحديده والتعرف عليه؟ يوصف القرن العشرين والذي نعيشه هذه الأيام بصفات تميزه عن غيره من الصفات من أهمها ما يعرف بعصر الانفجار المعرفي ، والتقدم العلمي الهائل في مختلف المجالات ؛ ومن الطبيعي أن يقود هذا التقدم وما صحبه من تطور تكنولوجي إلى وجود مجموعات من ذوي المستويات العقلية المتميزة ، والتي تحاول الأمم المتقدمة الاستحواذ عليها كطاقات بشرية يمكن الاستفادة منها لمستقبل أفضل لشعوبها وللعالم ومصر كأمة نامية ذات تاريخ حضاري معروف أحوج ما تكون إلى اللحاق بركب التقدم العالمي الذي سبقنا بمراحل كبيرة في مجال التفوق والمتفوقين النابغين في صنع حياة أفضل وعلينا أن نبادر سريعا لخلع أردية التخلف وعدم الاهتمام بالجانب التفوقي في أبنائنا وبناتنا بما وهبهم الله من نعم الذكاء المتمثلة في عقول أبنائها المتفوقين فكريا وعقليا ، والتي أثبتتها الدوائر العلمية العالمية وشهدت لهم بالنبوغ في إمكاناتهم وقدراتهم الخلاقة والمذهلة حين تتاح لهم كل التيسيرات لإبراز نجاحاتهم وتفوقهم فيها ، والأمثلة على ذلك كثير أمامنا ممن حصلوا منهم على جوائز نوبل وغيرها في العلوم المتنوعة ، كالدكتور أحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب وغيرهم . فمن هو الطالب المتفوق ؟ وكيف يمكننا تحديده ؟ وما الطريقة التي نأخذ بيده لتنمية قدراته الذكائية ؟ وما المهارات التي يجب أن يتعلمها ويوجه إليها ؟ وما أنسب الطرق للتدريس له بها ليستمر في تفوقه حتى يثمر خيرا لوطنه ؟ وكيف ننمي التعلم الذاتي لطلابنا المتفوقين ؟ تلك التساؤلات سنحاول أن نجيب عنها بتوضيح أكثر وبيان بالبحث المتعمق في دراستها للوصول إلى ما يمكن أن تفعله مؤسسات التعليم في مصر إن شاء الله ، وبالحديث عن إجابة السؤال الأول عن مفهوم الطالب المتفوق نذكر عدة تعريفات عن مفاهيم التفوق العقلي العام منها: المتفوقون عقليا هم ثروة بشرية هائلة تمثل طاقات مختزنة ينبغي رعايتها ، ومنحها أفضل الفرص في التعليم المتميز للاستفادة منها علي وجه أحسن مما نحن عليه ، وبقدر ما يعنى أي مجتمعٍ بهذه الثروة ، بقدر ما يستطيع أن يجني منهم من ثمار يحققبها تقدمه وطموحاته في الارتقاء ليسهم بذلك في الحضارة الإنسانية الحديثة . ومن مفاهيم معنى المتفوقين الأكثر تحديدا ما قيل عن التفوق العقلي في الأبحاث الدراسية العليا في الدول المتقدمة ما معناه : يعرف التفوق العقلي في ضوء ارتفاع مستوى ذكاء الفرد الذي يتميز بسرعة البديهة ، وسلامة التفكير والانتباه الكامل ، بالإضافة إلى القدرة العالية على الإدراك والتمييز بين عناصر المجال المعرفي الذي يدرسه بشكل متكامل 2- المتفوقون هم أؤلئك المتميزون بارتفاع مستوى التحصيل العلمي الأكاديمي 3- وهم كذلك الذين يعرفون بارتفاع مستوى التحصيل الابتكاري لديهم في مجال دراستهم العلمية المتقدمة ولنضرب أمثلة لتوضيح تلك الجوانب لتحديد الطالب المتفوق عمليا : * إذا كان التفوق يتعلق بالجانب الجسمي فإن البساط أو ( أرض الملعب ) هو الفيصل في هذا الأمر ؛ على أساس أن الصحة هي أن يؤدي الجسم وظائفه بصورة متكاملة ، مع تعاون كافة أجهزة الجسم في هذا المجال وهنا نؤمل في تأهيل الأفراد من ذوي التفوق في المجالات الرياضية على سبيل المثال * وإذا كان التفوق في الجانب الاجتماعي فإن الفيصل هو : كيف يسلك الفرد بسلوكه مع الجماعة ومن خلالها لتأهيل هذه الفئة من ذوي الاستعداد للعمل الجماعي للقيادة وأدوارها وطرائقها وتطويرها * أما ما يخص الطالب المتفوق في مدارسنا في مجال التفوق الأكاديمي التعليمي فذلك يتضح بتكامل وتوفر عوامل عقلية وعوامل شخصية ذاتية وبيئية وكلها تسهم بنفس الكم في دفع التفوق وتكون قوى محركة للتعاون في تحقيق استمرارية االتفوق وإثماره مبكرا للشخصية المتكاملة الناجحة في خدمة نفسها ووطنها والعالم أجمع * يأتي تحديد علماء النفس بوسائلهم لشخصية الطالب المتفوق فكما أن للطبيب أدواته ووسائله العلاجية وسبل العلاج بها ليأتي ذلك بشفاء أفضل ؛ فإن. لعلماء النفس مقاييس تعتمد على اختبارات الذكاء باعتباره تعبيرا عن القدرة العقلية العامة أو قدرة القدرات كما يطلقون عليها وقد قدمت نماذج لاختبارات الذكاء لقياس المتفوقين باختبارات المصفوفات المتتابعة لقياس درجته عند المتفوق ( العالم جون رافن ) وقياس اختبارات الذكاء المصور كما قام بها العالم ( د. أحمد ذكي صالح ) وقياس مستوى الذكاء للراشدين والذي قدمته الدكتورة ( سامية لطفي الأنصاري ) مثل تقديم شرح مبسط لبعض الاختبارات في المجالات المعرفية ؛ كاختبار ضعف الذاكرة ، وقوتها ، والاختبارات للذاكرة التصورية الخيالية ثم ننتقل إلى العنص التالي وهو كيفية تنمية قدرات الطالب المتفوق : والمهارات الاتي يجب أن يتعلمها : أولا : ضرورة توافر التعليم الجيد والتدريس المتكامل بتدريب أمهر المعلمين للقيام نقل تلك الخبرات والمفاهيم المتقدمة ثانيا : ضرورة وجود الدافع القوي والمتحمس والراغب في إنجاز الامهمة بداية من الطالب المتفوق ثم المعلم المتكمن من مهنته ثم المؤسسة التعليمية المتميزةثم الجهة المسيطرة على النظام التعليمي والحكومة الرشيدة بالقيادة العليا للدولة الطامحة لتنافس العالم في تقديم ثمار جهودها في تخرج هؤلاء المتفوقين لنفع الإنسانية كلها ثالثا: الجانب المهم لكل هؤلاء هو التمسك بمكارم الأخلاق والدفاع عن القيم الدينية وممارستها عمليا في سلوكياتهم على هذا الطريق فإذا تمت تلك الجوانب بوضوح كامل ونية صادقة أثمرت تنمية الجهود في خدمة المتوفقين في الوطن ولنا وقفة تالية لنكمل ما تتأثر به في سبيل النجاح بالجهود الفردية للأشخاص والجهود العامة للدولة والمهتمين بهذا الشأن إن شاء الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )