الفرض الثالث في الإسلام ( الزكاة )

م
الإسلام عبادات وعقائد مرتبطان فالعبادة عمل مرتبط بعقيدة قلبية راسخة باعتقاد قولي نابع من إيمان قوي بوحدانية الله تعالى وتأتي الزكاة والصدقات التطوعية ليكون البذل والسخاء بعبادة مفروضة تأتي في الترتيب الثالث بعد إقامة الصلاة والشهادتين وقد ورد عن ميمون بن مهران عن أبي ذر رضي الله عنه قال : الصلاة عماد الدين ، والجهاد سنام العمل ، والصدقة شيء عجيب ، والصدقة شيءعجيب والصدقة شيء عجيب ، وسئل عن الصيام فقال هو قُربةٌ قبل فأي الصدقة أفضل ؟ قال / أكثرها فأكثرها ثم قرأ قوله تعالى : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) قيل : فمن لم يكن عنده قال فعفوٌ ومال قيل فمن لم يكن عنده مال ؟ قال فعفو وطعام ، قيل فإن لم يكن عنده ، قال يعين بقوته قيل فمن لم يفعل ؟ قال يتقي النار ولو بشق تمرة ، قيل فمن لم يفعل قال يكف نفسه يعني لا يظلم الناس قال صلى الله عليه وسلم : حصِّنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة ، واستقبلوا أنواع البلاء بالدعاء وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :ما نقص مال من صدقة ولا عفا رجلٌ عن مظلمةٍ إلا زاده الله بها عِزًّا وما تواضع رجلٌ إلا رفعه الله تعالى ) وروي عن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( ما نقض قوم العهد إلا ابتلاهم الله تعالى بالقتل ، ولا ظهرت فاحشة في قوم إلا سلَّطَ الله عليهم الموت ، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس عنهم القطر ) وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أدَّى الزكاة وقرى الضيف وأدى الأمانة فقد وُقِىَ شُحَّ نفسه، يعني دفع البخل عن نفسه وقال أحد الفقهاء رحمهم الله ورضي عنهم : عليك بالصدقة والزكاة بما قل منه أو كثر كما جاء به الإسلام فإن فيها عشر خِصال محمودة ؛ خمسة في الدنيا ، وخمسة في الآخرة ؛ فأما الخمسة التي في الدنيا فأولها تطهير المال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا إن البيع يحضره اللغو والحلف والكذب فثوِّبوه بالصدقة والثاني أن فيها تطهير للبدن من الذنوب كما قال الله تعالى عز وجل : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ، والثالث أن فيها دفع للبلاء والأمراض كما قال النبي عليه الصلاة والسلام داووا مرضاكم بالصدقة ، والرابع أن فيها إدخال السرور على المساكين ، وأفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمنين ، والخامس أن فيها بركة في المال وسعة في الرزق كما قال تعالى وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وأما الخامسة التي في الآخرة فأولها أن تكون الصدقة ظلا لصاحبها من شدة حر يوم الحساب ، والثاني أن فيها خفةُ الحساب ، والثالث أنها تثقل الميزان ، والرابع جواز على الصراط ، والخامس زيادة الدرجات في الجنة ؛ ولو لم يكن في الزكاة والصدقات فضيلة سوى دعاء المساكين لكان الواجب على العاقل أن يرغب فيها ويؤدي الفرض منها فكيف وفيها رضا الله تعالى ورغم أنف للشيطان لأن الصالحين المؤمنين همتهم طاعة الله والامتثال لأواره في الصدقة والزكاة . وتتعدد الزكوات المفروضة وأولها زكاة الفطر بعد انتهاء فريضة الصيام ، والأضحيات للقادرين قبل صلاة عيد الأضحى ، وزكاة النقدين الذهب والفضة ، وزكاة التجارة ، وزكاة الزروع والثمار ، وزكاة المال إذا بلغ النصاب وهذه الأنواع حدد الشرع أنصبتها تحديدا لا عنت فيه على الأغنياء في شيء بل فيها تزكية ونماء لأموالهم وطهارة وتكافل اجتماعي يؤلف بين قلوب الفقراء والمساكين والأغنياء الصالحين الطائعين المنفذين لأوامر الله في إخراج زكاتهم ، وإبعاد الأحقاد والكراهية بين أفراد المجتمع الإسلامي وفي ذلك تقوية للدين والعلاقات الطيبة بين الناس وتقليل جرائم السرقة والغصب والقتل التي نراها ونسمع عنها في المجتمع في هذه الأيام لبعد الناس عن الطريق المستقيم في تنفيذ أحكام الدين، وتؤدى زكاة الزروع يوم حصاد المحصول كما ذكر الله تعالى في كتابه العزيز /وآتوا حقه يوم حصاده . وآخر فتوى عن نصاب الزكاة النصاب الشرعي للمال الذي يجب إخراج الزكاة فيه هو ما يعادل قيمته 85 جرامًا من الذهب عيار21 في4 ‏/12‏/2019 كما أفتت بذلك دار الافتاء المصرية ================ والله تعالى أعلى وأعلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )