إلحاق أسماء الإشارة في باب التطور النحوي
استكمالا لبحثنا السابق في التطور اللغوي للنحو العربي وتشابه بعض أمور قاعدته مع اللغة الدارجة أو العامية يوضح شرح الفيديو أعلاه
إلى دخول أسماء الإشارة في قراءات آية ( إن هذان لساحران ) لموضوع نمو اللغة وتطورها كما ورد في القراءات المختلفة للقرآن الكريم
فالمعروف في الفصحى أنَّ ترتيب الجملة الفعلية البسيطة يتقدم الفعل ويعقبه الفاعل قاعدة نحوية عامة وإن حدث العكس وهو تقدم الاسم على الفعل عُدَّ ذلك أسلوبا خاصا يقصد به نوع من التأكيد ، وهذا على طول الخط بعكس المتبع الصحيح في العاميات بوجه عام ؛ حيث إن بدء هذه الجملة في العاميات يكون بالاسم لا بالفعل ، ولا يبدأ عادة بالفعل قبل الاسم إلا في حالة خاصة للتأكيد مثلا أو الاستفهام .
ويلحق بباب ترتيب الجملة أمران آخران مُهِمَّان ظهرا في اللهجات العامية هما :
الاستغناء عادة عن المفعول لأجله بصورته الفصيحة المعهودة وطورت العامية لنفسها أسلوبا آخر يقوم مقام الأسلوب الفصيح فبدلا من أن يقول المتحدث بالعامية ( قمت احتراما له ) يقول ( قمت لاحترامه أو يستعمل لفظة عامية ( علشان ) مع أنه يسمع من المثقفين أحيانا استعمال المفعول لأجله بصورته الفصيحة دون إعراب وإن لم يكم من المتخصصين في اللغة العربية ولكن دون إعراب
والأمر الآخر الذي يلحق بباب ترتيب الجملة هو في ( الحال ) : والتعبير عن الحال فالقاعدة الفصيحة هي أن التعبير عنه يكون باسم مشتق هو وصفٌ غالبا ، أما في العامية فقد طورت لنفسها أسلوبين لهذا الباب هما :
* إما التعبير عن الحال بصورته الفصيحة الأصل في اللغة العربية فتستعمل اسما مشتقا هو وصف
* وإما باستعمال الفعل المضارع المتصل به في أوله حرف الباء فيقولون ( شفتُه بيضحك وهذا الأسلوب الأخير باستعمال الأداة في آخر الجملة هو الأعم الأغلب في اللهجة المصرية
ومن هذا الباب ترتيب اسم الإشارة في الجملة البيانية أو التعبير البياني المعروف في الفصحى أنه يسبق الاسم دائما ولا يتأخر عنه فنقول : هذا الولد ، وهذان الولدان ، لكن في العامية يأتي العكس التي تتبع نظاما مختلفا تماما في استعمال اسم الإشارة في اللهجات في نفس الأسلوب فيقولون : الولد ده ، والكتاب دا
واختلاف التطابق في الجملة التي تشتمل على اسم إشارة المثنى فقد عوملت في التطابق معاملة الجمع تماما فتقول العامية : الولدين دول وليس كالفصحى هذان الولدان . .
والله تعالى أعلم .
تعليقات