اختلاف التطابق في ترتيب الفعل المضارع

إن توزيع الفعل المضارع في الجملة العربية يأتي في اللغة الفصحى بصورة واحدة هي التي تبدأ بأحد حروف ( أَنَيْتُ ) الهمزة أو النون أو الياء أو التاء وهذه الصورة للفعل تدل على الحال أو الاستقبال ولكن ليس بنفسها بل بإضافة شيءٍ إليها ــ أما في العامية فقررت أن هناك صورتين الأولى منهما تشبه اللغة الأم العربية الفصحى التي تبدأ بأحد حروف أنيتُ والثانية يضاف إليها حرف الجر الباء في أولها وهما صورتان تختلفان في العامية من حيث الدلالة والتوزيع فنجد أن الصورة الأولى وهي الخالية من الباء يدل على الاستقبال نصًا وتحتاج إلى إضافة شيء إليها للدلالة على ذلك فيقولون في اللهجات العامية : حَقُوله ، أو راح أقوله ، هذه الصورة نفسها يجب أن اكون هي المستعملة في اللغة العامية بعد اختيار مجموعة ألفاظ معينة مثل : لازم أو من الواجب أو من الضروري ونحوها من تلك الألفاظ التي تأتي بعدها أنْ عادة ظاهرة أو مقدرة ، وكل هذا بعكس الصورة الثانية فهي لا تستعمل في الاستقبال بحال من الأحوال ــ بخلاف بعض اللهجات العربية الحديثة الأخرى حيث تستعمل هذه الصيغة للدلالة على الاستقبال أيضا نصا كما عند اللهجة اللبنانية الشمالية والوسطى ، أما الصورة الثانية نفسها التي تلحق بها الباء في أولها فتدل على شيئين واضحين في اللغة العامية المصرية * الدلالة على العادة يقولون بياكل كثير بيروح السينما كثير * التلبث يالفعل : بيكال أي أنه يأكل الآن ولقد بدا لنا في متابعتنا للبحث ظاهرة جديدة واضحة في اللهجات العامية أنها طورت لنفسها نظاما للفعل يختلف عن نظام القواعد في اللغة الفصحى والمعروف أنه عند علماء النحو في الفصحى أن الأفعال قسمان : تامة وناقصة ، التامة تحتاج إلى فاعل والناقصة تدخل على المبتدأ والخبر مثل كان أما في العامية فنظام الأفعال المطور لها هو : أفعال أساسية مثل : ضرب ولعب وأكل وشرب وأفعال مساعدة ومن خواصها أنها لا تستعمل وحدها بحال من الأحوال وإنما تحتاج إلى فعل آخر ينضم إليها تاليا لها نحو قولهم : قعد ينكلم لمَا شبع فكلمة قعد ليست أساسية ولا تامة وإنما هي فعل مساعد والفعل الرئيسي في التعبير أو الأسلوب أو الجملة هو يتكلم والأفعال المساعدة في اللهجة العامية المصرية كثيرة جدا منها على سبيل المثال لا الحصر : قعد ــ راح ــ قام ــ فِضِل ــ تَنُّّه بمعنى استمر وغيرها وهذه الأفعال المساعدة في العاميات بوجه ىعام قد تطورت تطورا ضخما في اللهجات في الوطن العربي مما يتحتاج إلى بحث مستقل للمهتمين بهذه الدراسات وتمنياتي لهم بالتوفيق . وإلى بحث بلاغي إن شاء الله قريبا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )