بحث في الفرق بين الكلام والكلم والقول

 قال ابن مالك في ألفيته التي يعرض فيها قواعد النحو بنظم شعري 

ثم يفوم بتوضيحه وشرح القواعد والأمثلة عليها :

كلامنا لفظ  مفيد كااستقم = واسم وفعل ثم حرف الكَلِمْ

واحده كلمةٌ والقـــول عـمّ = وكلمةٌ بها كلامٌ قـــدْ يُـــؤَم

وببحثنا عن لفظ ( القاف والواو واللام ) وعن مشتقات هذا الأصل في حروف اللفظ 

من فعل ماضٍ ومضارعٍ وأمرٍ ومصدرٍ مبني للمعلوم أو المجهول نحو : قَـال وقـِـيلَ 

في تصريفات هذه المشتقات مع المفرد والمثنى والجمع للمذكر والمؤنث في آيات سور القرآن الكريم 

وبعد أن نفرق أولا بين معاني ألفاظ ( العنوان ) القول الكلام والكلم  من ناحية اللغة العربية في المعاجم المعروفة لدينا

نجد هناك فروقا في معنى كل كلمة منهم كالتالي :

معنى / الكَلَام عند ابن قتيبة من علماء اللغة والكلام (بتصرف واختصار من المدون) الكلام أربعة أقسام لغة القوم من البشر وغيرهم وهوه أربعة أقسام ٪ أمر وخبر واستخبار ورغبة؛ ثلاثة منها لايدخلها الصدق والكذب وهي الأمر والاستخبار والرغبة؛ وواحد يدخله الصدق والكذب وهو الخبر والحد بين الزمانين أي الفاصل فيه بين الماضي وبداية الزمن الجديد بعده يحدث فيه هذيان كثير في الأخبار بل في الخبر الواحد من التصديق والتكذيب للمتكلم الكبير الذي عاصر الزمان المنتهى وقته والزمان بجيله الذي لم يعاصر ما قبله فيصبح الكلام بالخبر وبالا عليه في لفظه وقيدا للسانه وعيا في محافل الخبر المتكلم به صاحبه وضرب ابن قتيبة َ مثالا على كلامه فقال : بلغني إن قوما من أصحاب الكلام سألوا محمد بن الجهم البرمكي َمن المتكلمين بالأخبار وأصحاب المنطق أن يذكر لهم مسألة من حد المنطق حسنة لطيفة ( والسؤال في أنواع الكلام استخبار) والجواب من المتكلم أو المسؤول خبر . فقال لهم :ما معنى قول الحكيم :( أول الفكرة آخر العمل وأول العمل آخر الفكرة؟ وهو يسأل ليجيبوه من وجوه الخبر المتعددة الكثيرة وهذا ذكاء في المنطق. فسأوله التأويل لثقتهم في صدق علمه وبيانه وبلاغته فأجابهم :مثل هذا الكلام كمثل رجل قال :إني صانع لنفسي كنا أي ركنا حصينا فوقعت فكرته على السقف ثم انحدر فعلم أن السقف لايكون إلا على حائط وأن الحائط لايقوم إلا على أس وأن الأس لا يقوم إلا أصل ثم ابتدأ في العمل بالأصل ثم بالأس ثم بالحائط ثم بالسقف فكان تفكره هو آخر عمله وآخر عمله بدء فكرته) وقد يقول قائل في الخبر عن هذه المسألة وهل يجهل أحد هذا حتى يحتاج إلى إخراجه بهذه الصورة من الكلام والألفاظ الهائلة في استخباره عن شيئ واحد هو التأويل؟ إنها بلاغة المنطق والبيان لمحاولة الإبتعاد عن إدخال الخبر في جانب الكذب بالإطناب إو الإيجاز في عرضه في كلامه ليصدقه المستمع تعالى 

من

معنى / القولُ : هو النطق وما يسمى عند العلماء  علم الأصوات واللسانيات وهو أعم من الكلام والكلم ( قالت نملة يا أيها الملأ...

أما  الكلم  : فهو اختصار  القول والكلام بما فيه بلاغة وإيجاز  فيه من الحكمة والبيان ما يـؤدي المعنى المقصود بقوة ووضوح. ومنه الأحاديث النبوية الشريفة. وكما ذكر  ابن مالك في أول آلفيته فإن الكلمة الواحدة من الكلام قد  تؤم وتقود بمقام مجموعة غيرها من الكلام  ( وكلمة بها كلام قد يؤم) 

وقد ورد مصدر القول في آيات كثيرة في القرآن الكريم ، بعضها يصف الجميل والبعض الآخر يصف القول القبيح عكسه

فوصفه على  سبيل المثال لا الحصر : عندما جاء بعد المصدر كلمة ( معروفا ) نحو الآيات : 

في الآية 235 من سورة البقرة /  يقول سبحانه وتعالى :( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خِطْبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدونهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ، ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله .......)

وفي الآية 5 من سورة النساء قال تعالى :( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا ) وكذلك في الآية 8 من النساء :( وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا )

وفي سورة الأحزاب الآية رقم 32 يقول تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقُلْنَ قولا معروفا )

وورد القول السديد في الآيات : 9 من سورة النساء يقول تعالى :( وليخش الذين تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا )

والآية 70 من سورة الأحزاب :قال تعالى :( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا )

وورد وصف المصدر بكلمة ( كريما ) كما في الآية 23 من سورة الإسراء يقول تعالى فيها :( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )

وورد في وصف ( قولا ) صفة ( ليِّنَا ) في الآية رقم 44 من سورة طه قال تعالى في خطابه لموسى وهارون عليهما السلام  عندما بعثهما إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى توحيد الله وعبادته  :(  فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )

وورد وصف ( قولا ) بكلمة ( ميسورا ) في الآية رقم 28 من سورة الإسراء قال تعالى :( وإما تعرضنَّ عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ) في النصح ببر الوالدين

وللبحث بقية  إن شاء الله 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )