دروس من غزوة بدر
ينبغي أن نحيا مع منهج الإسلام المتكامل لنربط بين ماضينا البطولي المشرف وحاضرنا فمن ليس له ماض ليس له حاضر ،،ونتذكر قول رسولنا صلى الله عليه وسلم: ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ؛ كتاب الله وسنتي ) إنه منهج حياة المومنين وغزوة بدر امتلأت بالدروس والذكريات المجيدة والتي سماها القرآن الكريم ( بالفرقان ) في سورة الأنفال الآية 41 ( .... إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير
ونحن مقبلون على العشر الأواخر من رمضان المبارك والتي كان صلى الله عليه وسلم فيها يشد مئزره ويوقظ أهله ويكثر فيها من ذكر الله وعبادته ، فعلينا أن نتأسَّى بسلوكه وصحابته في تذكر غزوة بدر والتي حدثت يوم 17 من رمضان عام 2 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة و تذكرنا بكثير من الدروس النافعة في حياتنا نختار ومنها على سبيل المثال لا الحصر : كثرة الدعاء إلى الله بالنجاة من كل ما نعانيه في حياتنا اليوم من أمراض وهموم ، اقرأ قول الحق سبحانه وتعالى في سورة الإنفال آية 9 ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) ثم نتيقن ( أن النصر كله بيد الله وحده ، ثم الصبر والثبات حتى يحقق الله ذلك حسب وعده ، ونتعلم من غزوة بدر مبدأ الشوري فقد استشار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم فيما يفعله في أسرى الكفار من تلك الغزوة فأشار عليه عمر الفاروق رضي الله عنه بقتلهم بينما أشار الصديق بأخذ الفدية منهم وإطلاقهم وأخذ النبي برأي الصديق رضي الله عنه ، ونتعلم من بدر النظام ووحدة الصف وطاعة الله ورسوله وأولي الأمر فينا ، فقد روي أن رسول الله كان يسوي صفوف جيشه من المجاهدين بعود من أراكٍ بيده ، فرأى صحابيا خارجا عن الصف فضربه بالأراك استو يا سواد وكان اسمه هكذا ، فقال الصحابي : أوجعتني يا رسول الله وأريد أن أقتص منك ، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن كشف جسده وقال : هيا اقتص ياسواد فأقبل عليه واحتضنه وقبله وجسده الشريف فلما سأله ماالذي دفعك لهذا ؟ قال : أن يكون آخر عهدي بالحياة قبل أن أستشهد، أن يمس جسدي جسدك ) حقا إن غزوة الفرقان فرقا من الله بين الحق والباطل فعلينا أن نواجه أعداء الإسلام الحاقدين عليه بمثل تلك السلوكيات والأخلاق التي تجعلنا كأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حبهم للشهادة وطلبها كما فعل رضوان الله عليهم فهم من قال عنهم رسولنا صلى الله عليه وسلم ردا على سؤال جبريل عليه السلام : ماقولك في أهل بدر ؟ قال : هم أفضل المؤمنين ، وكان أول شهيد فيها من شباب الصحابة الذي اختبأ خلفهم لصغر سنه (17 عاما ) حتى لا يرجعه الرسول عن الشاركة في الغزوة وهو شقيق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما ، ولما رآه صلى الله عليه وسلم أراد أن يرجعه فبكي بكاء شديدا حتى رحمه الرسول عليه الصلاة والسلام وسمح له بالجهاد وكان سابق المجاهدين لنيل الشهادة
تعليقات