طرائف عربية (11) بين العامية والفصحى
سأل معلم اللغة العربية تلاميذ الفصل في حصة النحو العربي وتكوين الجمل من الكلمات والأفعال والحروف ( بناء الجملة ):
- من يستطيع وضع كلمة ( ينابيع ) في جملة مفيدة ؟
رفع التلاميذ أيديهم يطلبون الإجابة ؛ فاختار المعلم واحدا منهم ، كان أسرعهم برفع يده وكان تلميذا ذكيا فقال :
- يوم الجمعة ( ينابيع ) في الدكان مع أبي وهو يبيع !!! ، فضحك التلاميذ من إجابته . وطلب من التلميذ أن يوضح لهم معنى الكلمة فقال:- أليس من ينابيع الرزق ( التجارة ) ، و ( الزراعة ) و ( الصناعة ) و ( المهن الحرة ) وغيرها ؟ !! أنا ابن تاجر عطارة ؛ وأذهب مع أبي يوم العطلة ( الجمعة ) وقد عملت كل واجباتي للمدرسة ليلا ، وأساعد أبي في تلبية حاجات المشترين من دكاننا ، فيزيد الله الرزق الذي يدخل في بيع أبي وحده في الدكان فأكون ينبوعَ رزقٍ آخر ولأنَّ العامل الذي يساعد أبي عطلته يوم الجمعة ولا يحضر للدكان أقف مكانه ، ولو حضر العامل يكون ينبوعا ثالثا معنا ؛ فنصبح ( ينابيع ) رزق ساقه الله إلينا !!! فصفق له المعلم وتجاوب معه التلاميذ بالتصفيق.
فسأل المعلم تلميذا آخر ممن ضحك بصوت عالٍ كأنه يسخر من إجابة زميله : - لماذا إذنْ كنت تضحك على زميلك ؟
قال التلميذ : ظنته يقصد بجملته : يوم الجمعة يا أنا أبيع في الدكان مع أبي يا هو يبيع .
فضحك التلاميذ من جديد من إجابته ؛ فطلب المعلم من أحد الضاحكين أن يوضح سبب ضحكه من إجابة زميله .
فقام وقال :- الأول ياأستاذ أجاب إجابة صحيحة لأنه يتكلم باللغة العربية السليمة وأنا لم أضحك مع الذين ضحكوا على إجابته ، أما الثاني فقد
أخطأ وتكلم باللهجة العامية الدارجة وليس بالفصحى التي توضح معنى ( ينابيع ) كما أعرف من شرحك الذي علمته لنا في درس القراءة ( ينابيع الرزق )
اختتم المعلم الحديث والتلاميذ يستمعون بإنصات وإصغاء إليه فقال :
أولا : أنصحكم يا أبنائي ألا تضحكون من زملائكم عندما يجيب أحدهم أبدا حتى وإن كانت إجابته غير صائبة ( خطأ )، فهذا سلوك غير محمود ممن يفعله وسوف أعاقب عليه بعد ذلك بإنقاص درجات لكل من يضحك عند إجابة زميل له .
ثانيا : اللغة العربية لغتنا واللغة المحلية ( العامية ) لغة أيضا تعبر عن معان يفهمها من يتحدثون بها ، وبينها وبين اللغة العربية صلة كبيرة ؛ فاللغة الفصحى أصل تأخذ منه اللغة العامية بعض الكلمات ويكون بينهما علاقة ( في المعنى ) مثل : بُصّ للسبورة ، يعني انظر
فالبصيص من النظر ينبوع رؤية تتعلم منه .
ثالثا : أبنائي أحب أن تقوى علاقاتكم بعضكم مع بعض حتى تظل بينكم صداقة الأخوة المتينة عندما تدخلون الجامعة وتتخرجون منها كل في المجال الذي وفقه الله إليه فتتعاونون على بناء مجتمع فاضل متقدم ينهض بخبرتكم جميعا إن شاء الله .
هكذا يكون المعلم الناجح .!!
تعليقات