معنى اللغة ( قديما ، وحديثا )

نشأت خلافة الله في الأرض لإعمارها ، وعبادته ، وطاعته.

وذلك باختيار الإنسان كنوع بشري لهذا الغرض ، تقرر تلك الحقيقية آيات أربع من سورة البقرة من 30 إلى 34 فيها ؛ يقول سبحانه وتعالى فيها:(  وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)
قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)
قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)

إذنْ خلق آدم عليه السلام أبوالبشر ، وتعليمه بقدرة الله العليم بكل شيء في كلامه مع الملائكة ومعه حدث يقينا بلغة وتواصل لغرض من الأغراض التي أرادها سبحانه وتعالى ، فتعلم أي لغة على هذا الأساس علم فيه خير كبير للبشر جميعا .

قديما عرفها العالم ( ابن جني ) : (أنها أصواتٌ ،يُعَبِّرُ بها،كلُّ قَوْمٍ ، عن أَغْرَاضِهِم ). وتفسير العبارة بإيجاز هو:

فالكلام تشير إليه ( أصوات ) ،وعبارة ( يعبر بها )تعني أنها منطوقة ، و(كل قوم ) تعني : المجتمع بأفراده المتواصلين لنقل ( أغراضهم )من أفكار وخواطر وحاجات متعددة لبقاء الحياة كما يحبون لأنفسهم فيها.

أما مفهوم ( اللغة ) حديثا ؛ عند العلماء الغربيين والشرقيين فتوجزه هذه العبارة ؛ التي قد تتشابه وتختلف أحيانا مع عبارة ابن جني :

 ( اللغة أصوات وكلمات من وحدات صوتية متنوعة ومنفصلة ، وضعت لمعنى أو معان محددة ( وهي حروف كل لغة ) في جمل لا متناهية العدد في تركيبها وأصواتها ، وقد تكون في رموز وإشارات على نظام من القواعد تختلف من بيئة لأخرى للتعبير والتواصل بقعل إرادي مقصود ، أو ملكة فطرية مكتسبة إنسانية يكفيها المثير أي الدافع لها بنظام عرفي لكل جماعة

ومن هنا يمكن القول : أن اللغة عند مجتمع ما لها دور كبير في حياة كل فرد من هذه الجماعة وللمجموعة الناطقة بها متصلين بالنوع الإنساني بوجه عام في العالم كله تعينهم على التكامل والتطور في سلسلة النشاط الإنساني كسلوك بشري ، وكعمل جاد منتظم ــ فرضا ــ كما قررته الإرادة الإلهية العليا للارتقاء والارتفاع لإعمار الأرض لا لإفسادها ، لكن الفكر والسلوك بين الأقوام والمجتمعات البشرية يجمع بين الخير والشر بفعل وسوسة الشيطان القديمة التي أغوى فيها آدم بعصيان أمـر الله ، من شياطين الجن والإنس ولذلك تجلت إرادة الله في فناء الدنيا في حياة البشر المختبرين والمبتلين بابتلاءات إرادة الحق ، إنها قصيرة وزائلة ، ثم تأتي الحياة الباقية في الآخرة بنعيمها في الجنة ، وجحيمها في النار للأخيار الذين حققوا في دنياهم خلافة الله الحقيقة في اتخاذ سبيل الخير بالطاعة والتوحيد لله وعبادته ، وبالعذاب للمخالفين الذين اتخذوا الشر واتباع شيطان الهوى والضلال بلغتهم وسلوكهم ضد إخوانهم من البشر وتكبرهم على الانقياد لمنهج الفطرة الإلهية ولم يتوبوا ويعودوا إلى الطريق السوي الذي عاد إليه أبوهم آدم عليه السلام فتاب الله عليه وأدخله الجنة .        


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )