قراءة في كتاب ( حصاد النصوص )

 


ما أقسى على المؤمن المتعلق قلبه بالمساجد في زمن الأوبئة كما حدث في عهد جائحة الكورونا فيروس كوفيد19 المنتشر نتذ ما يقرب من العامين على مستوى العالم !! لكنها الوقاية والاحتراز من هلاك النفوس بالموت المحقق والاستجابة للقول :

( إن الضرورات تبيح المحظورات ) فالبقاء في البيوت والصلاة مع التزام الضوابط الصحية والدينية والإدارية والتعقيم والتباعد وعدم المصافحة  ولبس الكمامات الواقية وعدم الذهاب إلى الأماكن التي انتشر فيها الوباء للموجودين خارجها أو خروج المصابين فيها إلا بعد معالجتهم  أمر في منتهى الأهمية لحفظ الأرواح . وقد تم تعقيم مسجد السيدة زينب وإغلاق المسجد قي فترة حرجة مغ بقية المساجد في مصر ، ومع انحسار الإصابة بالكورونا بدأت الدولة ووزارة الأوقاف تعيد فتح  المساحد مع وضع الضوابط اللازمة للأمن والسلامة .

ومن كتاب ( حصاد النصوص )  لمؤلفيه د. سيد قطب و د. عيسى مرسي سليم و د. عبد المعطي صالح 

أعجبنتي قصيدة  ( البحث عن السيدة ) للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي  من الشعر الحدبث الحر . وفيها عاشق ريفي يأتي القاهرة 

لزيارة مسجد السيدة زينب يقول فيها :

- يا عمْ .. من أين الطريق ؟ أين طريقُ السيدة ؟  

- أَيْمِنْ قليلا .. ثمَّ سِرْ ........ يابُنَيْ ... قال ولم ينظر إليٍّْ !............... وسِرْتُ  ياليل المدينة .. أرقرِقُ الآهَ الحزينة 

أَجُرُّ ساقي المُجْهَدَة . للسيدة ... بلا نقودٍ جائعٍ حتى العِياء .........بلا رفيقٍ . كـأنني طقلٌ رَمَتْهُ خاطِئة .. فلم يًعِرْهُ العابرون في الطريق

حتى الرثاء !! إلى رفاق السيدة .. أجر ساقي المجهدة ... والنور حولي في فرح . قوس قزح ... وأحرفٌ مكتوبة من الضياء .حاتي الجلاء ...وبعضُ ريحٍ هَيِّنٍ . بدء خريف ... تزيح ذيلَ عفصةٍ مغيمة ... مُهومة على كتف من العقيق والصدف .. تهفهف الثوب الشفيف

وفارس شدَّ قواما كالمنتصر .. ذراعه يرتاح في ذراع أنثى كالقمر !!... وفي ذراعي سلَّةُ فيها ثياب.... والناس يمضون سراعا لا يحفلون أشباحهم   امضي تباعا.. لا ينظرون ... حتى إذا مَرَّ الترام ... بين الزحام لا يقزعون .... لكنني أخشى الترام . كل غريب هنا بخشى الترام ... وأقبلتْ سيارة مجنَّحة ... كأنها صدر القدر ...... تُقِلُّ ناسًا يضحكون في صفاء ... أسنانهم بيضاء في لون الضياء ..  رؤوسهم مرنَّحة .. وجوههم مجلوَةٌ مثل الزهر .......... كانت بعيدا ثم مرتْ واختفت ... لعلها الآن أمام السيدة !!.. ولم أزل أجر ساقي المجهدة..

الناس حولي ساهمون .. لا يعرفون بعضهم . لايعرفون ... هذا الكئيب .. لعله مثلي غريب ؟؟ أليس يعرفُ الكلام ؟ .. يقول لي حتى سلام!

==========

تعقيب  على نص القصيدة بعد المقدمة التي قدمت لها في زمن الكورونا في أول الموضوع :

ماذا كان يحدث لو أن عاشق السيدة وزيارتها والصلاة في مسجدها هذا جاءها ومسجدها مغلق بسبب انتشار الوباء  وهو لا يدري ؟

ثم عاد إلى قريته الريفية  الصغيرة التي لم يصلها فيروس كفويد 19 كورونا في مرحلته الأقوي وقد أصيب به في زحام الواقفين حول مسجد السيدة دون أن بعلم ؟ ومتى سيعود إلى القاهرة وقد انتقلت العدوى منه إلى أهله وسكان قريته الصغيرة وكان هو أول ضحاياها؟

ربما كان  الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي سيضيف شيئا آخر هنا ......

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )