نحو القلوب ونحو العربية


 تعريف بمؤلف كتاب : ( نحو القلوب )

القشيري : هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد ، ولد في ( استرا )؛ إجدى قرى مدينة نيسابور ، وتلقى تعليمه في قريته ،وهو عربي الجنسية من جهة أبيه وأمه تجري في دمائه العروبة الأصيلة ، وذاك يرد على من يتهمون التصوف بأنه نتاج عناصر أجنبية غريبة عن العرب والعروبة ، وازداد علمه في نيسابور المنقول والمعقول ، وتلقى الفقه على يد الإمام الإسرفييني على ابن فورك والمذهب الشافعي على يد أبي بكر الطوسي ، وكان يحضر مجالس اللغة والأدب والنحو والعروض ، وقرأ مصنفات الباقلاني فكان القشيري مهيئا لفهم الشريعة والحقيقة وما يتصل بهما من معارف وضعية ، وكان أيضا يحضر مجلس الشيخ أبي علي الدقاق الذي كان يتحدث في علم القلوب، ومذهب أصحاب الأحوال والمذاقات والمواجيد الربانية والشريعة الحقيقية وما بينهما من تواصل واتصال ، وقد اتهم القشيري مع الأشاعرة بالابتداع من الوزير الكندري حتى انتهى عهده ، وعاد بعدها إلى نيسابور وتوفي بها عام 465 هجرية ، ودفن بجوار شيخه الدقاق.

وكتابه : نحو القلوب الكبير والصغير ؛ يجمع بين علم النحو وعلم التصوف حيث يوظف علم النحو القاعدي إلى نحو تحويلي يعتمد على الإشارات المرتبطة بالقلب وعلم الباطن فقد كان هناك لقاء حميمي بين المؤلف وبين الله المبتدأ ؛ والمبتَدَأُ له عامل الابتداء فهو مفعول به في المعنى والله هو لفظ البداية والابتداء وليس خاضعا لعامل الابتداء حيث إنه بداية ليست لها ابتداء ونهاية ليست لها انتهاء ، ولأنه غير محدد بمكان ولا زمان ، وبهذا التداعي بين المعاني المشتركة تمكن القشيري أن يضع أساس هذا العلم الجديد ( نحو القلوب )؛ وكأن دلالة العنوان تريد من المُريد المتلقي أن ينمو أو يتجه بعلم النحو إلى القلب الصوفي ليعكس له دلالات جدبدة للمعاني ( عدا بابي البدل والتوكيد ) فلم يستعمل القشيري فيهما علمه الإشاري ، ولا ندري لماذا ؟ وهو في إنشائه كتابه يخلص علم النحو من التراكمات وكثرة التأويلات والشواذ بما يكفي لسلامة اللسان من الخطأ واللحن مادامت القلوب متعلقة بالله تعالى .   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )