مراجعة "فيف لاكلاس" الجزء 3 و4
في هذا الموقع على الشبكة وتحت هذا الرابط
ملتقي الأدباء والمبدعين العربhttp://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?145392-
نشرت الأديبة الأستاذة منيرة الفهري روايتها التي قمت بمراجعتها حسب طلبها تشريفا لي مجانا وذلك لعلاقتنا الطيبة كأسرة في الموقع
الجزء الثالث :
جلسوا على مائدة العشاء يتلذذون بما طبخت لهم الخالة غالية و هم يتهامسون و يخفضون من أصواتهم،كانوا مجتمعين في قاعة استقبال المستوصف و سي الطاهر يتحدث مع هذا و يهمس لذاك و هم يتشاورون بأيديهم و يأكلون من حين لآخر،كانوا عشرة من أكفإِ شباب القرية و كانوا يبدون متحمسين للحديث أكثر منه لأكل الكسكسي اللذيذ ،كان باب المستوصف مغلقا تحسبا لأي طارئ،سُمِعَ طرقٌ على الباب و صوت أجش يسأل مَنْ هناك ؟!،فتح سي الطاهر الباب، لقد كان ثلاثة من الجندرمة الفرنسيين يشيرون بأسلحتهم إلى الداخل و في عيونهم شر و بأس.ابتسم سي الطاهر قائلا : تفضلوا معنا إلى مأدبة العشاء فاليوم هو حفل ختان ابني البكر و قد أصرت زوجتي على إعداد الكسكسي كما هي العادة في بلدتنا،لم يجبه أحدٌ منهم و لكنهم اقتحموا المكان يفتشونه و يستطلعونه،خرجوا دون أن ينطقوا بكلمة و صوت سي الطاهر يلاحقهم؛تفضلوا، فالكسكسي لذيذ جدا.
أغلق سي الطاهر الباب و أحكم إغلاقه و بحركة لا إرادية جذب كرسيا و جلس عليه ليتنفس الصعداء، أشار للجماعة أن يواصلوا أكلهم
و دخل غرفة من المستوصف ليتفقد حبات القرع الكبيرة فوجدها كما هي لم يمسها الجندرمة و لم يعيروها اهتماما،فانتابه شعور بالارتياح و نادى أربعة من الشباب، أعطى كل واحد منهم سكينا و أمرهم أن يفتحوا حبات القرع بحكمة بحيث يتم إغلاقها دون التفطن أنها جوفاء من الداخل
سارع الآخرون في تنظيف مائدة العشاء دون جلبة و لا ضوضاء
دخل سي الطاهر بيته من السقيفة و معه الرجال يحملون أطباق الأكل الشبه فارغة، وضعوها في ركن من البيت و اتجهوا جميعهم نحو البئر الذي يتوسط الحوش.
الجزء الرابع:
أسرجي الحصان يا فاطمة
جرت فاطمة ابنة الخامسة عشر للسقيفة لتلبي أمر سي الطاهر، فقد تعودت أن تطيع أوامر سيدي كما كان يحلو لها أن تناديه، فهو في مقام والدها و لم تر منه و لا من الخالة غالية إلا كل خير و معاملة طيبة و حياة سعيدة منذ أكثر من ثماني سنوات يوم أن قررت ابنة السابعة ربيعا العيش عند قريبة أمها في القرية. جاءت أَم فاطمة لزيارة ابنة أخيها، الخالة غالية كعادتها كل صيف، و عادت الأم دون فاطمة لأن هذه الأخيرة تعلقت بأقرباء أمها، لم تمانع الأم الفقيرة الحال حينها أن تبقى فاطمة للعيش عند سي الطاهر، هذا الرجل الطيب و الميسور الحال نسبيا. فكانت الخالة غالية لا تفرق بين أبنائها و فاطمة، بل و كانت توبخ ابنتها التي تصغر فاطمة بخمس سنوات قائلة انتبهي يا خديجة، فاطمة هي أختك الكبرى و عليك احترامها و إلا غضبت منك
تذكرت فاطمة كل هذا و هي تسرج حصان سي الطاهر ليخرج به كعادته لتوزيع حبة الكينا على مرضى الريف، رادفا وراءه زوجته التي أصبحت مساعدته الأولى في المستوصف
- بارك الله فيك يا ابنتي
- سيدي، الحصان جاهز
و في هذه الآونة، خرجت خديجة ابنة سي الطاهر من الغرفة و هي تصيح ماسكة يدها اليمنى :ابنك، ابنك سالم أسقطني من على "الدكانة" يا أمي، آي آي، يدي
جاءت الخالة غالية التي كانت تعد نفسها لتصحب زوجها إلى الريف، و استطلعت الأمر. جرت بابنتها للمستوصف و أخذت تضمد جراحها و هي غاضبة من سالم تتوعد و تزمجر
مسكت فاطمة خديجة و أدخلتها الحوش قائلة موجهة الكلام للخالة غالية: تفضلي يا خالتي و سأعتني أنا بخديجة
ركبت الخالة غالية الحصان وراء زوجها الذي كان ينتظرها و اتجها نحو البلدة المجاورة فقد انتشر الوباء تلك السنة نظرا لما يعانيه الأهالي من فقر،فأخذ سي الطاهر على عاتقه توصيل الدواء للأهالي الذين لا يستطيعون الذهاب لمستوصف القرية، مصحوبا بزوجته، فكانا يدقان على البيوت و يعطونهم الكينا، حبة لكل فرد و يشيرون عليهم أن يشربوها أمامهما.
انتهت دورة اليوم فعاد سي الطاهر للقرية رادفا زوجته وراءه و في قلبه راحة بال لم يعهدها منذ أن عاد للقرية من سنتين تقريبا
نزل من الحصان و أنزل زوجته أمام السقيفة، اعترضت سبيله فاطمة تركض و الخوف باد عليها:
. سيدي، خالتي، الجندرمة الفرنسيس في الدار
تعليقات