همزية البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

وقبل أن نودع شهر ربيع الأول 1343هجرية ،|ونحن نحتفي ونحتفل بذكرى مولد خير البرية وخاتم أنبياء البشرية محمد صلى الله عليه واصطفاه حبيبا له كما اصطفى الله إبراهيم خليلا ، واصطفى موسى كليما لهداية الناس وإخرتجهم من ظلام الضلالة إلى نور الهداية إلى طريقه المستقيم .ننقل لكم نص قصيدة البوصيري الذي توفي عام 695 هجرية ويطلق عليها الهمزية ( نهج البردة ) وسوف نرفع الأبيات الأولى منها المنشورة في صورة منقولة من صور جوجل ونكمل بعدها نص القصيدة إن شاء الله : نسبٌ تحسبُ العلا بحلاهُ ** قلدتها نجومها الجوزاءــ حبذا عقد سؤدد وفخار ** أنت فيه اليتيمة العصمــاء ــ رافعا رأسه في ذلك الرفع ** إلى كل سؤدد إيماء ــ رامقا طرفه السماء ومرمى ** عين من شأنه العلو العلاء ــ وتدلت زهر النجوم إليه ** فأضاءت بضوئها الأرجاء ــ وتراءت قصور قيصر بالرو**م يراها من داره البطحاء ــ ليلة المولد الذي كان للدِّ** ين سرور بيومه وازدهاء ــ وتوالت بشرى الهواتف أن قد ** ولد المصطفى وحُقَّ الهناء ــ وتداعى إيوان كسرى ولولا ** آية منك ما تداعى البناء ــ وغدا كل بيتِ نارٍ **وفيه كُربة من خمودها وبلاءـ وعيون للفرس غارت فهل كا**ن لنيرانهنم بها إطفاء ؟ـ مولدٌ كان منه في طالع الكفر **وبال عليهم ووباءـ فهنيئا به لآمنة الفضل الذي ** شرفت به حــوَّاءُــ يوم نالت بوضعه ابنة وهب **من فخار ما لم تنله النســـاءـ وإذا سخَّر الإله أناسا ** لسعيد فإنهم سعداء ـ وبدت في رضاعه معجزات ** ليس فيها عن العيون خفاء ــ إذ أبته ليتمهِ مرضعاتٌ** قلن ما في اليتيم عنا غناء ـ فأتته من آل سعد فتاة ** قد أبتها لفقرها الرضعاء ـ أرضعته لبانها فسقتها ** وبنيها ألبانهن الشاءـ أصبحت شولا عجافا وأمست ** ما بها ما بها شائل ولا عجفاءـ أخصب العيش عندها بعد محْلٍِ **إذغدا للنبي منها غذاء ـ وأتت جده وقد فصلته **وبها من فصله البرحاء ـ إذ أحاطت به ملائكة الله ** فظنت بأنهم قرناء ـ ورأى وجدها به ومن الوجد **لهيب تصلى به الأحشاء ـ فارقته كرها وكان لديها **ثاويا لا يمل منه الثواء ـ شق عن قلبه وأخرج منه **مضغة عند غسله سوداء ـ ختمته يمنى الأمين وقد أو **دع ما لم تذع له أنباءـ صان أسراره الختام فلاالغضّ**ملمبه ولا الإفضاء ـ ورأته خديجة والتقى والزهد فيه **سجية وحيــاءـ وأتاها أن الغمامة والسرح ** ظلته منهما أفياء ـ وأحاديث أن وعد رسول الله ** بالبعث حان منه الوفاء ـ فدعته إلى الزوج وما أحسن ** ما يبلغ المنى الأذكياء ـ ألفَ النسك والعبادة والخلوة ** طفلا وهكذا النجباء ـ وإذا حلت الهداية قلبا ** نشطت في العبادة الأعضاء ـثم قام النبي يدعو إلى الله **وفي الكفر بِجِدَّة وإبـــاءُ ـ أمما أشربت قلوبهم الكفر ** فداء الضلال فيهم عياءـ ورأينا آياته فاهتدينا ** وإذا الحقُّ جاء زال المِراء ـ وتحدى فارتاب كل مريب **أو يبقى مع السيول الغُثاء ـ وهو يدعو إلى الله وأن شقَّ ** عليه كفر به وازدراء ـ ويدلّ الورى على الله بالتوحيد ** وهو المحجة البيضاء ـ وكفاه المستهزئين وكم سا **ء نبيا من فوقه استهزاء ـ ورماهم بدعوة من فناء البيت ** فيها للظالمين فنــاء ـ فطوى الأرض سائرا والسموات ** العلا فوقها له إسراء ـ نصف الليلة التي كان للمختار **فيها على البراق استواءـ وترقى به قاب قوسين ** وتلك السيادة القعساء ـ رُتبٌُ تسقط الأماني حسرى ** دونها ما وراءهن وراء ـ ثم وافى يحدث الناس شكرا **إذ أتته من ربه النعماء ـ ونحا المصطفى المدينة واشتا** قت إليه من مكة الأنحاء ـ وتغنت بمدحه الجن حتى **أطرب الإنس منه ذاك الغناء ـ واقتفى أثره سُراقة فاستهو**ته في الأرض صافن جرداء ـ ثم ناداه بعدما سيبت الخسف ** وقد ينجد الغريق النــداء ـ عجبا لكفار زادوا ضلالا ** بالذي فيه للعقول اهتداء ـ والذي يسألون منه كتاب **منزل قد أتاهم وارتقـــاءـ أو لم يكفهم من الله ذكر ** فيه للناس رحمة وشفاء ـأعجز الإنس آية منه والجن ** فهلا تأتي بها البلغاء؟| كل يوم تهدي إلى سامعيه ** معجزات من لفظه الغرَّاء ـ تتحلى به المسامع والأفواهُ ** فهو الحلي والحلواء ـ كم أبانت آياته من علوم ** عن حروف أبان عنها الهجاء ـ فهي كالحب والنوى أعجب ** الزرع منه سنابل وزكاء ـ فأطالوا فيه التردد والسري**ر فقالوا هذا سحر وقالوا افتراءـ وإذا بالبينات لم تغن شيئا ** فالتماس الهدى بهن عناء ـ وإذا ضلت العقول على علم ** فماذا تقوله النصحاء ـ وأزالت بلمسها كل داء ** أكبرته أطبة وأســاء ـ وعيون قرت بها وهي رمد ** فأرتها ما لم تر الزرقاء ـ وأعادت على أقتاده عينا ** فهي حتى مماته البخلاءـ جهلت قومه عليه فأغضى ** وأخو الحلم دأبه الإغضاء ـ وسع العالمين علما وحلما **فهو بحرٌ لم تعيه الأعياء ـ لا تحل البأساء منه عرى ** الصبر ولا تستخفهُ السَّراءـ رحمة كله وحزم وعزم ** ووقار وعصمة وضيــاءـ كرمت نفسه فما يخطر الس**وء على قلبه ولا الفحشاء . صلى الله عليه وسلم . وكل عام أنتم بخير لتتذكروا مكارم أخلاق محمد الذي زكاه ربه فقال : وإنك لعلى خلق عظيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )