مراجعة وتدقيق الجزء السابع من رواية ( فيف لاكلاس)7

من ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ــ رواية الأستاذة منيرة الفهري (التونسية الجزء السابع المنشور بتاريخ 23 أكتوبر 2021م أفاقت الخالة غالية من نومها على طرق خفيف على باب السقيفة، نظرت من النافذة، مازالت الظلمة حالكة و مازال الفجر لم ينبلج، خالت نفسها تحلم، عادت لنومها، لكن الطرق اشتد. ترى من هذا الذي يطرق الباب في أنصاف الليالي؟ اللهم اكفنا شر هذا الطارق. أحست برعشة تسري في أوصالها. ماذا تفعل هل تخرج لتستطلع الأمر، أم توقظ سي الطاهر؟ خرجت من "المكسورة " و اتجهت ، نحو الدكانة التي تتوسط الغرفة و أيقظت فاطمة التي استغربت الأمر. أشارت لها الخالة غالية أن تتبعها، و في الحوش شرحت لها الأمر. اتجهتا نحو السقيفة لكنهما لم تسمعا شيئا. قالت فاطمة: يا خالتي ربما كنت تحلمين فالليل شديد الحلكة و من سيطرق بابنا في مثل هذا الوقت؟ لكن الطرق عاد خافتا هذه المرة. تقدمت الخالة غالية و بصوت ضعيف قالت _ من هناك؟ انا العكرمي، جئت من الجبل في أمر هام. نادي لي الحكيم. نعم هذا صوت العكرمي، كبير الفلاقة الذين يلوذون بالجبل و ذراع سي الطاهر الأيمن في تنفيذ خطط المقاومة. فتحت الباب و أشارت له بالدخول. ولج العكرمي بسرعة و قال: الأمر مستعجل، فقد أصيب الشيخاوي على مستوى الصدر عند تنفيذ عملية "الكر و الفر" اه نعم، تذكرت الخالة غالية أن هذه العملية التي حضر لها سي الطاهر و شباب القرية من أيام و سموها بهذا الإسم، كان موعد تنفيذها اليوم، لكنها لم تعلم بإصابة الشيخاوي _ و هل إصابته خطيرة لا أعرف سيدتي، لذلك جئنا للحكيم ليداويه هذه المرة لم تتردد الخالة غالية و أسرعت إلى سي الطاهر توقظه و كالبرق أسرج الحكيم حصانه و نادى فاطمة: أعطني حقيبة الدواء و أضيفي فيها كمادات كثيرة و مطهر، لا تنسى ان تضعي فيها المشرط و بعض حقن البينيسيلين و حبات الكينا سارعت فاطمة بتنفيذ الأمر، هي أيضا كانت تساعد سي الطاهر و تعقم أدوات التمريض و تعرف من أسرار المهنة الكثير انطلق سي الطاهر على حصانه في جنح الليل متجها نحو الجبل. عادت الخالة غالية و فاطمة بعد أن أغلقا المستوصف . تمددت فاطمة على الدكانة مكان نومها مع أبناء سي الطاهر، بينما بقيت الخالة غالية في " المكسورة" تفكر في ما حدث هذه الليلة. لم تدر كم من الوقت مر و هي على هذه الحالة، انتبهت على صياح الديكة منبئة بفجر جديد. لم يأت سي الطاهر، و اليوم هو الثلاثاء، الموعد الأسبوعي لقدوم الطبيب، ماذا لو لم يأت زوجها؟ ماذا عن المستوصف، و المرضى؟ و الطبيب؟ ماذا ستقول له عن غياب سي الطاهر؟ توضأت و صلت و دعت الله أن يكون هذا اليوم هو يوم ستر و بركة و خرجت للمطبخ الصغير في الركن الأيمن من الحوش و أشعلت البابور و بدأت تحضر فطور الصباح طلع النهار و سي الطاهر لم يأت من الجبل، أيقظت فاطمة لتتناول فطورها و تعقم أدوات التمريض و تنظف المستوصف، هذا العمل الذي تشترك في القيام به مع الخالة غالية. جاء المرضى على غير العادة مبكرين فاليوم موعد الطبيب الأسبوعي، دخلت الخالة غالية و كأن شيئا لا يشغلها و بدأت بتسجيل المرضى كما يفعل سي الطاهر في carnet de soins في دفتر المعالجة الكبير و برباطة جأش استقبلت سي محمد علي الطبيب مفسرة غياب سي الطاهر بأنه يشكو حمى مفاجئة و قد أعطته حبة كينا و أشارت عليه بالراحة في البيت. استغرب الطبيب من هذا الأمر لكنه لم يعلق على الأمر خاصة و أنه وجد كل شيء مرتبا و المرضى بانتظاره و سير عمل المستوصف لم يتأثر بغياب الممرض. تنفست الخالة غالية الصعداء و هي تسجل بخط رديء ما يمليه عليها سي محمد علي بعد فحص أول مريض هذا اليوم. المكسورة :هي ركن من الغرفة الكبيرة يستعمل كغرفة صغيرة عند الحاجة .يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )