البشر والشيطان

خواطر أدبية لفساد العالم وانتشار الظلم والعداوة بين الإنسان وأخيه الإنسان ، بسبب وسوسات بشرية شيطانية تهوي بالناس إلى هاوية الضياع والانهيار في بحور الظلام ووخيم العقاب الذي ينتظر هؤلاء ، صغتها بروح التطلع إلى تغير السلوك وانبثاق نور الأمل في النفوس

ليترك هذا الطريق الذي يأخذ إلى الجحيم والعذاب المقيم يوم لاينفع الإنمسان إلا عمله الصالح وتوبته الخالصة إلى الله .

=====

تاريخ الإنشاء فبراير 1972 م

قلت فيها :

ما أتعسَ هذا المخلوق الحيّ

في بحر الظلمات الممتد يعيش

لا يرضى العيشَ الفِضِّيَ بدون موات

لا الحلوى ترضيه الآن ولا الصلوات

حتى لو ركع العالم يستجديه 

ما عاد يوَدُّ الأشياء

لا شيءَ يثيرهُ غير الأحياء 

أن يفترس أخاه الإنسان

ويعود ليحيا حزينا في بحر الظلمات

تحملهُ  أمواج  سوداءُ رهيبة

تتقاذفهُ في كلِّ الطرقات 

ويروح يقهقه كالشيطان

وكأن الأمواج تداعب محياه

ويظل الظمآن يتيه في بحر الإعجاب 

إعجابٌ بحياةٍ ما فيها أيُّ حياة

حتى تلقفه أيدي الأحياءِ الحيّة

تأخذه تنشله تخرجه من بحر الظلمات

فيفيق السكران ليتوه

يود لو عاش بعيدا عن كل حياة

لو حتى قتلته الأمواج

ساعتها سيحب الظلمات

يعشقها وينسى الصلوات

سيرضى عن هذي الأمواج

******

ما أتعسَ هذا الإنسان !!

الموتُ يريد لكل الألوان

حتى لو كانت أيدٍ تنشله من بحر النسيان

من بحر كله حيَّات 

أو كله أموات

أو حتى أسماك مثل الحيتان

لا يعرف هذا المخلوق الحي 

إنه في بحر الأموات

وأن حياته في أيدي الرحمن

وأن أخاه الإنسان 

****

الموج الهادر يحرقه ويثير الأسماك 

التيار الجارف يقذفه تأكله الحيتان

ويظن التائه أن النور يغمره

ينجده نحو الشطآن 

شطآن تخلو من جنس الإنسان

لا ..بل تأخذه وسوسة الشيطان 

ما عاد يفكر حتى في بطن الحيتان 

في غير الكره والحقد لأخيه الإنسان

ويود لو خرج أو قذفته الأمواج 

أن يجد الشطآن خاوية من غير سكان

لكن أخاه أسعفه من قلب النيران

تلقاه أيد ناعمة تلقاه أحضان

لو ظلت تلك الأيدي جامدةً 

لأحب الإنسان 

لو كانت شيئا آخر ليست من بر الأحياء

لو كانت ماتنجده لتأكله أو تستعبده بغير حنان

لفضَّل أن ينجو أو يسبح هناك ضد التيار 

لسقطت تلك الأوراق السوداء 

من شجرة أفكار أسسها الشيطان

ولفهم المخلوق الحي 

أن العالم بالخير ملآن

وأن بحور الظلمات ، ما عادت ملأى بالنيران

سيبقى فيها عبدا لأخيه الشيطان

يهمهم في نفس المتعوس الحي 

ما عاد في العالم أيُّ أمان

صار البشر مثل الشيطان

يغرس فيه زرع الشر بألوان 

يسلب من داخله ذرة إيمان

اقتل..اسلب .. تعلو فوق أخيك الإنسان

هو ليس ببشر هو مثلي شيطان 

*******

آهٍ لو غيَّر نظرته بريشة فنان 

وقتل بداخله وسوسة الشيطان

وأحب بقلب صاف أخاه الإنسان 

لفرَّ الملعون مذعورا في أي مكان 

يعرف أن نهايته خلودا في النيران

وأن الفائز بشرٌعرف طريق الإيمان