أضواءٌ كاشفة على أبياتٍ هادفة
أضواء كاشفة على أبيات هادفة
من فنون الأدب فن الشعر العربي على مختلف العصور التي نشأ فيها هذا الفن الراقي ( من الجاهلي إلى العصر الحديث )فتنوعت أغراضه وأهدافه ، واختلفت أساليب الأدباء في عرض تلك الأغراض والأهداف من وراء تجاربهم الشعرية ، ونجح كثير منهم في إبراز معانيه في أبيات قصائده وأهدافه من ورائها ، وفهمها القاريء بيسر وسهولة ، ولكن بعضهم من العصور القديمة كانت لغتهم الفصيحة تحمل في طيات الأبيات ألفاظا قد قلَّ استعمالها بمرور الوقت وبتطور اللغة العربية كما تطورت الحياة في كثير من ظروفها المختلفة ، فغاب عن غير الدارسين والمثقفين ورواد دواوين الشعراء المتعددة فهم جوانب من أبياتها سواء في الغرض أو في الهدف الذي يرمي إليه الشاعر فيها بسبب صعوبة معناها وغرابة ألفاظ منها ، وأردت أن أعرض بعض تلك التجارب من خلال قصائدهم باختيار بضعة أبيات من القصيدة ، لألقيَ عليها ( أضواء كاشفة عن معانيها وأهدافها) ، وكان ذلك منذ يوليو 2008 م في أول منتدى انضممت إليه على الشبكة العنكبية ، وساهمت فيه بهذا الموضوع الشائق لمحبي الشعر العربي ، ( وهو منتدى الوراثة الطبية ) تحت هذا الرابط / http://www.werathah.com/phpbb/showthread.php?t=7438
وكان بعنوان L شعر جاهلي وشرحه ، ولي في المنتدى 5200 مساهمة وقتها ، وأشغل فيه ( رئيس لجنة إصلاح ذات البين )
ورغبت اليوم أن أجدد عنوان هذه المشاركة على مدونتي ( غذاء الفكر وبقاء الذكر ) وأن أضيف الجديد عليه من عصور أخرى غير العصر الجاهلي ، وأحببت أن أبدأ بمساهمتي الأولى من الوراثة الطبية وهي :
خواطر : للشاعر امرؤ القيس
ألم أخبرك
أن الدهر غول ** ختور العهد يلتهم الرجـــــالا
أزال
من المصانع ذا رياش**وقد ملك السهولة والجبـــالا
همامُ
طحطحَ الآفاق وحيا ** وساق إلى مشارقها الرعالا
وسد
بحيث ترقى الشمس سدا*ليأجوج ومأجوج الجبـــالا
فإن
تهلك شنوءة أو تبدل ** فسيري أن في غسان خــالا
بعزهِــــمُ
عززْتُ فان يذلوا** فذلــــــكم أنـالك ما أنـــــــالا
أسلطُ ضوءً
على المعنى والهدفِ باختصار :
هل حدثتك عن قتل
الدهر للناس غدرًا , وأكلِ القرى والمباني والقصور وزوالِها ، كما أزالَ ملكَ ذي رياش ( أحد ملوك اليمن ) إنه لايؤمَنُ له عهدٌ هذا
الدهر الغدَّار، فقد بدَّدَ وأهلكَ ( طحطحَ ) المتقدمين وجعلَ سدا كبيرا في وجه
يأجوج ومأجوج , وإن فُقدت بسببه شنوءة ( وهي اسم قبيلة ) فلكَ عزاءٌ في غسان فهم
ملوك أعزة وإن أصابهم بأسُ الدهرِ فليس ذلك بجديد.
وإن شاء الله نتابع إضافاتٍ جديدة مفيدة في هذا الموضوع مستقبلا بعون الله ليستفيد القاريء المتصفح لمدونتي .
تعليقات