درس جديد من هجرة صحابي جليل
درس من هجرة صهيب سابق الروم إلى الإسلام رضي الله عنه :
مع ذكرى هجرة النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام من المهاجرين في اليوم الثالث من شهر المحرم 1442 هـ؛ وفي موقف من دروس التضحية في هجرة الصحابة رضوان الله عنهم ؛ وهو موقف هجرة صهيب الرومي رضي الله عنه والتي تتجلى فيها روعة الإيمان وعظمة التجرد لله تعالى ، حيث ضحى بكل ما يملك في سبيل الله ورسوله واللحوق بكتيبة التوحيد والإيمان التي سبقته بالهجرة قال :
أخرج الحاكم وصححه الذهبي عن صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أُريتُ دار هجرتِكم، سبِخَةٌ بين ظهراني حَرَّة ، فإما أن تكون هَجْرًا أو تكون يثرب )
وخرج رسول الله صلى الله إلى المدينة ، وخرج معه أبو بكر ، وكنت قد هممتُ بالخروج معه ، فصدَّني فتيان من قريش ، فجعلت ليلتي تلك أقوم ولا أقعد ، فقالوا : قد شغله الله عنكم ببطنه ــ ولم أكن شاكيا ــ فناموا ــ ، فلحقني منهم ناس بعد ما سرتُ بريدا ( حوالي اثنى عشر ميلا ) ليردوني ، فقلت لهم : هل أعطيكم أواقي من ذهب ، وتخلون سبيلي، وتفُونَ لي ؟ فتبعتهم إلى مكة فقلت لهم : احفروا تحت أُسْكَفة البابِ ( أي عتبته ) فإن تحتها الأوَاقِ ، واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحُلتين .
وخرجتُ حتى قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحوَّل منها ــ يعني إلى قباء ــ فلما رآني قال : يا أبا يحي ، ربح البيع ( ثلاثا ) أي ثلاث مرات ، فقلتُ : يا رسول الله ، ما سبقني إليك أحدٌ ، وما أخبركَ إلا جبريل عليه السلام . وأخرج الحاكم عن أنس رضي الله عنه أن في قصة هجرة صهيب نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن الناس من يشري نفسهُ ابتغاء مرضاتِ الله ) آية 207 من سورة البقرة .
واستمر صهيب يقول : اللهم إنا نشهدك ــ ولا نزكي عليك إلا ما زكيتَ ــ أن صهيبا ما فعل ذلك ، وما انحاز إلى الفئة المؤمنة إلا ابتغاء مرضاتك ، بالغا ما بلغ الثمن )
وهذا مثال لشباب الإسلام مثلا في التضحية عزيز المنال ، فعساهم يسيرون على الدرب ، ويقتفون الأثر .
( بتصرف ) من مقال الدكتور
/ عبد الرحمن البر أستاذ الحديث وعلومه
بجامعة الأزهر الشريف.
تعليقات