درس جديد من الهجرة النبوية
الهجرة جهاد ونية ورغبة في طلب الحق ونصرته ، وهي هداية من الله لأحبابه وأتباع رسالته ورسله
لتحقيق مراد الله من غايات الهجرة الكثيرة ، والتي قام بها كثير من رسله صلوات الله عليهم وسلامه
عندما وجدوا من أقوامهم عنادا لنور الهدي الرباني و الحق المبين الواضح فقاموا بمضايقة رسلهم وكفروا
بما أرسلهم الله به لأقوامهم لطلب توحيد الله وعبادته ، وبناء مجتمع مسلم لله منقاد له في تنفيذ أوامره
واجتناب نواهيه بطواعية ومحبة في إعمار الأرض بالسعي والحلال الطيب والتعاون ووحدة الجميع تحت
راية الحق والتوحيد .
ودرس الهجرة هذا تكرر مع رسل من قبل سيدنا محمد عليه وعليهم صلوات الله ورحمته جميعا
ولنضرب أمثلة مما حدث مع أمم سبقت أمة محمد صلى الله عليه وسلم مع أنبيائهم مستشهدين بالدليل
من القرآن الكريم ببعض الآيات الكريمة على سبيل المثال لا الحصر :
فعن سيدنا نوح عليه السلام :وردت الآية 116 من الشعراء قال تعالى :
على لسان قومه : ( قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ) حتى الآية 120
وعن سيدنا إبراهيم عليه السلام :
وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين .... آية 99 الصافات ، وكذا الآية 29 العنكبوت
فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي ...
وعن سيدنا لوط عليه السلام :
على لسان قومه ( قالوا لئن لم تنته يالوط لتكونن من المخرجين ) 167 من الشعراء إلى 172
وعن سيدنا موسى عليه السلام :
قال تعالى بشأن خروجه من مصر بسبب ظلم فرعون وتهديد قومه له بقتله ،في حواره عندما بعثه الله
هو أخاه هارون ليدعوه إلى الإيمان برب العالمين في الآية 21، 52 من سورة الشعراء
( ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين )
( فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين) .... 21 القصص
وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ......... ثم في الآية 57 فأخرجناهم من جنات وعيون .. إلى الآية 66
وعن سيدنا شعيب عليه السلام :
( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين )
آية 88 الأعراف
وعن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهجرته والتي سماها ( نصرا ) قال الله تعالى :
في الآية 40 من سورة التوبة :
( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )
والغاية التي نتوصل إليها من هذا الدرس الطيب من الهجرة :
أنهم كانوا أصحاب ثبات على مبدأ الحق والإيمان بالله سبحانه وتعالى عن نية صادقة ومخلصة له وقاموا بتأدية
رسالهم على خير وجه ، كما أراد الله فنصرهم الله وأعز كلمتهم ، وأظهرهم على أقوامهم الذين عاندوهم وكفروا
بما جاءوا به إليهم من الهداية والحق من ربهم ، وعلى الداعية المؤمن أن يقتدي بهم وبهجرتهم وثباتهم في دعوته.
تعليقات