مسائل نحوية في بيان بدل التفصيل / لغة عربية
والاستفهام الذي يتضمنه المتبوع قد يكون عن الكمية أي عن عدد وما يتصل بالعدد من المقادير ، أو عن الذات ؛ أو عن معنى من المعاني .
الأمثلة : للاستفهام عن الكمية كأن نقول مثلا : كَمْ كُتُبُكَ؟ أَمائةً أم مائتان ؟ ، فمائة بدل من كم ،بدل تفصيل للمعنى العدديّ ...... ومثال الاستفهام عن الذات : مَنْ شارَكْتَ ؟ أكاملا شاركت أم منصورا ؟( فكاملا ) بدل تفصيل من كلمة ( مَنْ ) ..... ومثال الاستفهام عن المعنى : : ما تقرأ ؟ أجيدا أم رديئا ؟ فجيداً بدل تفصيل من :( ما ) .... وإنما تضمَّنَ البدل الهمزة الاستفهامية ليوافق متبوعه الذي هو اسم يتضمن معنى همزة الاستفهام الحرفية ، فلا تجيء الهمزة في مثل : هل أحد جاءك ؛ محمد أو عليّ ، بسبب التصريح بحرف الاستفهام . والشرط الذي يتضمنه المتبوع قد يكون للعاقل أو غيره ، وللزمان ، أو المكان . ... فمثال الشرط للعاقل : مَنْ يجاملني ـ إن صديق وأنْ عدو ـ أجاملُهُ ، فكلمة صديق بدل تفصيل من كلمة ( مَنْ ) الشرطية .. وإن الشرطية الظاهرة في الكلام ليس لها من شرط إلا اسمه ، فلا يجزم ، ولا تعمل شيئا ، وأنما تفيدُ مجرد التفصيل ، ولذا تسمى ( إنْ التفصيلية ) .... ومثال الشرط لغير العاقل : ما تقرأ ـ إنْ جيداً وأن رديئا ـ تتاثرْ به نفسُك . فكلمة ( جيداً ) بدل من كلمة ( ما ) و (إنْ) المذكورة في الجملة لا أثرَ لها إلا في إفادة التفصيل ، كما سبق ... ومثال الشرط الدالّ على الزمان : متى نرُرْني ـ أنْ غدا و أن بعد غدٍ ـ أَسْعَدُْ بلقائك ... فكلمة (غداً ) بدل من ( متى ) ، وكلمة (إن) للتفصيل ... ومثال الشرط الدَّالّ على المكان : حيثما تجلس ـ إن فوق الكرسيِّ وإنْ فوق الأريكةِ ـ تجدْ راحة... فكلمة ( فوق ) بدل من : حيثُما ، وكلمة (إن) للتفصيل ... وإنما قُرِنَ البدلُ في كل ما سبق بالحرف : (إن) ليكون موافقا لاسم الشرط المتبوع الذي يتضمن معنى هذا الحرف من غير أن يُذْكَر صريحا .... وعبر عن هذا ابن مالك في ألفيته فقال :
وَبَدَلُ المُضَمَّنِ الهمز يَلِي *** همزا كمن ذا . أسعيدٌ أم علي ......أي أن البدل من المضمن همزة الاستفهام لابد أن تسبقه الهمزة كالمثال الذي ساقه ابن مالك في الألفية .
=====================================================
ولنا إن شاء الله في مساهمة تالية وقفة تفصيل عن : ( بدل الفعل من الفعل ، والجملة من الجملة ) وأمثلتهما في الكلام العربي.
======
المصدر / كتاب النحو الوافي لمؤلفه : عباس حسن .. رحمه الله . ( المسألة 125 ، و 126 ) باختصار بسيط .
تعليقات