سنريهم آياتنا في الآفاق / دينيات مفيدة
إن قدرة الله عزَّ وجَلَّ تُحَقَّقُ بكلمةٍ واحدةٍ هي ( كُنْ فيكون ) والدليل قوله تعالى في سورة يس الآية 82 .......
( إنما أمرُهُ إذا أراد شيئاً أن يقولَ لهُ : كُنْ فيكون .)......................والله عزَّ وجلَّ أخبرَ في كتابه أنه سوفَ يُنْطِقُ أعضاءَ الإنسان لتشهد عليهِ ، لأنها جُنْدٌ من جنوده تباركَ وتعالى :( يَومَ تشهدُ عليهم ألسنتهم ، وأييهم ، وأرجلهم ، بما كانوا يعملون ) آية 24 سورة النور ......
يوم يقول الكافر لِجِلْدِهِ : كيف تتكلم ؟ كيف تشهد عليَّ ؟ مَنْ أَنْطَقَكَ ؟ فيجيب : ( أنطقنا الله الذي أنطق كل شيءٍ ) آية 21 سورة فُصِّلَتْ ...
وفي السنة النبوية الشريفة والسيرة العطرة لنبينا صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة أظهر الله فيها قدرته على ألسِنَةِ الحيوانات ؛ حيثُ تكلمت بألسنةٍ عربية فصيحة ، أنطقها الواحد الأحد ليبين أنه على كلِّ شيءٍ قدير ... ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنِّي لأَعرفُ حَجَرًا في مكة كان يُسَلِّمُ عليَّ قَبْلَ أن أُبْعَث ) هكذا ورد في الصحيح ( حجر ، جماد ، كان إذا مرَّ به النبي عليه الصلاة والسلام ، يقول له بصوتٍ وحروف وينطق : السلام عليك يا رسول الله ........ خرج سليمان عليه السلام يستسقي بقومهِ وقد علَّمهُ الله مَنْطِقَ الطير ، فوجد نَمْلَةً رفعتْ أيديها وأرجلها تدعو الله ، تشدو بِذِكْرِه وتهتف باسم الواحد الأحد ، تحتاج الماء ، فلا تجد إلا من بيدهِ خزائن السماوات والأرض فتدعوه .... تبتهل إلى الله وتدعو بنزول القطر ، فرآها نبي الله سليمان وتبسم ، وقال لقومهِ من بني إسرائيل : عودوا فقد سُقِيتُم بدعاء غيركم ، قال تعالى : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌّ في كتاب مبين .) الآية 6 من سورة هود .......... وخرج رجلٌ في عهد النبي عليه الصلاة والسلام إلى ضاحية من ضواحي المدينة يرعى الغنم ن فأخذ الذئب من غَنَمِهِ شاةً ، فطارده الرجل حتى أخذ منه شاته ، فقال الذئب بلسان عربيٍّ فصيح : أتأخُذُ رزقًا رزقنيه الله ، فذُهِلَ الرجل وقال : يا عجبا !! ذِئبٌ يُكَلِّمُني ... قال الذئب : أين الراعي يوم لا راعيَ لها إلا أنا . يقول : أنت تحميها الآن ولكن سوف يأتي زمنٌ قبل الدَّجال لا راعي إلا الذئب ، وفي هذا اليوم لن تمنعها أنت ولن تحميها ، لأني أنا الذي سأحميها ..... ثم الذب للرجل لما تعجب من تكليمه إياه : أعجَبُ من ذلك رجل بين الحَرَّتين يُوحى إليه صباح مساء .... يقول أعجبُ من تكليمى لك ، رجل وهو النبي عليه الصلاة والسلام يأتيه الوحي من السماء لا يقرأ ولا يكتب ن وما تعلم ، وما درس ، ومع ذلك أتى بشريعة ربَّانية وبوحي سماوي وبمنهجٍ خالدٍ ........
.....وفي الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( أتى رجل من بني إسرائيل فركب بقرةً ؛ كما يركب الحمار ، فالتفتت إليه البقرة وقالت : ما خُلِقْنَا لهذا ، إنما خُلِقْنا للحرث ) تعلمت البقرة !! فمن علَّمها وأنطقها ؟ .. أنطقها الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) .... ومن الأحاديث الإسرائيلية : أن عيسى عليه السلام مرَّ ببقرةٍ وقد اعترض ابنها في بطنها وهي في الولادة ، صَعُبَتْ عليها الولادة ، فجعلت تتلفتُ إلى السماء لأنها تعلم أن الذي يجيب السَّائلين ويُفَرِّجُ كرب المكروبين ، ويزيل هَمَّ المهمومين إنما هو الله ..... التفتت ثم قالت لعيسى عليه السلام ( يا روح الله ، ادعو الله أن يسهل عليَّ ؛ فدعا عيسى عليه السلام فَسَهَّلَ الله عليها .)فسبحان الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى ...!! وسبحان الذي يسجد له من في السماوات ومن في الأرض طوعا وكرها ، وسبحان الذي خلق كل شيءٍ وأبدع كل شيءٍ ، وكلُّ شيءٍ عندهُ بمقدار .....
أيها القاريء الكريم تأمل وتدبر الهدف من المقال المتواضع لكاتبه إنه يعرض أن العاقبة لهذا الدين الحنيف ، وأن المستقبل لهذا الدين ، لأنه الدين الخاتم الصحيح الذي يخاطبُ القلوب والضمائر المؤمنة ، وأن آيات الله في الكون تترى لتدل على قدرته سبحانه وهيمنته على هذا الكون ، وهو الذي يرث الأرض وما عليها .... وأن النظريات الغربية والشيوعية المُلْحِدَة التي قررت أن الطبيعة هي التي أحدثت وأبدعت وصورت هذا الكون قد أعلنت إفلاسها وثبت فشلها ، وذهبت إلى غير رجعة .... فلا خالق ، ولا رازق ، ولا مُصوِّر ، ولا مبدعَ إلا الله الواحد الأحد فلتثق بربك ووتعتمد عليه وعلى كلامه الحق في عنوان المقال : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيءٍ شهيد .) فصلت آية 53 . ....
فصلوا وسلوا على نبيكم الهادي إلى صراط مستقيم ، الرءوف الرحيم ، الذي اختاره الله حبيبا له وقال عنه :( وإنك لعلى خلق عظيم ) صلى الله عليه ورضي عن صحابته أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين ..
اللهم آميم آمين آمين .
=====================
الموضوع منقول بتصرف وحكمة واختصار لكاتب المقال .
تعليقات