حق الإمام / دينيات مفيدة

 قرأت لك من كتاب : ( حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ) ، للكاتب الأستاذ / عباس محمود العقاد 

( منقول بالنص )الإمام في الإسلام هو وكيل الأمة في إقامة حدود الله . فحقه مرادف لحق الأمة ما قام بهذه الإمامة ، لأنه يتولى الإمامة لإيتاء كل ذي حقٍ حقهُ ، ويملك الأمر وتجب له الطاعة فيما تدعو إليه مصلحة الأمة فيه ، إلى تشريع جديد . وطاعته مقرونة بطاعة الله ورسوله :

( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) في سورة النساء . ، وفي الحديث الشريف : ( مَنْ أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، اسمعوا وأطيعوا وإنْ استُعْمِلَ عليكم عبد حبشي كأن رأسهُ زبيبة ) ، وليس للإمام أن يعطل حدًا من حدود الله ، وليس له أن يقيم حدًا منها في غير موضعه .. وإقامته في غير موضعه أن يُقام حيث لا تثبت أركانه ولا تُدْرَأ شبهاته .. فالإمام يعطل الحد مخالف لأوامر الله ، والإمام الذي يقيم حدا ليس بثابت الأركان ولا مدروء الشبهات مخالف لأوامر الله ... وعلى الإمام تقعُ تبِعَة الأمةِ كلها في تقدير مصالحها وضروراتها وتقدير ما يترتب على هذه المصالح والضرورات من إجراء الأحكام أو وقفها أو التوفيق بينها وبين أحوال الأمة .

وليس هذا من الاجتهاد الذي يجوز فيه الخِلاف ، لأن الاجتهاد اعتماد على تقدير لم يرد فيه نصٌّ صريح ، وأما رعاية الضرورات فقد وردت فيها نصوص صريحة لا تفهم على معنى من المعاني إن لم يكن معناها أن للأضرار حكما غير حكم الاختيار ، وأن تقدير الاضطرار في تطبيق الشرع موكول إلى وليِّ الأمر ساعة حصوله . قال تعالى : ( فمنْ اضطُرَّ غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه ) سورة البقرة ، ( وقد فَصَّلَ لكم ما حَرَّمَ عليكم إلا ما اضْطُرِرْتم إليه ) من سورة الأنعام . وقال سبحانه :( فمنْ اَْضْطُرَّ في مَخْمَصَة غيرَ مُتَجانِف لإثمٍ فإن الله غفور رحيم ) من سورة المائدة . 

والأمر بالتفكير نصٌّ صريحٌ في القرآن الكريم كهذه النصوص عن الضرورات ، فليس من الدين أن يتلقى المُسلم آيات ربه في كتابه وآيات ربِّهِ في خلقِهِ بغير تفكير : اقرأ ذلك في مثل الآيات التالية بكتاب الحق القرآن الكريم :

( واقصص القصص لعلهم يتفكرون ) ................ سورة الأعراف ............( إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون )  سورة النحل .......(إن في ذلك لآيَةً لقوم يعقلون ) ...سورة النحل .......( كذلك نفصِّلُ الآيات لقوم يعقلون ) ... سورة الروم ......( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبينُ الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) .. سورة البقرة .... ( قل هل يستوي الأعمي والبصير أفلا تتفكرون ) ... سورة الأنعام

=====================

وأضيف من ذاكرتي الدراسية على يد أستاذي الدكتور المرحوم عبد الصبور شاهين بكلية دار العلوم عن هذا الموضوع :

أنه عندما تولى الخليفة الأول رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال أبو بكر الصديق : ( إني وليت عليكم ولست بخيركم ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ) أي فلا إمارة بحق لي على المسلمين بل عليكم بنصح الإمام إن خرج عن شروط الإمامة بالمعروف من علماء الأمة بالفقة والشريعة بالدليل الثابت لرجوعه إلى الحق .

======================


=====

وذلك قبل أن نواصل القراءة في كتاب الأستاذ عباس محمود العقاد في حلقات جديدة أخرى إن شاء الله عن نفس هذا العنوان الغاية في الأهمية لصلاح الأمة وشعبها من كل ضرر أو إثم يفعله الإمام سهوا أو عن غير قصد أو متعمدا ... وندعو الله أن يهدينا إلى الصواب وصالح الأقوال والأعمال لنا جميعا ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البلاغة والمجاز

صـورة بــلاغية !!

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )